الوقت- اظهرت نتائج استطلاع للرأي اجري مؤخرا في امريكا ان الشعب الامريكي ينتابه اليأس والقلق حيال العنصرية المتفشية في بلاده.
وحسب هذا الاستطلاع الجديد فإن 63 بالمئة من الامريكيين قالوا ان العنصرية المتفشية في بلادهم قد ادت الى حدوث كارثة على مستوى البلاد بأجمعها.
وتفيد نتائج هذا الاستطاع الذي اجرته صحيفة واشنطن بوست وقناة اي بي سي نيوز ان 3 فقط من اصل 10 امريكيين قالوا بأنهم متفائلون حيال محاولات اصلاح العنصرية في امريكا.
واعرب حوالي 58 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون هي قادرة على مواجهة هذه الاوضاع والتصدي لها في حين قال 26 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع بأن المرشح الديمقراطي دونالد ترامب يستطيع الوفاء بوعوده في مكافحة العنصرية والتمييز العنصري.
وقد شارك في هذا الاستطلاع 1003 اشخاص من اصحاب الاعمار المتوسطة وجرى هذا الاستطلاع عبر الهاتف بين يومي 11 يوليو و14 يوليو.
وتشتد الحالة العنصرية في المجتمع الامريكي يوما بعد يوم ما دفع الناشطين الحقوقيين الى اجراء دراسات متعددة في هذا الصدد وتوجيه انتقادات لاذعة الى الجهات المختصة لتقاعسها عن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وتشهد امريكا خلال الفترة الاخيرة سلسلة حوادث امنية ظهر فيها بوضوح مدى العنف والوحشية التي تمارسها الشرطة الامريكية ضد المواطنين السود ما ادى الى تفجر الغضب الشعبي، وقد نزل اهالي المدن الامريكية المختلفة الى الشوارع للتعبير عن غضبهم ازاء التصرفات العنصرية للقوات الامنية في هذا البلد.
وتشير الاحصائيات الموجودة ان عدد الأمريكيين من أصول أفريقية الذين سقطوا بيد الشرطةِ خلال عام 2016 فقط وصل إلى 163 شخصا، وإلى نحو خمسَمائة من أولئك الذين فقدوا حياتهم على يد الشرطة بنفس العام، فيما بات يصفه حقوقيون بعنف الشرطة.
وتشهد الشوارع الامريكية بعد كل حادثة قتل خروج المتظاهرين للاحتجاج حيث تتوسع دائرة مطالبهم لتشمل ليس فقط كما يقولون، وقف عنف الشرطة وإنما إحقاق العدالة للضحايا وذويهم وإنهاء حالة العنصرية التي تعاني منها جاليات بعينها في الولايات المتحدة.
وقد ادت هذه العنصرية وعمليات القتل ضد المواطنين السود الى ردات فعل عنيفة ايضا، فقد قتل خمسة من أفراد الشرطة على يد قناص في دالاس بولاية تكساس الأمريكية خلال مظاهرة وهذا ما قلب الموازين، ووصفت صحيفة أمريكية على غلافها الحالة التي تمر بها امريكا بالحرب الأهلية، ما قد يؤدي إلى تحول كبير حول الجدل المتجدد في الولايات المتحدة ازاء "عنف الأسلحة".
وفي الحقيقة يقول نشطاء حقوق الانسان في امريكا أن القتل لم يتغير، وما تغير هو التكنولوجيا والكاميرات التي توثق هذه الحوادث التي كانت متفشية في الاساس.
ولايعتقد المراقبون ان امريكا تعاني بالفعل من حالة من العنصرية تشكل آفة يصعب القضاء عليها وان الامر ليس متعلقا فقط بسهولة اقتناء الأسلحة في البلاد، وما يزيد الطين بلة هو عسكرة الشرطة التي أدت إلى ارتفاع نسبة العنف ضد المواطنين.
وهناك من يقول ان عام 2016 هو بمثابة برميل بارود من العنصرية فى انتظار الاشتعال، حيث تم استقطاب المجتمع الأمريكى بشكل عنصرى للغاية فى نهاية فترة رئاسة أوباما، فبعد مرور 100 يوم على توليه منصبه قال 59٪ من الأمريكيين السود إن العلاقات بين الأعراق المختلفة فى الولايات المتحدة "جيدة بشكل عام"، إلا أنه قبل 6 أشهر فقط من مغادرته منصبه، المقررة فى مطلع العام المقبل، انخفض هذا العدد إلى 34٪ فقط، ويرجع جزء كبير من هذا التشاؤم إلى سلسلة من حوادث إطلاق النار من قبل الشرطة، والتأثير واسع الانتشار للحوادث التى تم تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى.
ومهما يحاول الساسة الامريكيون من المشاركين في الانتخابات أو غيرهم التخفيف من وقع الامر والتحدث بلغة هادئة في محاولة لإحتواء الاوضاع لايبدو ان وتيرة القتل والعنف العنصري ستتراجع بل تشير كل المؤشرات ان حوادث القتل العنصري وخاصة على يد افراد الشرطة الامريكية آخذة في الازدياد وان الفترة المقبلة في امريكا ستشهد المزيد من الانفلات الامني بسبب القتل العنصري الذي يمارسه وبدأه من كان من المفترض ان يكون حارسا للأمن والهدوء في داخل المجتمع الامريكي، فأمريكا لم تعد تلك الدولة التي تستطيع اظهار نفسها امام العالم بالمدافعة عن الحريات والحقوق لأن اضطهاد السود المستمر منذ قرون في هذا البلد وعمليات قتل السود بدم بارد بات يشاهدها سكان العالم حتى على الهواء مباشرة مع اتساع دائرة وسائل الاتصالات الجديدة التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة، وما الافلام المنتشرة عن عمليات القتل العنصري الاخيرة في امريكا الا غيض من فيض.