الوقت- بعد ان اعلنت أذربيجان انها تريد اجراء مناورات عسكرية مع جورجيا وتركيا وذلك على اعتاب مفاوضات فيينا التي ستجري بمشاركة ممثلي منطقة قرة باغ يعتقد المحللون ان هذه المناورات تصب الزيت على النار وانها موجهة ضد روسيا التي تدعم ارمينيا وهي مناورات تعتبر استعراض قوة لجورجيا وتركيا في الفناء الخلفي لروسيا.
ونظرا الى اهمية هذا الموضوع اجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري مقابلة مع الخبير الايراني في شؤون دول اوراسيا الدکتور شعيب بهمن واليكم نص المقابلة:
الوقت: كيف تنظرون الى هذه المناورات التي أتينا على ذكرها؟
الدکتور شعيب بهمن: ان هذه المناورات لها دلالات خاصة ولكل الاطراف المشاركة فيها اهداف ونوايا خاصة بهم فإعلان الاذربيجانيين عن اجراء هذه المناورات قبل يوم واحد من بدء مفاوضات فيينا هو استعراض للعضلات يهدف للتأثير على هذه المفاوضات، ومن جهة اخرى ترغب تركيا وجورجيا التي تعيشان التوتر مع روسيا في زيادة حضورهم العسكري في القوقاز وتحاولان القول انهما تستطيعان تأمين قسم من أمن المنطقة.
ان تركيا وجورجيا تعتقدان ان روسيا تتقدم غربا الان وتخشى تركيا وجورجيا المتشاطئتان في البحر الاسود من تزايد الثقل الروسي في هذا البحر بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الاستراتيجية من اوكرانيا ولذلك يمكن القول ان هذه المناورات تعتبر رسالة موجهة الى روسيا ايضا.
الوقت: اضافة الى ارسال رسالة الى موسكو هل يمكن اعتبار هذه المناورات نوعا من التحدي الجديد للجبهة التركية ضد ارمينيا؟
الدکتور شعيب بهمن: بالتأكيد هي كذلك، وهناك ضغوط تمارس على ارمينيا، ورغم سعي جورجيا لاتخاذ موقف وسطي وعدم التدخل كثيرا في نزاع قرة باغ لكن تركيا تقف بالكامل الى جانب اذربيجان لسبيين هما اولا القضايا القومية والعرقية وسعي انقرة للتحالف مع اذربيجان من هذه النافذة وتنصيب نفسها كشقيقة كبرى لاذربيجان، والثاني هو وجود الخلافات التاريخية بين تركيا وارمينيا فقضية ابادة الارمن في العهد العثماني من موارد الخلاف الكبيرة بين تركيا وارمينيا كما ان البلدين يعيشان خلافا حول الازمة السورية.
ان الارمن في سوريا والارمن في تركيا يقفون الى جانب اكراد سوريا وتركيا واضافة الى ذلك زاد الجيش السري الارميني الذي يعتقد ان قسما من شرق تركيا يعود لارمينيا الكبرى قد زاد من نشاطه ضد تركيا ويقوم بشن عمليات ولذلك يمكن القول ان لدى تركيا اسباب لاستعراض عضلاتها في القوقاز واحتواء ارمينيا.
الوقت: ما هي اهداف جورجيا من المشاركة في هذه المناورات العسكرية؟
الدکتور شعيب بهمن: يجب الانتباه ان جورجيا ليست لاعبا نشطا ومستقلا في القوقاز فبعد الثورة المخملية في جورجيا في عام 2003 ظهرت نخب سياسية جديدة في جورجيا موالية للغرب وهؤلاء غيروا نهج السياسة الخارجية الجورجية نحو التقارب مع امريكا والغرب ولذلك وخاصة بعد حرب اغسطس 2008 ازداد التباعد بين جورجيا وروسيا واصبحت جورجيا عمليا في المعسكر الغربي ولذلك يمكن القول ان الخلافات الجورجية الروسية يمكن ان تكون هي السبب الرئيسي لمشاركة جورجيا في المناورات التركية الاذربيجانية.
واضافة الى ذلك تشعر جورجيا بانعدام الامن في مناطقها الحدودية مع اذربيجان وارمينيا خاصة اذا تقرر تحويل نزاع قرة باغ الى حرب شاملة فعندئذ يمكن ان تمتد نيران هذا النزاع والازمة نحو حدود جورجيا خاصة مع وجود خلافات قومية وعرقية في تلك المنطقة والتي يمكن ان تتحول الى نزاع دامي وهذا هو سبب رغبة جورجيا في المشاركة في الترتيبات الامنية في البحر الاسود وكذلك القوقاز والتي يمكن اعتبارها ترتيبات امنية غربية.