الوقت- بعد وصول الحوار اليمني - اليمني في الكويت الى الطريق المسدود والذي شارك فيه أنصارالله وحزب المؤتمر الشعبي وحكومة المخلوع منصور هادي و وفد الرياض، يعتقد الكثير من المحللين ان وصول السعوديين الى الطريق المسدود في غاراتهم على اليمن سيجبرهم في النهاية على عقد اتفاق سلام مع اليمنيين وان الحوار اليمني اليمني من المحتمل ان يستأنف قريبا.
ان هذه المفاوضات تحمل معها فرصا وأخطار بالنسبة لحركة أنصارالله التي تحولت اليوم الى تيار عام ومعترف به حتى من قبل السعوديين، و اذا استعرضنا آراء المؤيدين والمعارضين لدخول انصارالله في تلك المفاوضات فعندها يمكننا الوقوف على أهميتها.
يقول المؤيدون لدخول انصارالله في المفاوضات السياسية ان البنى التحتية اليمنية قد استهدفت وقسما من قوة انصارالله وحلفائها قد ضعفت في الحرب التي تشنها السعودية ولذلك فإن المنطق يحكم بدخول المفاوضات للحؤول دون المزيد من استنزاف الطاقات وتحقيق مكاسب محتملة على طاولة المفاوضات.
ان أقوال هؤلاء المؤيدون للمفاوضات يمكن ان تكون حقيقية اذا علمنا ان مقاومة انصارالله في الميدان اوتحلفها الذكي مع حزب المؤتمر الوطني والجيش المقرب من علي عبدالله صالح قد حول أنصارالله الى جزء لايتجزأ من الحياة السياسية والعسكرية في اليمن وان ثقل وحصة انصارالله أقنع الاطراف الداخلية وكذلك المعارضة التي تقودها الرياض على القبول بالدخول في مفاوضات مع أنصارالله.
وهناك فئة أخرى من المؤيدين للمفاوضات ولديهم نظرة أكثر واقعية وهم يعتقدون بأن دخول أنصارالله في عملية التفاوض السياسي يمكن ان يكون تمرينا وتدريبا على تقوية الأذرع السياسية لأنصارالله وهذه الفرصة لم تسنح من قبل بسبب العمليات العسكرية الجارية، ان الدخول في عملية التفاوض وتشكيل حكومة إئتلافية يمكن ان يسجل كإنجاز لحركة أنصارالله كجزء من الواقع الميداني والحركة العامة في اليمن رغم عدم إستطاعة هذه الحركة على الاخذ بزمام الحكم بشكل كامل الان لكن انصارالله يمكنها ان تكون جزء رسميا من السلطة.
ويقول هؤلاء ايضا ان الضغوط الخارجية بما فيها الغارات السعودية واداء مجلس الأمن الدولي وعدم وجود حليف استراتيجي جدي وكثرة اللاعبين الداخليين ولعبة الإستنزاف فإن عدم حصول إنجاز على طاولة المفاوضات سيوجه ضربة الى حركة انصارالله على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
اما معارضي قبول انصارالله بالتفاوض ورغم عدم معارضتهم لمبدأ التفاوض والأخذ والعطاء لكنهم لايعتبرون الوقت الراهن والقضايا المطروحة للنقاش الآن لصالح هذه الحركة، ويؤكد هؤلاء ان طرح وفد الرياض لبعض الشروط المسبقة الهامة والأساسية مثل تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة ولإنسحاب من المدن التي تم الإستيلاء عليها سيجعل المفاوضات تسير في غير صالح أنصارالله بسبب الوقائع الميدانية التي تلعب القوة والسلاح فيها دورا هاما ومفصليا.
وكان المتحدث باسم انصارلله قد أشار في وقت سابق الى الموافقة الضمنية على تسليم الأسلحة الثقيلة حسب القرار الدولي رقم 2216 قائلا ان انصارالله ليست موافقة على بقاء السلاح خارج إطار الحكومة لكن القضية هي ان تسليم السلاح هذا يجب ان يجري ضمن اطار عملية توافق سياسي لكي يمنح الضمانات اللازمة لأنصارالله وصالح من اجل التفاوض والاخذ والعطاء في هذا المسار المتأزم.
اما المعارضين الجديين للتفاوض فيقولون بدورهم ان انصار الله قطب من الأقطاب الموجودة في اليمن فلذلك لايمكن ان تكون نتائج المفاوضات ثابتة فعندما يشهد اليمن حربا تصل الى التقسيم والإنهيار وتصول فيه تنظيم القاعدة وتجول فما هي الضمانات لنجاح أنصارالله في هذا المشهد الفوضوي؟ ان الاوضاع غير مستقرة حتى بين أنصارالله وحليفها علي عبدالله صالح ولذلك يقول هؤلاء المعارضون للتفاوض ان على انصارالله ان تصر على عدم تسليم السلاح ولا تنسحب من المدن التي تسيطر عليها لكي توجد توازنا مع الآخرين واذا تدهورت الامور يصبح بإمكانها ان تحافظ على بقائها بين أقطاب السلطة المتناحرة.