الوقت- في تطور المفاوضات الجديدة حول ملف ايران النووي, أخفق ممثلو الدول الذين عقدوا اجتماعات في فيينا خلال الأيام الماضية في تقليص هوة الخلافات والتوصل إلى اتفاق قبل موعد المهلة النهائية.
وقد صرح المجتمعون, أنه تم الاتفاق على تمديد المهلة إلى 30 حزيران/ يونيو 2015. و وفق التمديد, سيتواصل العمل حتى حينه بموجب بنود الاتفاق الأولي الذي أبرم في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
أوساط أمريكية تدعم التمديد: "ليس هذا وقت للتراجع الآن"
دافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بقوة عن قرار إيران والدول الكبرى في تمديد المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني حتى صيف 2015. وحض المجتمع الدولي والكونغرس الأميركي على دعم تمديد المفاوضات. وقال في مؤتمر صحافي في فيينا "ليس هذا وقت للتراجع الآن".
مصادر ايرانية _ المفاوضات ستقود إلى اتفاق:
الرئيس الإيراني حسن روحاني في تعليق حول القرار, قال أنه سيتم التوصل الى اتفاق حول النووي مع القوى العظمى رغم انتهاء المهلة المحددة في فيينا وتمديد المفاوضات سبعة أشهر وأضاف أن "هذه الطريقة في المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق نهائي.
وقد تم ردم معظم الفجوات"، في إشارة إلى الخلافات التي تمنع تحويل اتفاق انتقالي إلى تسوية شاملة.
نتانياهو يعتبر القرار فشلاً للمفاوضات:
في غضون ذلك، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بالتقارير التي أفادت بـ" فشل توصل الدول الكبرى وإيران إلى اتفاق حول النووي الإيراني".
وقال نتانياهو قبل أن تعلن طهران والدول الكبرى الاثنين تمديد مهلة المفاوضات حتى صيف 2015 للتوصل إلى اتفاق دولي، بأن النتيجة هذه ستكون "أفضل" من التوصل إلى اتفاق.
نتانياهو في حديث لشبكة البي بي سي صرح "هذه النتيجة أفضل. أفضل بكثير".
فحسب نتانياهو، فإن "الاتفاق الذي كانت إيران تدفع باتجاهه كان رهيبا. وكان سيترك لإيران القدرة على تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية مع رفع العقوبات".
وحذر مجددا من أن "إسرائيل ستحتفظ دائما بحق الدفاع عن نفسها".
تهديد مبطن أطلقه مجددا نتانياهو, يحمل في طياته تاريخ تهديد طويل على امتداد المفاوضات تطلقه القيادات الاسرائيلية التي تعيش رهاب ايران النووية , فتصريح نتينياهو الأخير هو تهديد يخفيه تحت تسمية حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ماذا لو سدت أبواب التفاوض وفشلت المفاوضات؟؟ ماذا لو تم التوصل الى اتفاق لن ترضاه اسرائيل؟؟
إن سيناريو عدم التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني , وسط استمرار الضغوط الاقتصادية, التي مع اطالة مدتها ستترك اثارا على كل الدول والعالم وحتى على مستخدميها. فخيار التعويل على خفض اسعار النفط ليس متاحا لمدة زمنية طويلة. وبالتالي مع انتهاء مدة التمديد ستكون ايران في حل من الالتزامات التي قدمتها, ويمكنها حينها اعادة تفعيل نشاطها النووي وبالتالي رفع نسبة التخصيب. فما هو الموقف الاسرائيلي حينها ؟؟ كما ما هو الحال لو أدى التفاوض الى تثبيت اتفاق يكرس ايران دولة نووية سلمية, وسط الرفض الاسرائيلي القاطع لهذا الحدث؟؟
ففي حين تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس روحاني حول مسار لا مجال فيه للتراجع, والعمل الجدي المزدوج للتوصل الى اتفاق. ستكون اسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما, وكلاهما مر عليها!!
فما الذي يردع اسرائيل عن ضرب ايران؟ وما جدية التهديد الاسرائيلي الذي يستمر خطابا منذ سنوات ؟
مواقف اسرائيلية حول حقيقة التهديدات:
تصريحات لقيادات اسرائيلية تعكس حقيقة تخفيها الحماسة الاعلامية لنتانياهو, وتظهر حقيقة التوجه الاسرائيلي وراء ستار.
