الوقت- اجتمع كل من رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط ووفده المرافق مع اعضاء من كتلة "الوفاء للمقاومة" على مائدة الافطار في الضاحية الجنوبية لبيروت، الوفد المرافق لجنبلاط ضم اعضاء من كتلته وهم وزير الزراعة اكرم شهيب، ووزير الصحة وائل ابو فاعور بالإضافة الى نجله تيمور، اما جانب "الوفاء والمقاومة" فقد ضم كل من رئيس الكتلة النائب محمد رعد، الوزيرين محمد فنيش وحسين الحاج حسن والنائبين حسن فضل الله وعلي عمار، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
هذا الإجتماع دفع بالتحليلات السياسية للبحث عن دلالاته وهو ما سنحاول الإشارة الى بعض جوانبه، خاصة وأن الواقع اللبناني اضفى في فترة يحتاج فيها الى من يدفع نحو الحلول للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي والتمديد النيابي وأزمة مجلس الوزراء، والتوتر الحاصل بين كافة المكونات السياسية.
ابعاد ودلالات اللقاء
اولاً: يندرج هذا اللقاء ضمن سياق سياسة الحزب والقائمة على تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر ورفع الإحتقان السياسي القائم بين الأفرقاء السياسيين، وعليه ووفق المصادر المطلعة، فقد اشتمل الحديث خلال اللقاء عن بحث السبل لتعزيز التواصل الذي يسهم في تبادل وجهات النظر في مختلف القضايا المطروحة لبنانياً، سواء رئاسة الجمهورية، او الإنتخابات النيابية المقبلة، وتفعيل العمل الحكومي، الى ملف النفط مروراً بالقضايا الأمنية.
انطلاقاً منه، فهو يأتي كرد عملي في سياقه الطبيعي على كل اتهامات العرقلة التي تحاول الأطراف السياسية الأخرى بألقاء اللوم فيها على هذا الفريق وذاك، خاصة مع وجود موجة اعلامية منظمة ومدعومة خارجياً بوجه حزب الله وشعب المقاومة، وإلقاء اللوم عليه سواء في الملفات الداخلية السياسية منها او الأمنية، وصولاً إلى العقوبات الأميركية التي شاركت في تنفيذها مصارف محلية ضده.
ثانياً: على صعيد تأليف الحكومة فلا جديد يذكر، فكل فريق من الأفرقاء السياسيين مستمر على موقفه واصراره على استلام هذه الحقيبة من دون غيرها، خاصة من طرف تيار المستقبل، هذا وكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن انسحاب من الحكومة وما شابهه، الى تهرب من قبل الأوساط السياسية المعنية بتأليف الحكومة من تحديد مواعيد لولادة التشكيلة الحكومية، هذا يدفع حزب الله وبعض المهتمين بأستقرار لبنان التحرك في هذا الخصوص.
ثالثاً: عاد تيار المستقبل مؤخراً الى لهجة الطائفية والمذهبية وهي السياسة التي لطالما انتهجها التيار عند كل مفترق مفصلي من الحياة السياسية اللبنانية، مضافاً الى ذلك التراجع عن بعض التعهدات السابقة، وبالتالي تبرز الحاجة للتواصل بهدف الدفع نحو تعزيز الروح السياسية والإبتعاد عن الخطاب الطائفي.
رابعاً: تقارب في المواقف السياسية لجنبلاط والحزب، فعلى مدى الفترة السابقة لم بلجأ جنبلاط الى الأسلوب الذي اتبعته بعض التيارات الحزبية اللبنانية وبالخصوص المستقبل اتجاه وضع فيتو على تسمية رئيس جمهورية، وهو ما كان يمكن ملاحظته بالخصوص مؤخراً اتجاه موقف جنبلاط من العماد ميشال عون، حيث بدأ يروج الى فكرة ان تسمية العماد ميشال عون رئيساً يملأ الفراغ امراً مقبولاً، الى دعوته الأخيرة للإبتعاد عن رفع شعار نزع سلاح الشعب اللبناني المقاوم، بإعتبار ان الحاجة لهذا السلاح لا زال قائماً، ولان رفع هذا الشعار يفتقد الواقعية السياسية، مروراً بموقفه الأخير والمتميز فيما يتعلق بمصرف لبنان والبلبلة الاعلامية التي اثيرت في هذا الخصوص اتجاه الحزب وشعب المقاومة.
رؤية الحزب وجمهور المقاومة
وفق رؤية الحزب وجمهور المقاومة، فإن الحاجة الى تشكيل حكومة لبنانية توافقية جامعة متوازنة بعيدة من مفهوم حكومة الأمر الواقع، يتفاهم عليها كل اللبنانيين بمكوناتهم الطائفية والسياسية، لأن حكومة الأمر الواقع ستكون بلا شك عاجزة عن مواجهة أي تهديدات ممكن ان تطال لبنان، وبالخصوص التهديدات التكفيرية، اما بخصوص الحقائب وتوزيعها، وخصوصاً فيما يتعلق بالداخلية والدفاع، فإن توجهات الحزب هو ان تكون هذه الحقائب والتي تمت بالوضع الأمني للبلد بأيدي أمينة وعادلة ومتوازنة، وتقف على مسافة واحدة من الجميع، خاصة وأن الأمن شأن يتعلق بصورة اكيدة بكافة اللبنانيين، وعليه لا يمكن وضعه بأيدي شخصيات منحازة.