الوقت- قال موقع وولد سوشاليست على لسان الكاتب "إريك لندن" اليوم الأربعاء بأن السلسلة التي نشرت في مجلة نيويورك تايمز مؤخراً تحت عنوان "أراضي مهشمة" هي فقط للترويج للإمبريالية الأمريكية.
وقال الكاتب: نشرت صحيفة نيويورك تايمز في النسخة المطبوعة وبتاريخ 14 أغسطس سلسلة بعنوان "أراضي مهشمة"، للکاتب "سكوت أندرسون" بأن هذه السلسلة التي تتألف من 60 صفحة وتتضمن المخططات التفصيلية لحياة ستة أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط تعود إلى السنوات التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، من خلال ما يسمى بـ "الربيع العربي"، وبروز تنظيم "داعش" الإرهابي، وتدفق الهجرة من المناطق التي مزقتها الحرب.
وقال الكاتب: يشير مدير التحرير في المجلة، جيك سيلفرشتاين بالقول " إن هذه القضية تختلف عن أي شيء أخر نشرناه سابقاً، فموضوع هذا الكتاب هو الكارثة التي قد سببت حدوث "كسر" في العالم العربي منذ أحداث العراق قبل 13 عاماً، مما أدى إلى ظهور تنظيم "داعش" وأزمة اللاجئين العالمية، فجغرافية هذه الكارثة واسعة وأسبابها كثيرة".
وقال الموقع: "نشر "أراضي مهشمة" له أهمية موضوعية من ناحية العرض، والمحتوى والنبرة والسلسلة التي تعبر عن الطبقة الحاكمة بالمفهوم الأميركي، حیث إنه يواجه كارثة ذات أبعاد غير مسبوقة تاريخياً في الشرق الأوسط، فعندما يسأل أندرسون في مقدمته: "لماذا تتحول بهذه الطريقة؟" ويسأل نيابة عن الطبقة الحاكمة التي وهم في حالة ذهول من نتائج كارثية للسياسات المتهورة وقصيرة النظر الخاصة بهم.
أضاف الموقع: فعلى مدى السنوات ال 25 الماضية، وضعت الإمبريالية الأمريكية النفايات الخاصة بها في الأراضي التي تمتد على عدة آلاف ميل من شمال أفريقيا إلى آسيا الوسطى، والتي خلفت أكثر من 1 مليون قتيل، وقد خلفت مفردات جديدة مثل: "الصدمة والرعب"، "التسليم الاستثنائي"، "السجن في المواقع السوداء"، وهذه كلها لغة للحروب التي تتبعها الولايات المتحدة، وقد تم ترك جزء كبير من سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 200 مليون شخص بلا مأوى ناهيك عن الذين فروا بحثاً عن ملاذ في الخارج.
وقال الموقع: فإن "أراضي مهشمة" هو الإعتذار في سجل الإمبريالية الأمريكية، وقد خدم صاحبه كمراسل حرب لمدة 33 عاماً وعمل في صحيفة نيويورك تايمز، ومهما كانت النيات لأندرسون، فإن "أراضي مهشمة" هي قصة لـ "مصلحة الإنسان" الذي يقدم تبرير لـ "الإمبريالية" وتمهيد الطريق لحروب جديدة، فـ "أراضي مهشمة" يدعم الحجة القائلة بأن الأنظمة في الدول القومية التي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الأولى لم تتفق بما فيه الكفاية على مختلف الإنقسامات القبلية والعرقية والدينية في المنطقة، و"أراضي مهشمة" يقر بأن هذا قد ينطوي على التطهير العرقي، حيث يخلص الكاتب بأن المذابح والإبادة الجماعية قد تكون ضرورية لفرض النظام في المنطقة.
تبييض صفحة 25 سنة من جرائم الحرب الإمبريالية
وأردف الموقع: وتقدم السلسلة حياة الأفراد الستة الخاضعين ويفسر قصص من المشقة والكوارث، والقارئ يتعاطف مع هذه الصعوبات، ولكن يتم تقديم المواد وذلك لتصوير الولايات المتحدة بإعتبارها القوة الخيرة التي تهدف إلى تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا سيما بالنسبة للأقليات الدينية والنساء، ويقدم أندرسون قصة خلود الزيدي، فتاة عراقية التي كان عمرها 23 سنة عندما غزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003.
