الوقت- في موقف يكشف خطورة عمل الصحفيين في العراق قال نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي إن وزارة الداخلية العراقية، من خلال وكيلها للشؤون الإدارية والمالية عقيل الخزعلي، قد وجهت بتسهيل إجراءات حصول الصحفيين والإعلاميين على إجازات حمل السلاح .
واعتبر اللامي في تصريح "القرار إيجابيا لحماية الصحفيين وضمان حرية تنقلهم في المناطق الساخنة، وأوضح انه سيتم في البداية منح إجازات حمل السلاح إلى المراسلين والمصورين الصحفيين الذين يعملون في هذه المناطق".
وأشار إلى ان النقابة ستقوم بتشكيل لجنة تعمل من مقرها في بغداد، بالتعاون مع الداخلية لتسريع عمليات حمل الصحافيين للسلاح دفاعا عن أنفسهم وعوائلهم إضافة إلى دعم المؤسسات الإعلامية التي تعمل في المناطق الساخنة.
وتأتي هذه الاجراءات الجديدة بعد ايام من اعلان نقابة الصحفيين العراقيين في السادس من الشهر الحالي عن ارتفاع حصيلة ضحايا الصحافة في البلاد إلى 407 صحافيين قتلى منذ عام 2003 بعد مقتل 15 منهم خلال العام الماضي 2014 الذي أوضحت انه شهد كذلك 23 اعتداءا على الصحافيين ومؤسساتهم.
وفي توجيه عام اليوم الخميس قال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في منشور عام الخميس "نوجه مؤسسات الدولة كافة وجميع القوات العسكرية والأجهزة الأمنية ببذل أقصى جهودها لتوفير الأجواء المناسبة والآمنة لعمل المؤسسات الإعلامية وتسهيل مهمة الصحافيين والإعلاميين بكل انسيابية وحرية، وإبداء اكبر قدر من التعاون والاهتمام لتمكينهم من أداء واجباتهم في عرض الحقائق والصور البطولية المشرقة لقواتنا الباسلة في مواجهة الإرهاب دفاعا عن العراق وشعبه ومقدساته".
وعلى الفور رحبت نقابة الصحافيين بتوجيهات العبادي هذه، وقال نقيبها مؤيد اللامي في تصريح "نرحب بتوجه العبادي الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة بتسهيل عمل الصحافيين العراقيين" وقال إن هذا الإجراء يمثل رسالة ايجابية تدعم الصحفيين خاصة وانه يأتي بعد أيام من إسقاطه لجميع الدعاوى المقامة من مجلس الوزراء سابقا ضدهم".
وأكد على ضرورة قيام الأجهزة الأمنية والإدارية بتنفيذ هذا التوجيه واشار إلى ان النقابة ستقوم بدورها بمراقبة تعامل هذه الأجهزة مع الصحفيين وإقامة دعاوى قضائية ضد كل من يعرقل عملهم تنفيذا للمادة 138 من الدستور العراقي التي تضمن لهم العمل بحرية وفي أجواء آمنة.
وكانت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق قد اعلنت مقتل خمسة عشر صحفيا عراقيا خلال العام 2014 وأصابة ثلاثة وعشرون آخرون .
وقال تقرير اصدرته الجمعية ان معظم الضحايا سقطوا في المناطق الساخنة وخاصة في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى .
واضاف التقرير ان 8 صحفيين اختطفوا على ايدي عصابات داعش ولم يعرف مصيرهم بعد.
وأوضح ان معظم الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون كانت من قبل تنظيم داعش الارهابي .
وسجل تقرير الجمعية اكثر من 150 انتهاكا بحق الصحافة العراقية خلال العام الماضي تراوحت بين الاعتقال والاحتجاز والضرب والمنع من التغطية او عرقلتها والتهديد بالقتل، اضافة الى اكثر من 220 دعوى قضائية ضد الصحفيين والمؤسسات الاعلامية العراقية في محكمة النشر والاعلام .
ويعرض التقرير اسماء الصحفيين العراقيين المغدورين الذين قتل معظمهم في ساحات المعارك ضد تنظيم داعش اثناء تغطيتهم لتلك المعارك .
وأشار تقرير الجمعية قيام عناصر حمايات المسؤولين بالاعتداء على الصحفيين والإعلاميين والتهديد بقتلهم منوها الى ان الحكومة العراقية قد حجبت مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواقع الخبرية وتطبيقات الهواتف الذكية اثر اجتياح تنظيم داعش لعدد من مناطق في شمال وغرب العراق .
وفي اول اعتداء على الصحفيين في عام 2015 أبلغ صحفيون عراقيون يعملون في محافظة الأنبار غرب العراق شبه الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش المرصد العراقي للحريات الصحفية، عن قيام التنظيم المتطرف بإعدام صحفي أوقف يوم السبت في نقطة تفتيش أثناء عودته الى الرمادي قادما من مكان نزوح لجأ إليه هو وعائلته، حيث أقتيد الى وسط الرمادي ليتم تنفيذ حكم الإعدام به .
وقالت مصادر في الانبار ان سهيل الدليمي مقدم برامج في قناة الأنبار الفضائية المملوكة لمجلس المحافظة الغربية، كان عائدا نهار اليوم السبت من قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين والذي نزح إليه بسبب تهديدات سابقة هو وأفراد من أسرته حين أوقف في نقطة تفتيش أقامها مسلحون من داعش لينزلوه بعد التعرف على هويته، ثم لينقل الى مركز المحافظة، ويتم إعدامه بعد محاكمة سريعة بتهمة التعاون مع الحكومة العراقية وقوات الجيش والشرطة، وبحضور مئات من المواطنين مكرهين .
وكان تنظيم داعش أعدم العديد من الصحفيين في محافظتي صلاح الدين والموصل، بينما إعتقل العشرات منهم في ظروف غامضة في المدينتين، ولايعرف مصيرهم حتى اللحظة بسبب الإجراءات المشددة التي يعتمدها التنظيم، ولإنقطاع وسائل الإتصال، ولهجرة أغلب الصحفيين ومغادرتهم المدينة المعزولة عن العالم مايعيق معرفة الكثير من التفاصيل عن ظروف إعتقالهم ومصيرهم، بينما أصدر داعش قوائم تضم أسماء صحفيين هدد بتصفيتهم هناك، ويخشى إنه تمكن بالتهديد والوعيد من تجنيد بعضهم للعمل في وسائل إعلام تابعة له، أو لنقل معلومات مضللة، أو للحصول على المزيد منها لإدامة جهده العسكري .