تتوجه الانظار اليوم الى عملية تحرير الموصل التي اصبحت الشغل الشاغل للعالم و العراقيين خصوصاً، حيث ينتظر الجيش العراقي مدعوما بالحشد الشعبي و الاكراد ساعة الصفر للانقضاض على المدينة و تحريرها من براثن و انياب تنظيم داعش الارهابي.
التحضيرات العراقية لمعركة الموصل
و تتواصل التحضيرات اللوجستية و الميدانية لعملية تحرير الموصل بجد، حيث يتوقع بعض المسؤولين العراقيين ان تكون هذه الاستعدادات الميدانية هي الأكبر في العراق منذ الغزو الأميركيّ عام 2003 (حيث من الممكن ان يبلغ عدد القوات المشاركة في المعركة 60 ألف مقاتل)، فبدأت السلطات العراقية بنقل عشرات الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من خازر باتجاه الضواحي الشرقية لمدينة الموصل استعدادا للمعركة المقبلة ضد داعش.
و اعلنت قيادة الحشد الشعبي في بيان لها اليوم انها انهت عملية استطلاع المدينة و اكدت جهوزيتها لتحرير المدينة من دنس تنظيم داعش الاجرامي.
و لم يكتفي البيان بهذا القدر، بل اوضح المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الاسدي أن تسعة آلاف مقاتل سني سيشاركون في معركة تحرير مدينة الموصل ضمن صفوف الحشد، مشيرا إلى أن طلائع الحشد العشائري والمحلي من أبناء المدينة ستكون أولى القطاعات المشاركة في المعركة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن أنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل من داعش، متحدياً الجانب التركي بأن يبرز أي وثيقة تثبت مطالبة العراق لتركيا بإرسال قوات إلى بلاده.
من جهته، أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني اتخاذ الاستعدادات كافة للبدء بعملية تحرير الموصل من داعش.
وأشار إلى أنّ الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان اتفقتا على إنشاء مجلس سياسي مشترك للسيطرة والإشراف على الأوضاع بعد تحرير المدينة.
وقال البارزاني إنه جرى الاتفاق بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي، وحدّدت الاتفاقية المهمات والمسؤوليات العسكرية لكل القوات والوحدات المشاركة في العملية بدقة، مؤكداً أنه ستتّخذ الإجراءات كافة معا لمنع حدوث حالات غير مرغوب فيهاز
استعدادات داعش
على ما يبدو ان تنظيم داعش الارهابي قد بدأ يفقد الدعم ليس من الاهالي فقط و انما من داخل صفوف أعضائه أيضا، حيث أفاد مصدر من داخل المدينة أن داعش يعاني الامرين من أجل منع مقاتليه من الفرار من أرض المعركة. و كاجرائات لمنع فرار عناصره أقدم التنظيم على اعدام 14 عشر من عناصره كانوا يحاولون الهرب مع أسرهم من الموصل.
أيضا أقدم التنظيم الارهابي على اعدام 58 من عناصره مع قائدهم الميداني بعد ان شك بمحاولتهم التواصل مع القوات العراقية للمساعدة في عملية تحرير الموصل. حيث اشار الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعماني ان "هؤلاء كانوا أعضاء في التنظيم، الذين وقفوا بوجهه في الموصل ".
هذا و أفادت مصادر أخرى من داخل المدينة بأنهم شاهدوا 6 حافلات ممتلئة بقادة داعش تغادر الموصل، وبينهم نساء وأطفال.
و على ما يبدو أن داعش قد اعتمد على سياسة الانفاق من أجل اطالة امد الحرب في المدينة، حيث افادت مصادر من داخل المدينة أن شبكة الأنفاق التي تبنيها داعش تنمو بشكل كبير، وبينها أنفاق كبيرة تسمح بتحرك دراجات نارية، وتمتد من ضواحي المدينة إلى الحمدانية جنوب شرق الموصل.
و من أجل زيادة عديد عناصره أفرج تنظيم داعش عن بعض المحتجزين الذين اعتقلهم بتهم بسيطة مثل عدم إطلاق اللحية أو التدخين أو ارتداء ملابس غير مسموح بها، و كان هذا الافراج مشروطا بمشاركة المفرج عنهم في القتال تحت راية التنظيم الارهابي.