وهنا يقتبس الكاتب عن قول "أراضي مهشمة": " عندما عززت قوات المارينز سيطرتهم على المدينة، كان السكان سعداء وتدفق الرجال والأطفال يقدمون صواني الحلويات والشاي الساخن، وأخيراً يسمح لها بمغادرة منزلها، خلود، مثل معظم النساء الأخريات في الكوت... "، وتابع الموقع: فإن أندرسون يروي أن الامريكيين، هنا الإقتباس: "أعادوا المدينة بسرعة إلى شيء قريب من الحياة الطبيعية، إن العمل الحقيقي الآن هو إعادة بناء الإقتصاد المدمر في البلاد وإعادة تشكيل حكومتها، والتي تحتاج لجيش صغير من المهندسين الأجانب والمحاسبين حيث ينحدر الإستشاريين على العراق تحت إشراف سلطة الائتلاف المؤقتة، أو اتفاقية السلام الشامل، وأمريكا التي تقود الإدارة الانتقالية".
وتابع كاتب المقال: جلبت قوات الغزو في العراق فرق من "مستشارين لحقوق الإنسان" الذين كلفوا بالإشراف على "المشاريع التنموية لتمكين المرأة في جنوب العراق." أصبحت خلود أحد المستفيدين من هذا البرنامج، حيث أرسلت من قبل واشنطن للإنضمام للإحتلال الأمريكي والمتعاونين في صياغة الدستور الجديد الذي فرضته الولايات المتحدة، فعندما عادت خلود ولأسباب مفهومة تم معاملتها من قبل جيرانها كجاسوس الولايات المتحدة.
وأردف الموقع: ومن خلال دراسة هذه الأحداث، أصبحت نيويورك تايمز قطعة غامضة من قبل المسؤولين القائمين على القرارات التي أدت إلى هذه الحروب والموت والدمار الاجتماعي، أن إدارة بوش الذي أمر بالحرب غير المبررة والعدوان على العراق، مثل ما يجري الآن في البيت الأبيض تلك الإدارة التي هندست وجهزت أول حرب مشتركة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي لتغيير النظام في ليبيا في عام 2011، تليها حرب بالوكالة مدعومة من وكالة المخابرات المركزية لتغيير النظام في سوريا، فينبغي أن يضاف هذا الدور الإجرامي لصحيفة نيويورك تايمز التي تقوم بالدعاية لهذه الحروب.
تابع الموقع: فقد اختار أندرسون أيضاً رعاياه بطريقة غير شريفة، اختار عدم التطرق للآباء أو الأطفال الذين قتلوا في حروب الولايات المتحدة كمواضيع في هذه السلسلة، بدلاً من ذلك، فإنه يقذف نفس الدعاية التي استخدمتها هذه الصحيفة عندما دعمت الغزو الأمريكي للعراق قبل أكثر من عشر سنوات.
صحيفة نيويورك تايمز تدعم التطهير العرقي
قال الموقع: إن أندرسون يشير إلى انهيار الحكومات القومية البرجوازية السابقة في الشرق الأوسط والفراغ السياسي الناجم في غيابهم، وعلى الرغم من أن أندرسون يقلل من دور الإمبريالية الأمريكية في المنطقة، إلا أنه يلاحظ في مقدمة "أراضي مهشمة" أن أندرسون لفترة ما يتبع الطريقة المنحوتة للقوى الإمبريالية التي وصلت للشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الأولى، بإستخدام نهج "الانقسام يسد" من قبل البريطانيين والفرنسيين.
وأضاف الموقع: إن "أراضي مهشمة" يركز على المسيحيين واليزيديين والأكراد، ففي مقابلة مع "عازار ميرخنن" وهو طبيب قومي متطرف من كردستان أمر مسؤول بارز في البشمركة بتنفيذ مذبحة بالفلاحين العرب في منطقة جنوب جبل سنجار في شمال غرب العراق، حيث يدعي عازار أنه ثأر لفشل السكان العرب المحليين لمنعهم وقوع مذبحة إرتكبها "داعش" بحق الأكراد.
وأضاف الموقع: يمكن أن تنشر مثل هذه الخطوط الورقة الرائدة في الليبرالية الأميركية التي تؤكد على المناخ السياسي الرجعي المزروع منذ 25 عاماً من الحرب الدائمة التي تخوضها أمريكا، والتي يتم تبريرها على أنها "آخر، وأفضل خيار" والذي يتكون من تأليب السكان ضد بعضهم البعض على أسس عرقية ودينية في ممارسة التقسيم على مستوى المنطقة والذي يعني موت وتشريد الملايين.
واختتم الموقع بالقول: في الواقع، إن السياسة من قبل صحيفة نيويورك تايمز روجت بالفعل للسياسة الأمريكية، والتي تقوم على إستخدام تنظيم القاعدة، و"داعش" وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة من قبل الإمبريالية الأمريكية لتدمير الدولة الهيكلية القديمة في الشرق الأوسط، بغية محاولة إخضاع المنطقة كلها لمصالح البنوك والشركات الأمريكية.