الوقت- استعدادا لأي طارئ تبني حركة حماس قوتها الصاروخية الجديدة وتطورها لتضاف الى قدراتها السابقة، وقد اطلقت حماس يوم الخميس الماضي صاروخا تجريبيا بإتجاه بحر غزة، إنطلاقاً من ما كان يعرف بمستوطنات"غوش قطيف" بحسب ما كشفت عنه مصادر عسكرية صهيونية ، وفيما لايمكن نفي الحق الفلسطيني في تطوير القدرات الصاروخية وغير الصاروخية في وجه العدو الصهيوني يتبادر الى الذهن سؤال حول ماذا يدور في عقل حماس من وراء هذه التجارب الصاروخية وهل ان العدو الاسرائيلي يفهم جيدا معنى تجارب حماس الصاروخية في جنوب ووسط وشمال القطاع؟
قام الجيش الصهيوني خلال الاسابيع الماضية بالاعلان عدة مرات عن قيام حماس باطلاق صواريخ باتجاه البحر وذكرت مصادر اعلامية مقربة من جيش الاحتلال أن حركة حماس حولت مستوطنات غوش طيف لقاعدة لتدريباتها وبخاصة لإطلاق الصواريخ التجريبية مؤخراً باتجاه البحر، وقبل اسبوع من الآن قامت حماس باطلاق صاروخين وقبله باسبوع ايضا نقلت مصادر مقربة من الجيش الصهيوني أن كتائب القسام أجرت تجربة لإطلاق 3 صواريخ جديدة من وسط قطاع غزة، مؤكدةً أنها سقطت داخل البحر الأبيض المتوسط ، حيث تكشف هذه التقارير ان حماس قد حصلت على صواريخ جديدة وانها تختبر اطلاقها ومداها وسقوطها على اهدافها الافتراضية.
ويمكن اعتبار قيام حماس بهذه الاختبارات الصاروخية اعادة لبناء القدرات الصاروخية للحركة، وقد اطلقت الفصائل الفلسطينية في الحرب الأخيرة في الصيف الماضي بين الكيان الصهيوني وحماس حوالي 5 آلاف صاروخ وأكثر من 1500 قذيفة هاون باتجاه المدن والمستوطنات والاهداف الصهيونية.
ان قيام حماس بالاختبارات الصاروخية في شمال ووسط وجنوب القطاع يدل على ان حماس تعمل على جعل قطاع غزة بكامله قاعدة لاطلاق صواريخ لم تكن موجودة من قبل في حوزتها وان اختلاف اماكن اطلاق الصواريخ تدل ان الحركة تريد الاستفادة من كامل جغرافيا القطاع لايصال صواريخها الى أبعد مدى ممكن لتكون مناطق صهيونية اكثر في مرمى صواريخ حماس الجديدة التي يقال ان ايران وحزب الله ساعدا حماس في الحصول عليها.
وهناك من يعتقد بأن حماس تسابق الزمن لإعادة ترميم قوتها العسكرية تمهيداً لمواجهة جديدة في قطاع غزة بعدما تبين ان الحصار على القطاع مازال باقيا وبذلك فان حماس مطالبة بالاستعداد الكامل لاندلاع المعركة المقبلة التي يعتقد الكثير من المحلليين انها ستقع بسبب التعنت الصهيوني.
ان استعداد حماس الكبير للمواجهة المقبلة مع الكيان الصهيوني وزيادة القدرات الصاروخية الاستراتيجية للحركة بالاضافة الى زيادة القدرات والاستعدادات العسكرية في باقي المجالات جعل الصهاينة يستشعرون بالخطر الذي يكبر امامهم باستمرار مع التذكير بأن الخطر ليس آتيا فقط من جهة حماس بل من جهة حزب الله ايضا وباقي مكونات محور المقاومة والممانعة في المنطقة وعلى رأسهم ايران.
وكان رئيس الموساد السابق مائير دغان قال في تصريحات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية يوم الجمعة إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "تسبب بأكبر ضرر إستراتيجي لإسرائيل في الشأن الإيراني، وفشل فشلا مدويا في قطاع غزة" ، واعتبر المسؤول الإسرائيلي السابق أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة في غزة لم تنجز شيئا في القطاع سوى اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن خرقه بقرار من حماس.
وفيما يمكن اعتبار تصريحات دغان بأنها صادرة من شخص قد فهم عمق الخطر الذي يواجه كيان الاحتلال، عقبت حركة حماس على تصريحات رئيس الموساد السابق بأن الحكومة الصهيونية فشلت في حربها الأخيرة على غزة وان هذه التصريحات هي اعتراف صهيوني آخر بانتصار المقاومة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان إن تصريحات دغان تمثل "اعترافا إسرائيليا إضافيا بهزيمة الاحتلال في غزة وبأن كل محاولات إسرائيل للتخفيف من هزيمتها أمام المقاومة قد باءت بالفشل".
ان الاختبارات الصاروخية الجديدة لحماس يمكن اعتبارها بأنها تدل على الدعم الجديد الذي تحصل عليه الحركة من محور المقاومة والممانعة كما تؤكد هذه الاختبارات الصاروخية عودة حماس بقوة الى هذا المحور والاستمرار في نهج المقاومة العسكرية للاحتلال الصهيوني.
وفي الحقيقة ان هذا الاستعراض من حماس لقدراتها بعد حرب غزة والذي يمكن اعتباره بأنه غير مسبوق يذكر الدول المعادية لمحور المقاومة والممانعة بأن المحور جاهز للرد على أي اعتداء وفي أي نطاق تماما كما فعلت ايران عندما قامت بأكبر مناورات بحرية في مضيق هرمز قبل أيام .
