الوقت – إجتمع القادة الأفغانيون ومسؤولو اكثر من 70 بلدا يوم امس الأربعاء في بروكسل ليتفقوا بشأن استمرار المساعدات السنوية البالغة مليارات الدولارات لحكومة كابول وقد اعلنت منسقة السياسة الخارجية للإتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني ان القادة والمسؤولين المجتمعين في بروكسل اتفقوا على بذل الجهود لإحياء عملية السلام المتوفقة في أفغانستان.
وقد جمعت القوى العالمية 15 مليار دولار لأفغانستان لتمويل البلاد على مدار أربع سنوات.
وفي ظل مواجهة حكومة كابول لطالبان بعد 15 عاما من الإطاحة بها من السلطة تعهدت أكثر من 70 حكومة في بروكسل بتقديم مزيد من الدعم لبلد ترى هذه الحكومات أن له أهمية استراتيجية للأمن العالمي.
وقال نائب وزير الخارجية الهندي إم.جيه أكبر لمؤتمر المانحين إن "الحرب من أجل المستقبل تدور في آسيا. يجب أن نظل في أفغانستان".
وعلى الرغم من هذه المساعدات طالب المانحون أفغانستان بالقيام بمجموعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مقابل المال. والنقطة الأكثر إثارة للجدل هي رغبة الاتحاد الأوروبي في أن تستعيد كابول مواطنيها غير المؤهلين للجوء على الرغم من أن أموال مانحي الاتحاد الأوروبي غير مرتبطة بمطالب من هذا القبيل.
وعلى هامش المؤتمر ركز الاتحاد الأوروبي على إعادة مفاوضات السلام إلى مسارها من خلال جمع أمريكا والصين والهند وباكستان على مائدة عشاء ليل الثلاثاء.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إن هناك تفهما "للعمل على أساس مشترك من أجل دعم سياسي إقليمي لعملية السلام والمصالحة في أفغانستان.
وبذلت عدة محاولات في السنوات الأخيرة للتوسط إلى تسوية بين الحكومة في كابول وطالبان لكنها جميعا انتهت بالفشل ويقول خبراء إنه من دون وجود المسلحين على الطاولة فإن من الصعب تصور حل مُجدٍ.
ويقول مصدران مطلعان كانا حاضرين في مأدبة العشاء التي حضرها مساء الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان المسؤولين الهنود والصينيين يريدون مناقشة موضوع مفاوضات السلام في أفغانستان.
ورغم ذلك لاتزال هناك خلافات حول الموعد الزمني لإشراك مسلحي طالبان في المفاوضات لكن ليس معلوما اذا تم دعوتهم الى المفاوضات بأنهم سيحضرونها أم لا.
ومن جهة أخرى تترك العلاقات المتوترة بين الهند وباكستان تأثيرها السلبي على عملية السلام في أفغانستان، ويقول دبلوماسي هندي: ان نيودلهي لم تقتنع بعد بأن طالبان قد تغيرت منذ عام 2001 حتى الان.
ويقول دبلوماسيون ان ايران وروسيا اللتين تلعبان دورا هاما في الحرب في سوريا يجب ان تشتركا ايضا في المفاوضات الأفغانية.
اما الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون فقد قال للصحفيين "من المهم جدا ان يبعث المجتمع الدولي رسالة دعم قوية لأفغانستان" واضاف "ان القادة الأفغانيين بدأوا بإجراء اصلاحات كبيرة وتنفيذ مشاريع تنموية لإحداث تغيير في حياة المواطنين الذين عانوا كثيرا.
وقد قال وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني ان مؤتمر بروكسل شكل فرصة لحكومة بلاده لتقديم وشرح مشاريع التنمية التي تمتلكها.
وفيما شدد رباني على التزام الحكومة الأفغانية بمكافحة الفساد وتحسين أوضاع حقوق المرأة، أضاف ان انجازاتنا كانت كثيرة وان أفغانستان تسير في إتجاه ايجابي لكن التحديات التي تواجهنا هي كبيرة ايضا.