الوقت- ذكر مصدر مقرب من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن المحادثات بين القوى السياسية سيتم استئنافها مساء الخميس 5 فبراير وذلك بعد ان اعلن مصدر في البرلمان اليمني أن الأطراف السياسية في البلاد توصلت مساء الاربعاء إلى توافق بشأن تشكيل مجلس رئاسي وفق الأطر الدستورية والبرلمانية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن النائب عبدالعزيز جباري قوله إن "تسعة مكونات سياسية يمنية وافقت على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المرحلة القادمة وفق الأطر الدستورية والبرلمانية".
وكان الحوثيون قد اكدوا عقب انتهاء المهلة التي منحوها للقوى السياسية في البلاد، في بيان صدر مساء الأربعاء 4 فبراير/شباط أنهم سيعلنون في الأيام القليلة المقبلة عن "بدء إجراءات ترتيب أوضاع السلطة، التي يتم الإعداد لها والتي ستكون إجراءات وخطوات وطنية ومسؤولة وغير إقصائية، بما يضمن الخروج بالبلد من الوضع الراهن وملء الفراغ الحاصل، وصولا إلى وضع آمن ومستقر قائم على مبدأ الشراكة".
وكان بنعمر قد قال في بيان الاربعاء"سنواصل الاجتماعات" مؤكدا "لا يمكن أن أقف إلا مع الحلول السلمية التي تقوم على الحوار والمفاوضات"، وذلك بعد اجتماع استمر أربع ساعات الأربعاء ولم يسفر عن نتيجة بين عدد من الأحزاب السياسية غير المتحالفة مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة.
وحث بنعمر كافة الأطراف المعنية على مواصلة الجهود للتوصل إلى حل سلمي سريع" للأزمة، التي ازدادت سوءا عند استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته في 22 كانون الثاني/يناير.
وأوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن بنعمر التقى الأربعاء سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران "في إطار جهوده من أجل التوصل إلى حل للأزمة".
وشارك في مشاورات الأربعاء ممثلون عن حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي وأحزاب أخرى، بحسب مصادر سياسية.
وكان الحوثيون قد أمهلوا الأحد القوى السياسية الأخرى ثلاثة أيام لإنهاء الأزمة مهددين بتكليف "القيادة الثورية" بحسم الأمر.
وأتى هذا الموقف في ختام اجتماع استمر ثلاثة أيام وشارك فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وقبائل متحالفة مع الحوثيين بالإضافة إلى عدد من القيادات العسكرية والأمنية المتحالفة معهم.
وكان رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله في اليمن صالح الصماد قد نصح قوى الداخل والخارج بالوقوف مع الشعب، بدلا من استخدام ما أسماه بلغة التهديد والعقاب.
وقال الصماد، وهو أيضا مستشار للرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي عن الجماعة، "ننصح كل القوى في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب اليمني وحقه في العيش الكريم، وأن يقفوا موقفه بدلا من استخدام لغة التهديد والعقاب"، مضيفا: "الشعب اليمني شعب عظيم لا يستسيغ أن تبتزه أي قوة في هذا العالم على حساب عزته وكرامته".
وأشار إلى أن الشعب اليمني سيمضي في بناء مستقبله، وسيمد يد الإخاء والتسامح والاحترام وحسن الجوار لكل من مد يد السلام والاحترام، متابعا إن احترام الأعراف والاتفاقات الدولية التي تحترم الشعوب واستقلالها والتعايش والاحترام المتبادل هو مبدأ أساسي نابع من قيم الشعب اليمني وأخلاقه.
وكانت قد ترددت أنباء في وقت سابق عن طرح الحوثيين 3 شخصيات لخلافة هادي ونقل مصدر عن صالح الصماد، تأكيده أن جماعته عازمة على تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد، وأن "أبرز الأسماء المرشحة تنحصر في ثلاث شخصيات تقوم الجماعة بالمفاوضة معهم لقبول المنصب، وهم الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، ونائب رئيس المؤتمر أحمد بن دغر".
وفي السياق آخر، عزا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر عدم تمكن الحراك الجنوبي من الانفصال عن الشمال إلى تشرذم الحراك الجنوبي وعدم اتفاق فصائله ومكوناته وعدم وجود قيادة موحدة، مضيفا أن الوضع خطير جدا، واليمن على حافة الانهيار، وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية.
من جهة اخرى وفي تطور لافت أكد رئيس هيئة قناة السويس في مصر الفريق مهاب مميش أن مصر لن تقبل بإغلاق مضيق باب المندب في اليمن، بأي حال من الأحوال، وسوف تتدخل عسكرياً إذا تم ذلك.
وقال مميش، في تصريحات صحفية، إن هناك قوة عسكرية جاهزة للتدخل إذا حاولت الجماعات المتطرفة في اليمن إغلاق المضيق، مضيفا أن إغلاق الممر المائي يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس، وعلى الأمن الوطني لمصر.
هذا ويؤكد المراقبون ان اليمن بامكانه اجتياز هذه المرحلة المصيرية في تاريخه بنجاح اذا توفرت ارادة حقيقية لدى الاطراف الداخلية في اليمن بضرورة القيام بتعامل بناء مع الحوثيين بعيدا عن التدخلات الخارجية بغية انقاذ اليمن من الدخول في مرحلة تشرذم القوى.