الوقت- في سياق العملية التي انطلقت ببطء لاعادة العلاقات بين كوبا وامريكا قال الرئيس الكوبي راؤول کاسترو الاربعاء انه لا يمكن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ما دام الحصار مفروضا وقبل أن تعاد منطقة غوانتانامو للأراضي الكوبية.
وحث الرئيس الكوبي الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استخدام سلطاته التنفيذية لتخفيف حظر مفروض منذ عقود وقال إنه لن يقبل أي ضغوط بخصوص الشؤون الداخلية لكوبا خلال المحادثات مع الولايات المتحدة .
وقال كاسترو إن أوباما يمكن ان يتخذ اجراءات لتخفيف الحظر مثل تلك التي اعلنت بخصوص شركات الاتصالات لتمتد الى باقي الاقتصاد الكوبي، وأضاف في قمة في كوستاريكا انه يدرك أن انهاء الحظر سيكون طريقا طويلا وصعبا.
کما اضاف كاسترو إن بلاده لن تقبل أي تدخل من الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية محذرا من أن مثل هذا السلوك سيجعل التقارب بين البلدين "بلا معنى "
وقال كاسترو "كل شيء يشير فيما يبدو إلى أن الهدف هو إثارة معارضة سياسية مصطنعة عبر الوسائل الاقتصادية والسياسية وعبر وسائل الاتصالات ."
غير أن كاسترو أوضح أنه ملتزم باستكمال المحادثات على الرغم من قلقه من محاولة محتملة لواشنطن لإثارة معارضة داخلية في كوبا عبر الحث على المزيد من حرية استخدام الاتصالات والإنترنت .
وأدلى كاسترو بهذه التصريحات في أعقاب زيارة قامت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي روبرتا جاكوبسون إلى هافانا حيث أجرت محادثات مع المسؤولين الكوبيين بشأن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أنها أجرت خلال زيارتها لقاءات مع معارضين مما أثار ضيق مسؤولي كوبا .
وجاكوبسون هي أعلى مسؤول أمريكي يزور كوبا منذ 35 عاما .
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو أعلنا في ديسمبر الماضي عن رفع عدد من القيود في مجالات التجارة والاستثمار والتنقل فرضتها الولايات المتحدة على كوبا، إلا أن ذلك لا يعني إلغاء الحظر المفروض على كوبا وذلك لوقوف الكونغرس ضده .
وعلى الرغم من أن الحظر الاقتصادي على كوبا والمتواصل منذ نصف قرن لا يزال ساريا، إلا أن الولايات المتحدة تنوي إلغاء تدابيرعديدة للتقييدات التجارية مع كوبا في مجالي الاستثمار والسفر .
كما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس أيضا إلى رفع الحظر الاقتصادي، إلا أن هذه المبادرة لم تجد مساندة واسعة .
وکان رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو قد اعلن في وقت سابق أنه يدعم محادثات بلاده مع واشنطن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لا يثق بالولايات المتحدة .
وفي رسالة موجهة إلى اتحاد الطلبة تليت عبر التلفزيون الرسمي، قال فيدل كاسترو إن أي حل سلمي أو تفاوضي للمشاكل بين الولايات المتحدة وشعوب أميركا اللاتينية، لا يقتضي القوة أو استخدام القوة، ينبغي أن يعامل وفقا للقواعد والمبادئ الدولية .
وأضاف الرئيس السابق الذي لم يظهر علنا منذ أكثر من سنة، أنه لا يثق بسياسة الولايات المتحدة، وقال أيضا "لم أتبادل أي كلام معها، ولكن هذا لا يعني في أي وقت كان رفضا لحل سلمي للنزاعات .
وجاء في رسالته أيضا أن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو اتخذ إجراءات تتلاءم مع صلاحياته، مضيفا "سندافع دائما عن التعاون والصداقة مع جميع شعوب العالم بمن فيهم خصومنا "
وقبل ایام قدم ثمانية أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعًا لرفع القيود عن سفر المواطنين الأمريكيين إلى كوبا، في أول مسعى داخل الكونغرس لإنهاء الحظر الأمريكي منذ تحرك الرئيس باراك أوباما لتطبيع العلاقات مع هافانا الشهر الماضي .
وسينهي مشروع القانون القيود القانونية على سفر المواطنين الأمريكين والمقيمين بشكل قانوني إلى كوبا كما سيلغي مشروع القانون القيود على التعاملات البنكية المرتبطة بالسفر لكوبا .
وأعلنت إدارة أوباما تخفيف بعض القيود على السفر الشهر الماضي لكن يتعين أن يصوت الكونغرس على إلغاء القوانين التي فرضت تلك القيود.
وخلال الشهر الماضي التقى مسؤولون أمريكيون وكوبيون في هافانا، بهدف بدء حوار يفترض أن يحدد قواعد التقارب التاريخي بين البلدين وترأس الوفد الكوبي من وزارة الخارجية الكوبية جوزيفينا فيدال، وترأس الوفد الأمريكي مساعد وزير الخارجية أليكس.
وکان الرئيس الامريكي قد قال قبل اسابيع: عندما لا يجدي ما تفعله خلال خمسين عاما، فهذا يعني أنه آن الأوان لتجربة شيء جديد بإمكان عملنا بشأن كوبا أن ينهي آثار انعدام الثقة في عالمنا، ويزيل أعذارا مغلوطة للقيود المفروضة على كوبا، ويدعم القيم الديمقراطية، ويمد يد الصداقة إلى الشعب الكوبي، وهذا العام ينبغي على الكونغرس أن يبدأ العمل من أجل إنهاء الحصار التجاري والمالي المفروض على كوبا منذ عام اثنين وستين.
الى ذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن كوبا أفرجت عن البعض من بين 53 شخصا تعتبرهم الولايات المتحدة سجناء سياسيين بموجب ما اتفق عليه في عملية تقارب بين البلدين بدأت الشهر الماضي وإن واشنطن تريد الإفراج عن الباقين قريبا .
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة للصحفيين "أفرجوا بالفعل عن بعض السجناء.. نود أن يكتمل هذا في المستقبل القريب" وأضافت أنها لن تذكر رقما محددا .
لكن ساكي قالت إن الافراج عن كل مجموعة السجناء ليس شرطا مسبقا لإجراء محادثات بشأن الهجرة وتطبيع العلاقات في نهاية المطاف بين الولايات المتحدة وكوبا والتي من المقرر أن تجرى في وقت لاحق الشهر الحالي .
ومن خلال مراجعة المواقف الامريكية والكوبية يمكن الاستنتاج ان الولايات المتحدة هي الجهة التي لديها رغبة اكبر لعودة العلاقات مع كوبا ما يدل ان الكوبيين استطاعوا فرض منطقهم بعد عقود من الحصار والمقاطعة.