الوقت- يواصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف جولته الافريقية التي تشمل 4 دول هي كينيا واوغندا وبوروندي وتنزانيا وقد قام وزير الخارجية الايراني بابداء مواقف وادلى بتصريحات تظهر الأهمية التي توليها ايران للعلاقات مع القارة السوداء ودول الجنوب في ظل الحصار الذي تفرضها الدول الغربية على ايران، كما تكشف تصريحات ظريف الخطوات والنوايا الايرانية المستقبلية.
فقد اكد وزير الخارجية الايراني ان افريقيا تتبوأ مكانة رفيعة في السياسة الخارجية لطهران قائلاً "لقد سعينا دوما لبناء علاقات سياسية ممتازة مع الدول الافريقية"، موقف ظريف هذا جاء خلال لقائه حشدا من التجار ورجال الاعمال الايرانيين المقيمين في كينيا، وقال ظريف إن الحكومة الايرانية تولي الاهتمام لافريقيا باعتبارها من اهم الشركاء التجاريين، لافتاً الى وجود طاقات وارضيات تجارية هائلة في هذه القارة.
واوضح ظريف "انه حتى لو وصلنا الى اتفاق في المفاوضات (النووية)، فان علينا ان نعلم بان شركاءنا الحقيقيين والدائميين في العالم هي تلك الدول التي يمكن التخطيط معها لتحقيق التنمية المستديمة في اطار التعاون بين دول الجنوب"، ويعتبر هذا التصريح من قبل ظريف هو بيت القصيد في التحرك الايراني نحو القارة السوداء.
واضاف ظريف ان لايران خطة على الامد البعيد للتعاون مع افريقيا في المجالات الاقتصادية والعلمية والتعليمية والصحية، وان الحكومة الايرانية عازمة على توفير الارضيات اللازمة للتعاون المشترك.
وفي اوغندا ايضا أكد ظريف أن ايران عازمة على توسيع العلاقات مع الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن كلا الجانبين يتمتعان بعلاقات استراتيجية، وشدد ظريف أن إيران تولي أهمية كبيرة للدول الإفريقية، مشيرا إلى أن بناء شراكة استراتيجية بين الجانبين سيخدم مصالح كل منهما.
وأعرب ظريف عن أمله في أن يلعب رجال الأعمال الإيرانيين دورا فعالا في أوغندا ويتوصلون إلى اتفاقيات طيبة مع نظرائهم الإفريقيين وقال في حشد من رجال الاعمال الايرانيين في اوغندا "إن العلاقات مع الدول الافريقية تأتي ضمن مصالحنا الوطنية ولاشك انها توفر الارضية للتنمية الوطنية والعلاقات المستدامة مع افريقيا، مؤكداً رغبة الجمهورية الاسلامية الايرانية للحضور الفاعل في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية و التعليمية والعلمية والصحية في افريقيا".
واعرب وزير الخارجية الايراني عن امله برفع مستوى مشاركة رجال الاعمال الايرانيين في الانشطة التجارية في الدول الافريقية.
وفي جانب آخر من تصريحه، قال وزير الخارجية الايراني "ان الدول المعرضة لتهديد الارهاب، بامكانها هي نفسها انشاء تحالف ضد هيمنة الارهاب" واشار الى ان العنف والتطرف يعدان من التحديات الكبرى واضاف "انه علينا التعاون في هذا المجال والتصدي لهذه الظاهرة اعتمادا على القيم والمبادئ والمصالح المشتركة".
واوضح ان لايران والدول الافريقية الكثير من المصالح ومجالات التعاون المشترك، واضاف: ان الهدف من هذه الزيارة هو دراسة الفرص وسبل مواجهة التحديات ومنها مواجهة التطرف وكذلك تطوير التعاون الثنائي.
وبشأن العلاقات الاقتصادية مع العالم ومنها افريقيا قال ظريف ان احدى قضايا الاقتصاد المقاوم تطوير العلاقات مع الدول والصادرات غير النفطية حيث تتابع وزارة الخارجية الايرانية هذا الامر كمسؤولية لها.
ومن خلال مراجعة تصريحات ومواقف وزير الخارجية الايراني في افريقيا يمكن التوصل الى نتيجة مفادها ان ايران شعرت بعد سنين من العقوبات الغربية المفروضة عليها ان سبيل تخفيف العقوبات المفروضة عليها هو تعزيز وتمتين العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية مع بلدان الجنوب في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وذلك من أجل كسر سلاسل العقوبات.
ان القارة الافريقية باتت اليوم في مكانة عالمية هامة ولم تعد افريقيا كما كانت في الماضي وهناك مكامن قوة اقتصادية وسياسية في القارة السوداء تريد ايران الاستفادة منها شأنها شأن باقي الدول التي تبني العلاقات مع الآخرين من أجل الاستفادة والإفادة.
وهنا يجب الاشادة بالدبلوماسية الايرانية النشطة التي اثبتت خلال السنين القليلة الماضية بأنها تسعى ال كسر الطوق الذي تريد امريكا وحلفائها فرضه على ايران والاظهار بأن العالم الذي ينبغي على ايران التعامل معه هو وحده العالم الغربي.