الوقت ـ بعد انتشار أنباء حول مبايعة قادة جماعة طالبان الارهابية، التنظيم الارهابي جديد الولادة، ونعني تنظيم داعش بقيادة المجرم «ابو بكر البغدادي»، اصبحت مقاتلته من قبل جميع العالم الاسلامي، ضرورة ماسة من الممكن القول بان تجفيف جذور هذا التنظيم خاصة في مناطق نشوئه الاولی وهي سوريا والعراق، يجب ان تكون في مقدمة جميع الاولويات الاخری بالنسبة لجيوش وشعوب العالم الاسلامي.
وبعد ما ظهرت بعض المنشورات الداعية الی مبايعة تنظيم داعش خلال الاشهر الاخيرة في شمال غرب باكستان وكذلك جنوب افغانستان، والتي تعود هذه المنشورات في الاساس الی بعض افراد تنظيم القاعدة في افغانستان وباكستان، نشر في نهاية الاسبوع المنصرم مقطع فيديو علی بعض المواقع الموصوفة بالجهادية لحركة طالبان يؤكد مبايعة طالبان لتنظيم داعش الارهابي.
وبالرغم من عدم التاكد من صحة هذا الفيديو من مصدر مستقل، فانه استنادا لهذا المقطع، يبايع حوالي عشرة اشخاص من قیادات فصائل طالبان بشكل جماعي تنظيم داعش الارهابي الذي يسيطر علی بعض المناطق في سوريا والعراق، مما اثارت هذه المبايعة لكلا التنظيمين الارهابيين مخاوف جديدة بين الشعب الباكستاني الذي عانی الكثير من جرائم طالبان كان آخرها مقتل مايزيد علی 150 طالبا بريئا في احدى المدارس التابعة للجيش الباكستاني.
وبالرغم من ان العديد من المراقبين يعتقدون بان هذه المبايعة من قبل تنظيم طالبان تأتي لرفع معنويات مقاتلي داعش الذي باتت هزيمتهم في سوريا والعراق شبه مؤكدة، بفضل الضربات المؤلمة التي لحقت بهم من قبل الجيش العراقي والسوري، يوجد هنالك من يؤكد علی أنه لاسبيل أمام الشعوب الاسلامية للتخلص من الممارسات الوحشية التي يقوم بها داعش وكذلك طالبان، سوی مزيد من التكاتف والتعاضد من قبل العالم الاسلامي لاجتثاث هذين التنظيمين.
واوضحت تقارير صحفية أن غالبية هؤلاء الافراد من جماعة طالبان المبايعين لداعش انهم قادة سابقون من طالبان سبق وان اعلنوا دعمهم و ولاءهم لتنظيم داعش بشكل فردي.
ويقول الارهابي المدعو «شهيد الله شهيد» الناطق السابق لجماعة طالبان الباكستانية والذي اقيل من منصبه في شهراكتوبر الماضي بسبب مطالبته لمبايعة داعش: "نريد ان نبلغكم باننا جميعنا امراء عشر مجموعات ترغب في مبايعة البغدادي".
وما من شك ان تركيا والسعودية بل حتی الدول العربية المطلة علی الخليج الفارسي وفي مقدمتها قطر والامارات ستكون المحطة القادمة لعملیات تنظيم داعش، الذي يطمح من خلال توهماته الی توسيع رقعة خلافته المشؤومة في العالم الاسلامي.
ونظرا الی أن هذه الدول تعتبر العامل الرئيسي في خلق داعش، فانه يتوجب علیها بذل المزيد من المساعي للقضاء علی هذا التنظيم الذي لا يوجد في رؤوس اعضائه شئ من التعقل والتفكير.
ونظرا لان باكستان سوف تشهد اعمال ارهابية جديدة من المحتمل أن تكون اكثر دموية بعد مبايعة طالبان لداعش، فانه يبقی علی الشعب الباكستاني وجيشه تكثيف مساعیهم لمحاربة الارهاب في البلاد من خلال توحيد صفوفهم وتنحية الخلافات السياسية خاصة من قبل قادة الاحزاب السياسية الباكستانية.
بالاضافة الی أنه يجب علی باكستان القيام بالمزيد من التعاون الامني والسياسي مع افغانستان، خاصة بعد تشكل الحكومة الجديدة في هذا البلد حتی يتسنی محاربة داعش وطالبان قبل استقواء عود مبایعتهم.
لاننا للأسف وبالرغم من جميع التضحيات التي بذلها الجيش والشعب الباكستاني، فاننا لم نر جهودا حثيثة في المجال السياسي من قبل حكومة نواز شريف خلال الفترة السابقة للقضاء علی الارهاب الطالباني.
والاهم من جميع هذا، يجب أن يكون العالم قد استيقظ من سبات نومه، بعد ان غض نظره عن الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق وسوريا والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الابرياء، لكي نری الیوم إئتلاف صادق لمحاربة داعش، بعيدا عن جميع الادعاءات الكاذبة التي رأيناها خلال الاشهر السابقة من قبل إلائتلاف الامريكي في مجال محاربة داعش.
العالم الیوم يتوقع نتائج ملموسة في مجال محاربة داعش من قبل الدول التي تدعي محاربة هذا التنظيم، لا ان تكون كالولايات المتحدة تلقي علیه الاسلحة المتطورة من الجو لكسر محاصرته التي فرضتها القوات العراقية في العديد من النقاط علی هذا التنظيم.
وبما أن العراق وسوريا هما المعقلان الرئيسیان لتنظيم داعش، فانه يجب ان نری محو هذا التنظيم في كلا الدولتين بشكل نهائي، حتی يصبح من الممكن عدم انتقال عدوی هذا التنظيم الخبيث الی سائر بلدان العالم.
إذا لانريد ان نسمع في مجال مقاتلة داعش مجرد ضجة إعلامية من قبل الغرب، بل نحن الیوم بحاجة الی خطوات ملموسة وواضحة وشفافة في مجال القضاء علی هذا التنظيم في العراق وسوريا قبل اي بلد آخر. كما يجب معاقبة دول البترودولارات وعلی رأُسها قطر والسعودية وكذلك الكيان الاسرائيلي من قبل المجتمع الدولي بسبب دورهم العظيم في تأسيس تنظيم داعش ودعمهم لهذا التنظيم في المجال المالي والاعلامي والاستخباراتي .