الوقت- من يعرف تاريخ آل سعود وأصلهم لا يستغرب التعاون السعودي مع العدو الصهيوني. هذا التعاون الذي يعود الى سنوات من التآمر على الإسلام والمسلمين كان خلالها ملوك العائلة الحاكمة في السعودية يتظاهرون بلباس الإسلام وهم على أعلى درجات التنسيق والتعاون الأمني والعسكري والسياسي مع العدو الصهيوني. فالذي جمع المنافق والصهيوني هو الباطل. ولم يعد خافياً على أحد المصالح المشتركة لآل سعود مع عدو الأمة لضرب مكامن قوتها وعزتها وتمزيق وحدة المسلمين وزرع بذور الفتنة بين شعوبها.
فالتاريخ يعيد نفسه ويستحضر الماضي حيث كان التحالف بين اليهود من بني قينقاع والمشركين والمنافقين لضرب الإسلام والمسلمين وقتل النبي(ص). فما كان لهم ما يمكرون ولن يكون. ويتشدق آل سعود بالصلة النبوية وأنهم من قبيلة عنزة العربيّة وذلك لتغطية مؤامرتهم على الأمّة وعلى أصلهم اليهودي المنحدر من بنى قينقاع.
ومن المعروف والمشهور في الجزيرة العربية بأن أول الإجراءات التي قام بها عبدالعزيز(بن سعود) بعد احتلال الجزيرة بمساعدة بريطانيا هو حركته السريعة نحو نجران لتطويق كل ما يمكن أن يثبت الأصول اليهودية لآل سعود وكان في حينها (الياس بن مقرن الياهو) زعيم اليهود في نجران وأحد أسلاف آل سعود وكان بيد الياس الذي اختفى فيما بعد وثائق يهودية تثبت يهودية آل سعود.
فالعلاقة السعودية الإسرائيلية التي تتضح أكثر يوماً بعد آخر ليس آخر فضائحها مقتل الأميركي كريستوفر كريمر الذي هو موظف في الخمسين من عمره يعمل في شركة "كولسمان" الأميركية، والتي هي شركة متفرعة عن الشركة الإسرائيلية الأم المنتجة للتكنولوجيات العسكرية المتطورة المعروفة باسم "ألبيت". وكان كريمر يعمل مندوب دعم فني، ووصل إلى هناك في كانون الثاني الماضي، لتسويق منظومات "تاو" جديدة، كانت الشركة معنية ببيعها الى السعودية بعد أن كانت باعتها منظومات أخرى. وقد كشفت شبكة "فوكس" الأميركية أنه كان في مهمة تتعلق ببيع السعودية منظومات صواريخ "تاو" المضادة للدروع.
فقد أعلنت الشرطة السعودية منذ يومين عن مقتل مواطن أميركي يدعى كريستوفر كريمر، بعد إنتحاره من نافذة غرفته في الفندق الذي يقيم فيه. غير أن عائلته رفضت اعتبار الوفاة ناجمة عن سقوط اعتيادي أو إنتحار، وتقول إنه تعرّض للقتل. لكن القصة لا تكمن في سبب مقتل كريمر، وإنما في طبيعة العمل الذي يقوم به والذي تشير بعض المعلومات الى وجود حلقة ناقصة في الرواية التي نُشرت عن مقتله ومن وراء ذلك، خاصة لكريمر دور في صفقات أسلحة ومعدات عسكرية مهمة بين العدو الصهيوني والسعودية من خلال الشركة المذكورة.
وتساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عمن يكون خلف مقتل مندوب "شركة ألبيت معراخوت" في السعودية. وتنقل عن أفراد في عائلته أن كريمر قتل لأنه شكل "خطراً على صفقة سلاح كبرى". ويقول محامي العائلة، وهو نوح ماندل، إنه "تم بيع منظومة صواريخ لشركة سعودية، التي اشتكت من أن المنظومة لا تعمل. فتمّ إرسال كريمر عملياً لرؤية إن كان بوسعه إثبات أنهم يطلقون الصواريخ بطريقة خاطئة". ويتّهم ماندل، باسم العائلة، شركة Global Defense Systems السعودية بمحاولة كسب أموال بالخداع عن طريق إدعاء أن المنظومات لا تعمل بالشكل المطلوب، ما يتيح لها استرجاع قسم من الثمن.
