الوقت- "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" بيت من الشعر حفظه العرب ابا عن جد، واعتمده الثوار في معاركهم للتخلص من اعدائهم وتحرير اراضيهم. ولطالما كانت المطامع الغربية تطال البلاد العربية، تهجر و تقتل و تستبيح و تعتقل و تحتل الاراضي وتهجراهلها، ولكن ارادة الشعوب كانت دائما اقوى من الحصار و السلاسل وكانت كفيلة بالتحرير و الانتصار. واليوم ككل يوم لم تفلح الضربات الجوية على القيام بمعجزة ارادة الشعوب، فكان للمقاومة الشعبية العراقية الدور الابرز في الوقوف بوجه الارهاب الجديد المسمى بداعش الارهابي، فحررت ولا تزال تحرر يوما بعد يوم الاراضي و المعابر من المجموعات الارهابية الداعشية. فهل تكون الموصل الخطوة القادمة للمقاومة الشعبية؟
القوات الكردية تضرب بيد من حديد
اعلنت القوات الكردية منذ ايام، انها استعادت مناطق من ايدي مسلحي "داعش الارهابي" بالقرب من مدينة الموصل الاستراتيجية. و يعتبر هذا التقدم الاحدث للقوات الكردية في المناطق المحيطة بالموصل التي تعتبر ساحة معركة مهمة لهجوم مضاد كبير يتوقع ان تشنه القوات الحكومية العراقية والكردية ضد تنظيم "داعش الارهابي". وكانت قوات الامن من المنطقة الكردية قد استولت على ثلاثة مداخل جسور على الضفة الغربية من نهر دجلة شمال الموصل في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش سابقا، و قد استطاعت قوات البشمركة الكردية ان تحافظ على المكاسب التي حققتها و ابرزت استعدادها لاستعادة السيطرة على مناطق اضافية من ايدي التنظيم الارهابي في محيط الموصل.
70 الف مقاتل للحرس الوطني
اقر مجلس الوزراء العراقي نهار الثلاثاء 3 شباط مشروع قانونين يقضيان بانشاء حرس وطني عراقي. ومن المنتظر أن تتم إحالة القانونين إلى البرلمان لمناقشتهما والمصادقة عليهما حسب مصدر مسؤول بالحكومة العراقية.
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي "بهاء الأعرجي"، إن نحو 70 ألف مقاتل سيشكلون تعداد قوات الحرس الوطني التي ستوزع على المحافظات، بحسب النسب السكانية، باستثناء إقليم كردستان. وصرح الأعرجي في حديث لوكالة أنباء الإعلام العراقي بأن القائد العام للقوات المسلحة هو من سيختار قائد الحرس الوطني، مضيفا أن رئيس الوزراء العراقي هو الوحيد الذي يملك صلاحية تحريك قوات الحرس الوطني خارج أي محافظة للضرورات القصوى.
ويؤكد نائب رئيس الوزراء ان تسليح الحرس الوطني سيكون اكثر من تسليح الشرطة، مبرزا ان الأمور اللوجستية وتجهيزات الحرس ستكون من وزارة الدفاع وهيكلية الحرس تتضمن أمانة السر ورئاسة الأركان. و سيعطي قانون الحرس الوطني الصلاحية لكل محافظة لتشكيل قوات من أبنائها مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن لمكونات كل محافظة.
وأشار إلى أن مجلس المحافظة سيكون الهيئة العليا المشرفة عليها لحماية حدودها ووحداتها الإدارية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
الجدير بالذكر أن تشكيل حرس وطني من المطالب الرئيسية للسياسيين لمحاربة تنظيم "داعش الارهابي" كما يطالبون أيضا بإنهاء الحظر المفروض على الأعضاء السابقين لحزب البعث الذي حكم العراق قبل الغزو الأمريكي عام 2003 ومنعهم من العمل السياسي.
ارادة الشعوب لا تنكسر
تعددت الاشكال والارادة واحدة، قوات شعبية تفرض نفسها على كل الميادين القتالية، فكانت الحرس الثوري في ايران، والمقاومة الاسلامية في لبنان، قوات الحشد الشعبي في سوريا، والحوثيون في اليمن. و اليوم التجربة تظهر جلية في العراق، فالقوات الشعبية العراقية وحزب الله العراق و قوات البيشمركة والقوات الكردية والحرس الوطني، خلاصة لاسماء القوات الشعبية المشاركة في معركة الارادة.
وتؤكد التجارب التي مرت بها المناطق كافة من الجمهورية الاسلامية في ايران وصولا الى لبنان فسوريا و اليمن و فلسطين و غيرها، ان ارادة الشعوب وحدها هي التي لا تنكسر وهي التي تستطيع ان تجر الهزيمة لاذيال الغرب من داعش و النصرة و كل الحركات الارهابية.
ولا شك ان التاريخ سيعيد نفسه و الشعب سيقول كلمته التي ستبقى اقوى من كل الارهاب، ولا شك ان المعارك في الموصل وغيرها من الاراضي العراقية ذاهبة نحو هزيمة الارهاب و العقلية التكفيرية، و الذي لا شك فيه ان النصر بات قاب قوسين او ادنى من المقاومين والقوات الشعبية وكما كانت ارادة الشعوب لا تنكسر، لا يمكن ان تنكسر اليوم وكما كان " اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" سياتي يوم و تكون الموصل بيد شعبها المريد للحياة والغد المشرق يبشر بالتحرير، وان غدا لناظره قريب....