الوقت- عادت تركيا الى اللعب بالنار مجددا", ولكن هذه المرة عبر الدخول بمئات الجنود مدرعين بالدبابات والطائرات الاراضي السورية, ضاربة بعرض الحائط احترام السيادة السورية تحت حجة نقل رفات سليمان شاه بيك جد السلالة العثمانية والتبرير ان الارض التي يتواجد عليها الضريح ارض تركية بموجب اتفاقية عام الف وتسعمئة وواحد وعشرين بين تركيا والاستعمار الفرنسي انذاك.
بدأت عملية "ضريح سليمان شاه" في التاسعة من مساء السبت (بتوقيت تركيا)، حيث دخل إلى سوريا 39 دبابة و57 عربة مدرعة و100 عربة، و572 جنديا، ووصلت تلك القوات إلى ضريح سليمان شاه في حدود الساعة 00:30 (بتوقيت تركيا).
وفي نفس الوقت دخلت قوة تركية أخرى مصحوبة بالدبابات إلى محيط قرية "آشمة" في سوريا، وسيطرت على قطعة أرض بالمنطقة ورفعت العلم التركي عليها، تمهيدا لنقل رفات "سليمان شاه" إليها.
وبعد الانتهاء من نشل الرفات قامت القوات التركية بتدمير جميع المباني التي كانت موجودة في مكان الضريح، بعد نقل جميع الأمانات ذات القيمة المعنوية العالية.
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو ان "العملية بدأت في تمام الساعة التاسعة مساء بدخول تسعة وثلاثين دبابة وسبعة وخمسين مدرعة ومئة الية وخمسمئة واثنين وسبعين جنديا". وأضاف اوغلو "ذلك دون طلب اذن او مساعدة من اي جهة لكننا اعلمنا قوات التحالف الدولي وتمت عملية الانسحاب في الساعة الرابعة وخمس واربعين دقيقة صباحا".
وذكر أوغلو، عبر حسابه بموقع تويتر: "الجنود الذين خدموا بشرف حتى اليوم بضريح سليمان شاه عادوا إلى وطنهم" مضيفا أن الجنود اصطحبوا معهم رفات سليمان شاه لتبقى في تركيا بشكل مؤقت قبل تأمين مكان جديد آمن لها، مؤكداً على أن ذلك المكان "داخل سوريا ويخضع لسيطرة القوات التركية ويرفع عليه العلم التركي."
من جهتها، قالت قيادة الجيش التركي في بيان على موقعها الإلكتروني إن جنديا تركيا قتل في حادث خلال عملية التوغل التركية.من جهتها أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات “داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة بل قامت فجر اليوم بعدوان سافر على الاراضي السورية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية في تصريح اليوم إنه بالرغم من قيام وزارة الخارجية التركية بابلاغ القنصلية السورية في اسطنبول عشية هذا العدوان بنيتها نقل ضريح سليمان شاه الى مكان اخر الا انها لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك كما جرت العادة وفقا للاتفاقية الموقعة عام ۱۹۲۱ بين تركيا وسلطة الاحتلال الفرنسي انذاك.
وأضاف المصدر أن ما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية أن هذا الضريح يقع في منطقة يتواجد فيها تنظيم “داعش” الإرهابي في محافظة الرقة والذي قام بتدمير المساجد والكنائس والأضرحة لكنه لم يتعرض لهذا الضريح الامر الذي يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الإرهابي.
اما ايران جاء موقفها على لسان مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان، الذي اكد ان العملية العسكرية التركية في الاراضي السورية غير مبررة تماماً، وان التدخل العسكري لدول الجوار في سوريا يزيد من تعقيد الاوضاع ولا جدوى منه سوى المزيد من زعزعة الامن في المنطقة. واشار امير عبد اللهيان، في تصريح له الاحد، الى العمليات العسكرية الاخيرة التي قامت بها تركيا في الاراضي السورية وقال، ان الاعمال العسكرية لدول الجوار في الاراضي السورية ليس لها اي تبرير. واكد على ضرورة ان تعزز الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية وتركيا الآليات السياسية المشتركة في المنطقة، معتبرا، ان استخدام المجموعات المسلحة غير المنضبطة يعد حلقة مفرغة من شأنها ان تؤدي الى نشر الارهاب وزعزعة الامن في بلدان المنطقة.
يشار الى ان الجيش التركي نفذ عملية عسكرية مساء السبت داخل الاراضي السورية قال ان هدفها سحب جنوده المسؤولين عن حراسة مقبرة سليمان شاه في حلب ونقل رفاة المقبرة. يذكر أن قبل شهرين من هذا الحدث، نشر حساب في "تويتر"، مختص بكشف فضائح تتعلق بحكومة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، تفاصيل عملية دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية لإجلاء الجنود الذين يحمون ضريح سليمان شاه، والذي يعتبر أرضاً تركية. وقال حساب يحمل اسم "فؤاد عوني"، ويشبه حساب "مجتهد" السعودي، من حيث اختصاصه بكشف أخبار وفضائح من قلب النظام الحاكم، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى تقديم أرض الضريح لتنظيم داعش بالتفاهم، دون أن يحتله عناصر التنظيم علناً، وذلك حتى يتجنب الإحراج إذا ما هزم الدواعش جيشه. رغم ان الخطوة التركية وضعت في خانة عرض القوة عبر انتهاك السيادة السورية في وقت تعاني دمشق من الارهاب المصدر عبر نقاط الحدود التركية، الا ان ما وراء الحادثة اكبر من مجرد انقاذ رفات جد العثمانيين ومعه اربعين جنديا. ففرضية وجود خطر على الضريح وحراسه تثير تساؤلات في ظل خضوع المنطقة لسيطرة الجماعات المسلحة التي هي حليف اساسي لانقرة في تدمير البلد الجار.والجدير بالاشارة الى ان حتمية تنفيذ عملية الانقاذ لا تستدعي مئات الجنود والمدرعات والدبابات في ظل وجود خيار الانزال الجوي المعتاد، ما يعني ان للعملية اهداف اخرى ليس الانقاذ وعرض القوة من اولوياتها يضيف المراقبون. فالعملية تاتي بعد ايام من اشتعال جبهة الشمال عقب عمليات الجيش السوري التي حرر فيها العديد من مناطق محافظة حلب ووضع الجماعات المسلحة في وضع حرج وجد فيه الاتراك خطرا على مشروع المنطقة العازلة الذي تبنوه ما دفع الى عملية اغاثة عسكرية عاجلة اتت تحت عنوان ضريح سليمان شاه. وعليه ايا تكن الاسباب التي دفعت تركيا الى القيام بالعملية هذه يبدو ان الرئيس التركي بدأ يتحسس بوادر فشل ما عمل لاجله لسنوات تجاه سوريا ليستحضر قدراته العسكرية على الارض املا في استدراك الاوضاع على الارض.