وتستند العائلة على مراسلات جرت عبر هاتف كريمر مع أقرباء له في الولايات المتحدة، يستنجدهم فيها الإتصال بوزارة الخارجية الأميركية للتدخل، ويقول لهم إنه بات في خطر. ونشرت محطات تلفزة أميركية نص رسائل هاتف كان كريمر بعث بها إلى أقاربه، بينها "أنا في فندق في السعودية. أشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث لي الليلة. الرجاء اتصلوا بوزارة الخارجية الأميركية بشكل عاجل. سمعت أموراً سيئة".
وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الأميركية "أننا مقتنعون أن المواطن الأميركي، كريستوفر كريمر، قتل خارج فندق صحارى مكارم في تبوك في منتصف كانون الثاني، وممثلون عن وزارة الخارجية يتابعون الأمر مع العائلة، ويقدمون مساعدة قنصلية". والمعروف أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يتولى التحقيق في حوادث من هذا النوع.
فحادثة مقتل كريمر تطرح العديد من الأسئلة حول طبيعة عمل مندوب شركة إسرائلية يعمل في السعودية. لماذا الصفقات تتم مع شركات خاصة في السعودية وليس مع وزارة الدفاع؟ وما هو دور شركةGlobal Defense Systems ومن وارءها؟
وإذا أردنا التذكير بتاريخ التعاون السعودي مع العدو الصهيوني فاللائحة تطول حيث لم يكن آخرها تصريح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق البروفسور عوزي عراد، خلال مؤتمر الطاقة 2015 في كانون الأول من العام 2014 حيث قال: "أن ما يجمع تل أبيب بالرياض هو أكثر بكثير مما يعلن. إنّ تعاونًا أمنيًا واستراتيجيًّا موجود بين إسرائيل والسعودية، وعلينا أن ننتظر لنرى ما يمكن أن يصل إليه هذا التعاون" وأضاف عوزي أن إسرائيل تستفيد من دور السعودية كقوة مضادة في مواجهة إيران، ممّا يجعلها تلعب دورًا مركزيًا ومؤثرًا في البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية".
وقد لعب الأمريكي في الكثير من الأحيان دور الداعم للتطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني. ففي المذكرة السرية التي قُدّمت الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون في 1991، جاء فيها ما يلي: إن السعودية تعتبر الحجر الأساس في سياستنا القومية والدولية. فقد كنّا نعتقد دائماً بأن سياسة حماية إسرائيل وإبقائها قوية يمكن ترسيخهما بوجود النظام السعودي.
وتقول المذكرة في فقرة أخرى، بأنه بعد نشأة إسرائيل وبروز تيارات فكرية قومية وراديكالية في المنطقة، أصبح النظام السعودي هاماً بدرجة كبيرة لقمع طموحات هذه القوى لأنها كانت تهدّد أمن ومستقبل إسرائيل. وتضيف المذكرة: يزوّد السعودي إسرائيل بالخطط المالية والتنسيق في إطار مشاريع مشتركة، سواء داخل أو خارج السوق الشرق أوسطية.
فيما يلفت الملحق المضاف الى المذكرة إلى المكاسب المادية والإستراتيجية والمصالح، بما يشمل، سيطرة اسرائيل على ست جزر سعودية في البحر الأحمر، وتبادل المعلومات حول المعارضة السعودية والحركات الإسلامية داخل المناطق المحتلّة وخارجها.
التقرير السابق ليس خاتمة التسريبات ففي واحدة من الوثائق التي سرّبها موقع ويكيليكس حول التعاون الاستخباري بين السعودية والموساد، والتي نشرت في آذار (مارس) الماضي، كشفت الرسائل الالكترونية المسربة من شركة الاستخبارات الأميركية ستراتفور عن تقديم الموساد الصهيوني مساعدة سرية للاستخبارات السعودية.
فشواهد التعامل مع العدو الصهيوني كثيرة، ومهما جهدت للتلطّي خلف الشعارات المنافقة لم يعد القناع الإسلامي الذي ترتديه السعودية قادراً على ستر الوجه القبيح لآل سعود الذين أوصلوا بسياستهم الأمة الى التقاتل والتفتت في مقابل حماية مصالح الغرب على رأسهم أمريكا والعدو الصهيوني. فقد سقط القناع وظهرت الأمور على حقيقتها خاصة بعدما اتّضح التنسيق والتعاون بين العدو الصهيوني والمجموعات الإرهابية التكفيرية التي هي صنيعة آل سعود. فسينقلب السحر على الساحر مهما مكر الحاقدون ومهما أفسد التكفيريون.