الوقت- قال الكاتب الأمريكي "بيل فان اوكين" اليوم في مقال له على موقع وولد سوشاليست، بأن واشنطن تدعي محاربة الإرهاب بينما تدعم المجموعات الإرهابية في حلب.
فقال الكاتب: إن هذا الاسبوع يصادف ذكرى مرور عامين منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أحداث الحرب التي شنتها بلاده ضد العراق وسوريا، والتي بدأت في باسم محاربة الميليشيات التابعة لتنظيم "داعش"، ليلقي الرئيس الأمريكي بظلال التدخل العسكري الجديد ليس فقط بذريعة استمرار "الحرب العالمية على الإرهاب"، ولكن أيضاً تحت مسمى الحملة من أجل حقوق الإنسان، فكانت حصيلة هذا التدخل الأمريكي دموية أكثر منذ أي وقت مضى، فوفقاً لتقرير صدر هذا الأسبوع تم الإبلاغ عن أكثر من 4700 حالة وفاة بين المدنيين غير المقاتلين، نتيجة للغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة فنجد أن عدد كبير من الأبرياء من العراقيين والسوريين، قد تم ذبحهم وغالبيتهم من النساء والأطفال إثر القنابل الأمريكية .
وتابع الكاتب بالقول: فكل الأكاذيب والذرائع حول الحرب الأخيرة التي شنتها أمريكا هي كاذبة، فقد انفجرت الحقائق خلال الأيام القليلة الماضية بالأكاذيب التي تقوم بها الحكومة الامريكية، حين احتفلت وسائل الإعلام الأمريكية بالإنتصارات المزعومة التي تحققها قوات "المتمردين" في المعركة من أجل السيطرة على حلب، العاصمة التجارية السورية السابقة.
وأردف الكاتب: فعجباً للهراء الذي تدعيه امريكا حول الإرهاب وحقوق الإنسان! فالحملة التي ينظمها "المتمردين" في حلب هي تحت مسمى قيادي متطرف وطائفي، والذي نفذ مذبحة الجنود العلويين السوريين قبل أن يتم القبض عليه منذ أيام الرئيس السابق حافظ الأسد، حيث إن حجم المكاسب العسكرية التي أدلت بها قوات يقودها تنظيم القاعدة في حلب بأي حال من الأحوال هي واضحة، فـ "المتمردين" قد قتلوا وشوهوا المئات من الناس المدنيين إثر قذائف الهاون والمدفعية التي يطلقوها.
وقال الكاتب: لقد إتهمت واشنطن وحلفاؤها، ووسائل الإعلام الغربية وجماعات حقوق الإنسان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الانسانية إثر قيامه بقصف المتشددين في شرق حلب، وهي الآن -أي امريكا- غير مبالية بما يقوم به هؤلاء الإرهابيين المدعومين من الإمبريالية والذين يقتلون المدنيين في غرب حلب، لا بل وإن وسائل الإعلام الغربية قد وصلت إلى حد الإحتفال بهؤلاء "المتمردين" الإنتحاريين بغية توفير ميزة إستراتيجية للميليشيات المدعومة من الغرب، في خضم الحسابات المزودجة للشرف، بعد أن إندلع القتال مؤخراً في حلب، حيث ظهر في صفحات الـ "نيويورك تايمز" هذه الصحيفة التي صممت خصيصاً وبعناية لخدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية، مايجري في حلب بشكل جلي.
وقال الكاتب: فالتقارير الصحيفة التي كانت تدين سابقاً جبهة النصرة توقفت عن إدانة النصرة بعد أن غيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة "فتح الشام"، وأعلنت ذلك رسمياً، فهناك ما يدعو للإعتقاد بأن هذا الشيء الذي نفذته جبهة النصرة قد تم بالتشاور مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في محاولة للتطهير السياسي بعد الدعم الأمريكي المباشر لهذه المجموعة، التي لطالما نددت واشنطن بها على أنها منظمة إرهابية، فنيويورك تايمز أبدت أسماء جديدة وهي "الجماعات المتمردة الرئيسية" وفي الواقع، واحدة من هذه المجموعات أصدرت مؤخراً شريط فيديو يظهر مقاتليها وهم يقطعون رأس طفل مصاب يبلغ من العمر 12 عاماً.
وتابع الكاتب بالقول: كما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز مؤخراً عن محلل عسكري لم تذكر اسمه قوله، إن طابع القتال الآن في حلب يشير إلى أن قوات القاعدة تلقت ليس فقط كميات هائلة من الأسلحة، ولكن أيضاً التدريب العسكري والمهني.
وأردف الكاتب: فالآن تتكرر السمات الأساسية للعملية الإمبريالية التي أدت إلى ظهور تنظيم القاعدة قبل 30 عاماً، عندما كانت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية تعمل في تحالف وثيق مع "أسامة بن لادن" لتوفير الدعم المماثل للذين يقاتلون بهدف الإطاحة بالنظام المدعوم من السوفيت في أفغانستان، فقد بات الآن وبشكل علني في وسائل الإعلام، يقال بأن ما يجري في سوريا هو "حرب بالوكالة" فأمريكا تخدم تنظيم القاعدة كقوة على الأرض، حيث تسعى واشنطن إلى الإطاحة بروسيا في الشرق الأوسط، كجزء من الإستعدادات الأمريكية في الحرب التي تهدف إلى تمزيق وإخضاع روسيا نفسها.
واختتم الكاتب: فبعد خمسة عشر عاماً على إطلاق الحملة الترويجية الأمريكية التي رفعت شعار "الحرب على الإرهاب"، فواشنطن الحليفة المباشرة مع الهدف المفترض وهي القاعدة، تستعد لإطلاق العنان على إنسانيتنا من خلال أعظم عمل من أعمال الإرهاب التي يمكن تخيلها، والتي هي حرب عالمية ثالثة.