الوقت– في 16 يوليو عام 1945 اختبرت امريكا اول تفجير نووي في العالم في منطقة آلاماغوردوي في ولاية نيومكسيكو ما اعتبر بداية لسوء استغلال القادة الامريكيين للطاقة النووية التي كان من المفترض ان يمتلكها البشر لأهداف سليمة. وكان هذا التفجير النووي تتويجا لابحاث وتخطيط طال 3 سنوات في ملف سري للغاية سمي بملف مانهاتن على يد الجنرال الامريكي ليزلي آر غروز. والجدير ذكره ان امريكا كانت قد ارسلت قبل اختبار هذه القنبلة النووية قنبلة ثانية بشكل سري الى منطقة المحيط الهادئ لقصف مدينة هيروشيما اليابانبة.
وحينما نجح الاختبار وحصل التفجير اعرب القائمون على هذا الاختبار عن فرحتهم لكن هذه الفرحة ادت الى ابادة اهالي مدينتين يابانيتين هما هيروشيما وناكازاكي.
ان الامريكيين كانوا يخوضون حربا شرسة مع اليابانيين بعد مرور شهرين ونصف على انتهاء الحرب العالمية الثانية في اروربا وحينما احتل الامريكيون جزيرة اوكيناوا اليابانية واجهوا مقاومة شرسة من اليابانيين وعندئذ ادرك الامريكيون بان خسائر بشرية فادحة بانتظارهم اذا قررا غزو كامل الاراضي اليابانبة وهنا فكر الامريكيون باستخدام القنبلة النووية ضد اليابانيين وقد امر الرئيس الامريكي هاري ترومن بصنع هذه القنابل فور تلقي نبأ نجاح الاختبار النووي ومن ثم امرا بضرب مدينتي هيروشيما وناكازاكي بهذه القنابل ما اسفر عن مقتل 200 الف انسان عند اللحظات الاولى من القصف واصيب مئات الآلاف بجروح واعراض امتدت لسنوات.
ويقدر الخبراء النوويون المستقلون ان نحو 130 الف رأس نووي تم تصنيعه خلال السنوات الـ 70 الماضية وان امريكا وحدها تمتلك 70 الف رأس نووي يليها الاتحاد السوفيتي السابق بـ 55 الف رأس نووي، كما يقال ان اكثر 80 الف رأس نووي كان منتشرا في دول عديدة اثناء فترة الحرب الباردة.
ولم تنشر اية دولة حتى الان احصائيات دقيقة وشفافة عن اسلحتها النووية الا فرنسا التي اعلنت انها تمتلك اقل من 33 رأس نووي لكن الخبراء يقدرون ان عدد الرؤوس النووية في العالم الان هو بين 16 الف و17 الف، ورغم ان هذا العدد يظهر انخفاضا كبيرا قياسا مع فترة الحرب الباردة لكن هذا لايعني وجود مبرر لبقاء ترسانة الاسلحة النووية في العالم.
وكما اعلن العلماء النوويون في عام 2015 فإن الاسلحة النووية المخزنة في المخازن العسكرية لتسعة دول تمتلك الاسلحة النووية في العالم وكذلك تحديث الاسلحة النووية في امريكا وروسيا وبطء عملية نزع الاسلحة النووية في دول العالم قد زاد القلق ازاء حدوث كارثة نووية.
ورغم المحاولات التي تبذل للحؤول دون وقوع مثل هذه الكارثة باساليب مختلفة يبقى افضل ضمان لعدم وقوع هذه الفاجعة هو ازالة الاسلحة النووية ومن بعدها باقي اسلحة الدمار الشامل من على وجه الارض وهذا الامر لن يحصل الا بزيادة مستوى الوعي بين شعوب العالم ومشاركة كافة شعوب العالم في عملية نزع الاسلحة النووية.