ايهود باراك, رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق في النظام الصهيوني, اعترف أنه في أي وقت اقتراح هجوم على ايران, مرفوض من قبل القادة البارزين في السلك العسكري.
وفي اشارة الى خوف المسؤولين في الكيان العبري من الهجوم على ايران, اعترف أن مثل هذا الهجوم سيكون له عواقب وخيمة على اسرائيل.
الموقع الامريكي راديو (RADIOFARDA ) كتب: "ايهود باراك رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق في النظام الصهيوني قال أن كل مرة يقترح فيها هجوما على المواقع النووية الايرانية في الحكومة , القادة العسكريون يعارضون بسبب قلقهم من العواقب."
وفي اشارة الى خوف المسؤولين في الكيان العبري من الهجوم على ايران, اعترف أن مثل هذا الهجوم سيكون له عواقب وخيمة على اسرائيل.
في معرض اخر, باراك وفي حديث مع صحافي سياسي في جريدة هآرتس, قال: " بعد مرور ست سنوات من التقييم, ومجيء نتانياهو الى الحكم, قدم من ناحيته اقتراحا محتملا حول اقدام الجيش على ضرب المنشآت الايرانية, وفي ظل وجود دعم, بقي الرافضون حتى الان أعدادهم كثيرة."
باراك أضاف, " أن بعضا من المسؤولين العسكريين والأمنيين السابقين, أيضا يرفضون الهجوم, ومع التعليقات والتقييمات حول "العواقب الوخيمة" لمثل هذا العمل، زرعت بذور الخوف في قلوب العامة."
وفي معرض اظهار أسباب ارتفاع هذا الخوف والرعب في اوساط الاحتلال , أضاف أيضاً: " هذا الهلع له أسباب حاكمة, لأن عواقب ضربة إسرائيلية للمواقع النووية الايرانية، ستجر الى حرب مباشرة مع إيران وحزب الله. "
ووفقا لكلام باراك، فإن شمعون بيريز، رئيس الكيان الصهيوني، دائما في طليعة المعارضين لاقتراح هجوم عسكري على برنامج ايران النووي والمدافعين عن هذا الرفض.
سياسة التهديد الاسرائيلي, باتت استعراضا يخفي حجم الخوف والرعب:
الخوف الاسرائيلي, واقع يؤكده الترهل الذي يصيب المؤسسة العسكرية الاسرائيلية, حيث أخفاقات حروب مع غزة ولبنان ما زالت تترك تداعيات خطيرة داخلها, وتحكيه أزمات الداخل الاسرائيلي الاقتصادية والأمنية في الضفة والاراضي التي احتلت في عام 1948, ويعكسه التردد وعدم الاقدام حين يسود الموقف لحظات تتطلب الفعل, فلا تجد في الهواء الا صدى تهديد وتهويل!!
خلافا لخدعة الدعاية الإسرائيلية, نتنياهو, غير قادرعلى مهاجمة إيران بسبب قدرات إيران والقوى الحليفة لايران التي باتت تمسك بمفاصل حساسة في المنطقة تفتح سيناريو المواجهة على مصرعيه, وبوجود قيادة استراتيجية لهذا البلد لم تترك لاسرائيل المبادرة بل أصبحت على أعتاب حدود فلسطين المحتلة!!
مهما كانت قيادات الكيان الاسرائيلي حمقاء في حساباتها, تدرك أن هذا التورط هو مع دولة تملك جرأة الفعل والقدرة, صرحت مرارا انها ستحول اسرائيل الى جغرافيا ممسوحة مهدمة، فإسرائيل التي لا تجرؤ على مهاجمة حزب الله كيف بها ستتطاول على جمهورية تملك أضعاف ما يمتلك الحزب. الجيش الأسطوري الاسرائيلي فقد هيبته وسيطرته على المنطقة والعالم , انطلاقا من لبنان وفلسطين التي تتواجد فيها مقاومات ترعاها وتدعمها ايران , وتدرك اسارئيل أنها اليوم تنتقل من موقع الهجوم الى موقع الدفاع لتحفظ ان استطاعت وجودها المصطنع.