الوقت - تفيد آخر الاخبار الواصلة من اليمن أن الرئيس اليمني عبد ربه هادي قد وافق مجبراً على شروط ومطالب الحوثيين حيث إتفق الطرفان علي وقف إطلاق النار والحصار علي القصر الرئاسي والمقار الحكومية ونص الإتفاق على إنسحاب المسلحين من المقار الحكومية التي سيطروا عليها يوم 19 يناير وإطلاق سراح أحمد بن مبارك مقابل إلتزام الرئيس بإجراء تعديلات الدستور التي طالب بها الحوثيون ومشاركتهم في السلطة وللحوثيين الحق في التعيين في مؤسسات الدولة ونص البيان والاتفاق أن اليمن دولة إتحادية طبقاً لمخرجات الحوار الوطني.
ونقلت مصادر مقربة للرئاسة أن عملية الإفراج عن مدير مكتب الرئيس أحمد بن مبارك الذي إختطفته جماعة الحوثي منذ يوم السبت الماضي طور التنفيذ الان وفقاً لما تم الإتفاق عليه في إتفاقية الحوثيين مع الرئيس اليمني هادي لإنهاء الازمة وعودة الحياة الطبيعية للعاصمة صنعاء.
وأوضحت المصادر أن إجراءات الإنسحاب للمسلحين من المقار الحكومية ومحيط منزل الرئيس عبد ربه منصور قد بدأت حيث سيتم الإشراف علي الإتفاقية من قبل ممثلي القوى السياسية الموقعة علي إتفاقية الشراكة في سبتمبر الماضي.
من جانبها اعتبرت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري، أن الرئيس اليمني هادي اُجبر على الموافقة على غالبية مطالب الحوثيين، وقال كيري: هناك معلومات متضاربة وكثيرة فيما يخص الوضع باليمن حيث جرت محادثات بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي فالحكومة اليمنية استجابت لمعظم مطالب واعتراضات الحوثيين ان لم يكن جميعها والحوثيون أقروا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ما زال رئيسا لليمن.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر خاصة بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، توصل إلى اتفاق مع الحوثيين يقضي بإطلاق مساعده أحمد عوض بن مبارك وبتعديل مسودة الدستور.
ونص الاتفاق على أن مسودة الدستور قابلة للتعديل بواسطة الهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وخاضعة للتوافق بين كافة المكونات، وفي حالة عدم التوافق يرفع الأمر لرئيس الجمهورية والهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار.
وتؤكد المسودة أن اليمن دولة اتحادية طبقاً لمخرجات الحوار الوطني.
ونص الاتفاق على توسيع العضوية في مجلس الشورى خلال مدة أقصاها أسبوع واحد وفقا لمخرجات الحوار كما أن للحوثيين والحراك الجنوبي والمكونات السياسية المحرومة حق التعيين في مؤسسات الدولة.
وفيما يتعلق بمحافظة مأرب، أوضح الاتفاق أن على اللجنة الوزارية ان تقدم تقريرها للرئيس وتصدر قرارات وفقاً لاتفاق السلم والشراكة والملحق الأمني خلال أسبوع.
كما على ممثلي المكونات الموقعة على اتفاق السلم والشراكة وضع آلية تنفيذية لتطبيق الشراكة في مؤسسات الدولة وترفع للرئيس خلال أسبوعين.
ووفقا للاتفاق يلتزم الحوثيون بالإطلاق الفوري لأحمد عوض بن مبارك، وسحب مسلحيهم من كافة المواقع المطلة على منزل رئيس الجمهورية والانسحاب من دار الرئاسة والقصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الوزراء، ومن معسكر الصواريخ، ومن كافة النقاط المستحدثة من قبل أنصار الله يوم 19/1/2015
كما نص الاتفاق على تطبيع الأوضاع في العاصمة، بحيث تعود الحكومة وكافة مؤسسات الدولة إلى ممارسة عملها بصورة سريعة، ودعوة كافة موظفي الدولة والقطاع العام والمختلط إلى العودة إلى أعمالهم وكذا فتح المدارس والجامعات.
هذا وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أكدت من خلال اجتماع استثنائي عقد في الرياض لوزراء خارجيتها، أنها ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية في اليمن، وأعلنت إدانتها للتمرد الحوثي، حسب تعبيرها.
وأوضح البيان الصحافي الصادر بعد انتهاء الاجتماع "دعم دول المجلس للشرعية الدستورية متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، ورفضها كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني، داعياً الحوثيين إلى وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والانخراط في العملية السياسية، مهيباً بكافة الأطراف والقوى السياسية تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وتجنيب اليمن الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف.
وشدد البيان على ضرورة تنفيذ مجلس الأمن الدولي لكافة قراراته ذات الصلة باليمن، خصوصاً وأن ما يجري في اليمن الآن يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم كله.
ودان البيان ما اسماه "الانقلاب الذي نفذه الحوثيون" في اليمن، وأن دول مجلس التعاون تؤكد أن أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون وأن استقرار اليمن ووحدته يشكل أولوية قصوى لدول المجلس.
هذا وكانت دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي وخاصة السعودية تتمتع بنفوذ كبير في اليمن خلال الفترة الماضية ويمكن تفسير العبارات التي استخدمتها هذه الدول في بيانها بشأن اليمن في اطار الانزعاج الشديد لهذه الدول بسبب خسران نفوذها في اليمن.