الوقت - إنتقد الكاتب الأمريكي الشهير "نيكولاس كريستوف" بشدة سياسة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في الشرق الأوسط، خصوصاً تجاه الأزمة السورية.
وقال كريستوف في مقال حمل عنوان "الأخطاء الأكثر مأساوية لأوباما" ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الأزمة السورية فضحت الإدارة الأمريكية وتحديداً الرئيس أوباما وأظهرت أنه لا يتمتع بقدر كاف من اللياقة لتحمل المسؤولية تجاه حلّ هذه الأزمة.
وأضاف: على الرغم من أن أوباما لم يتخذ قراراً بالتدخل العسكري المباشر ضد سوريا، وهذا أمر جيد، إلّا أنه أخفق في الوقت نفسه بإتخاذ إجراءات مناسبة لإيجاد حل مشرف للأزمة السورية.
وأشار هذا الكاتب والمحلل الأمريكي في مقاله إلى موقف روسيا تجاه الأزمة السورية، مؤكداً أن موسكو قد تمكنت من أخذ زمام المبادرة في هذا الخصوص، في إشارة إلى تدخلها العسكري إلى جانب القوات السورية في إستهداف مقرات ومواقع الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" وما يسمى بـ "جبهة النصرة".
ووصف كريستوف موقف الإدارة الأمريكية الحالي تجاه الأزمة السورية بأنه تابع لموقف القيادة الروسية خصوصاً بعد حصول التقارب بين موسكو وأنقرة الذي أعقب إعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إسقاط طائرة السوخوي الروسية ورفض موسكو لمحاولة الإنقلاب العسكرية الفاشلة التي شهدتها تركيا قبل عدّة أسابيع.
وأكد الصحفي الأمريكي بأن الإدارة الأمريكية فشلت أيضاً في إنهاء قدرة سلاح الجو السوري الذي لايزال فاعلاً في ضرب الجماعات الإرهابية إلى جانب سلاح الجو الروسي، على الرغم من الإقتراحات الكثيرة التي قدّمها عدد من القادة العسكريين الأمريكيين إلى الإدارة الأمريكية في هذا المجال والتي كانت تؤكد على ضرورة تقويض القوة الجويّة السورية من خلال توجيه ضربات لها دون الحاجة إلى إرسال قوات بريّة أمريكية إلى هذا البلد.
واعتبر كريستوف رضوخ الإدارة الأمريكية لإجراء مفاوضات سياسية بهدف إيجاد تسوية للأزمة السورية وتراجعها عن مطلبها السابق بإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط لأي تسوية بأنه مثّل هزيمة سياسية واضحة لإدارة أوباما، خصوصاً بعد الإنتصارات الساحقة التي حققتها القوات السورية والقوات الحليفة لاسيّما الروسية والإيرانية ومحور المقاومة في المنطقة على الجماعات الإرهابية في كثير من مناطق القتال.
ورغم إنتقاده لسياسة أوباما تجاه سوريا أشاد كريستوف بالإتفاق النووي الذي وقعته الإدارة الأمريكية مع إيران قبل نحو عام في إطار المجموعة السداسية الدولية التي تضم بالإضافة إلى أمريكا كلاً من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. كما أشاد بإجراءات إدارة أوباما في بعض المجالات في داخل أمريكا لاسيّما في الجانب الصحي.