الوقت- في وصية لمؤسس الدولة السعودية يقول الملك عبدالعزيز آل سعود لاولاده ان "عزّكم من ذل اليمن وذلّكم في عز اليمن" ، وهي وصية حفظها آل سعود جيدا ولطالما استبدت السعودية بالسياسة اليمنية، وحوّلت هذا البلد إلى ميدان للفوضى والتخلف والجمود والوهابية والقاعدة في ظل الهيمنة الأمريكية.
وتعادي السعودية الآن انصارالله الذين يريدون عزا لليمن وتصب قوتهم المتماسكة المقاومة الصاعدة كلها في مصلحة حركة التحرر الاسلامي والعربي، ولحركة انصارالله أبعاد مختلفة ترتبط باستعادة استقلال اليمن والهوية الوطنية اليمنية وتحجيم المتطرفين واستئصال الوهابية وتطهير البلاد من الإرهابيين وهذا الاتجاه من شأنه تحويل البلد إلى قوة إقليمية، والشروع في خطط تنموية تمنح هذا البلد المعذّب، فرصة للاستقرار والازدهار.
ان الاستقلال اليمني الذي تخشاه السعودية من شأنه أن يحدّ من النفوذ السعودي الرجعي في المنطقة كلها، وخصوصاً حين تغدو اليمن قادرة على استرداد المحافظات اليمنية المحتلّة "جيزان ونجران وعسير" والتي احتلت في عام 1934، من قبل آل سعود وسيؤدي ذلك إلى لجم السعودية، وربما يحرّك ديناميات تفكيكها.
ويعتقد المحللون إن أي خطوة في اتجاه كبح الرجعية السعودية هي خطوة في اتجاه نهوض الأمة العربية ومن الواضح أن انتصار الحوثيين في اليمن سيمثّل انتصاراً جديداً لروسيا والصين وإيران، في مواجهة الغرب الاستعماري، ويعزّز الصمود السوري، وليس بلا معنى عميق أن تصطفّ روسيا مع انصارالله وتوفّر لهم الغطاء اللازم في مجلس الأمن الدولي، في خطوة أولى نحو قيام تحالف بين الطرفين.
من جهتها تبدو السعودية عازمة على تغيير موازين القوى في اليمن حيث أجرت مشاورات مكثفة مع الفاعلين السياسيين والقبليين في اليمن، واستدعت الرياض قيادات سياسية وقبلية تتمتع بنفوذ واسع في مختلف المناطق اليمنية، ومن أبرزها قيادات بارزة من حزبيّ المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق صالح، والتجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على الإخوان المسلمين للتباحث حول تغيير الخارطة السياسية بما يضمن دحر انصارالله على المستويين السياسي والعسكري.
كما تم استدعاء مشايخ قبليين من محافظتي إب وشبوة وسط وجنوب اليمن، وذلك للتباحث حول إيقاف التمدد الحوثي المسلح ودحره من تلك المحافظات.
وتعمد السعودية الى جر باقي الدول العربية ايضا الى الساحة اليمنية لمواجهة من يخالفها من ابناء اليمن.
وقال مسؤولون يمنيون ايضا إن السعودية أرسلت أسلحةً وأموالاً لرجال قبائل محافظة مأرب الصحراوية الغنية بالنفط والقريبة من حدود السعودية مع اليمن، لدعمهم في مواجهة الحوثيين.
وبالنظر الى ما تم ذكره يبدو واضحا ان اولاد الملك عبدالعزيز يواصلون سياسة اذلال اليمن في الاقتصاد والسياسة والامن والهجرة والعمالة وغيرها ويؤججون الخلافات الداخلية في هذا البلد من اجل تشتيت قوة اليمنيين ويتدخلون في كل شاردة وواردة في اليمن ولو ان السعودية كانت تريد تنمية اليمن لاستطاعت ذلك خلال العقود الماضية ولكن يبدو ان المساعدات المالية التي كانت تقدمها السعودية كلها تهدف الى اذكاء الخلافات الداخلية وتحريض جهة يمنية على جهة اخرى بهدف اضعاف اليمنيين.