الوقت- تعاني أفغانستان من أزمات كثيرة على جميع الأصعدة، من السياسية الى الأمنية الى الاقتصادية التي كان أخر فصولها و مشاكلها على الصعيد الكهرباء، حيث خرج عشرات الألاف من الأفغان في مظاهرات بالعاصمة كابول إحتجاجاً على قيام الحكومة بتغيير مسير مشروع كبير للطاقة الكهربائية وقدرته 1000 كيلوفلوت من المناطق المركزية التي يقطنها أغلبية من قومية الهزارة نحو الولايات الشمالية.
وقد ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة والتنمية المتوازنة بين ولايات البلاد. في حين أقدمت السلطات الأمنية على إغلاق الطرق المؤدية إلى قلب العاصمة بالحاويات الفارغة في خطوة لتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع أية خروقات من جانب المتظاهرين أو إستغلال المجموعات الإرهابية للإحتجاجات.
ويشارك في التظاهرة التي تتوجه من الأحياء الغربية للعاصمة نحو مركز المدينة عشرات الآلاف من الأفغان من كافة الأقشار والطبقات تقدمهم نواب البرلمان وأعضاء حاليين وسابقين بالحكومة.
وكان قرار الحكومة الأفغانية بعبور مشروع خطوط الطاقة الكهربائية عبر ممر سالنغ قد أثار انتقادات بين الشعب الأفغاني، حيث انتقد القائم بأعمال حاكم إقليم بلخ الأفغاني "عطا محمد نور" أيضا الحكومة لاختيار سالنغ كطريق لعبور للمشروع، قائلا إن “منطقة سالنغ لا تمثل أولوية نظرا لوجود خطوط للكهرباء بها".
وأضاف "نور" أن تنفيذ المشروع من باميان لن يضمن التوازن والعدالة في تنفيذ مشاريع التنمية فحسب بل سيعزز أيضا الوحدة بين الشعب الأفغاني.
وكان مقررًا في الأصل أن يمر الخط الكهربائي في هذه الولاية، ولكن الحكومة الأفغانية قررت تحويل مساره، بحيث بات سيمر في وادي سالانج الواقع شمال كابول، مبررة هذا التعديل بأن هذا الخط الأقصر يسرع إنجاز المشروع ويوفر ملايين الدولارات على الخزينة.
ولكن قادة الهزارة، يرفضون المبررات الحكومية، مؤكدين أنّ في الأمر تمييزًا. وقال النائب عن الهزارة عارف رحماني، إنّ "الناس سيتدفقون إلى شوارع كابول لتنظيم تظاهرة ضخمة ستسير لاحقًا باتجاه القصر الرئاسي". وأضاف "نريد أن يمر الخط الكهربائي في باميان التي لم تستفد من أي مشروع تنموي منذ 15 عامًا".
وبحسب المنظمين، فإنّ آلافًا من الهزارة سيشاركون في هذه التظاهرة التي تأتي في غمرة هجوم الربيع الذي تشنه حركة طالبان منذ أبريل. ويبلغ تعداد الهزارة حوالي ثلاثة ملايين نسمة (نحو 10% من سكان أفغانستان)، وقد تعرضوا للاضطهاد حين كانت حركة طالبان البشتونية السنية في الحكم (1996-2001).
من جهتها دعت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان، المتظاهرين إلى "عدم السماح للعدو بأن يستغل هذه المناسبة وأن يقوض الأمن العام".
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني أصدر مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة وطنية لإعادة النظر في المشروع، كما أنه أعلن تجميد تنفيذ المشروع لحين إنتهاء عمل اللجنة.
لكن قادة حركة التنوير (الجهة التي دعت للمظاهرات) إعتبرتها مناورة لإلغاء الإحتجاجات وأكدت موقفها بضرورة بقاء المشروع على مسيرها الأول (باميان و ميدان وردك).
مشروع توتاب
مشروعات توتاب و كاساس 1000 تنقل الكهرباء من أسيا الوسطى الى أسيا الجنوبية. هذين المشروعين هما مهمان لاقتصاد أفغانستان من جانب أنها ليست فقط تسد عجز الضرورة إلى الكهرباء فحسب بل إنها تحصل على رسوم معينة بدل انتقال الكهرباء من أراضيها كذلك.
مشروع كاسل 1000 ستنقل 1300 ميجاوات كهرباء من قرغزستان و طاجيكستان الي افغانستان و باكستان و عن طريق مشروع التوتاب ستنقل الكهرباء من تركمنستان و ازبكستان و طاجيكستان الى افغانستان و باكستان. و من الممكن افتتاح مشروع كاسا 1000 فى الاسبوع المقبل و لكن مشروع توتاب اصبحت موضع جدل و نقاش داخلي حول مسير انتقالها.