الوقت- قسمت لجنة تحدید أقالیم اليمن التي عينها الرئيس اليمني، الیمن في تاريخ 10 فبراير 2014 إلی 6 أقالیم في إطار حكومة اتحادية، وقدّمت تقریرها إلی لجنة صیاغة الدستور کي يتم تضمينه في الدستور اليمني.
وبناءً على هذا التقسیم، فإن الیمن قد قسمت إلی 6 أقالیم کما یلي:
1 - إقلیم "حضرموت" وعاصمته المکلا، ویشمل محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وسقطری .
2 - إقلیم "سبأ" وعاصمته سبأ ، ویشمل محافظات الجوف ومأرب والبیضاء.
3 - إقلیم "عدن" وعاصمته عدن ، ویشمل محافظات أبین ولحج والضالع.
4 - إقلیم "جند" وعاصمته تعز ، ویشمل محافظتي تعز وإب.
5 - إقلیم "أزال" وعاصمته صنعاء ، ویشمل محافظات صعدة وعمران وذمار وصنعاء.
6 - إقلیم "تهامة" وعاصمته الحدیدة ، ویشمل محافظتي الحدیدة وحجة.
ومن خلال النظر إلی ترکیب هذه الأقالیم الستة ثمة نقاط جدیرة بالملاحظة وهي:
النقطة الأولى في هذا المجال هي فصل الحوثيين عن البحر. یتصل الحوثيون من خلال محافظة حجة غربي صعدة بالبحر الأحمر، وهذا الاتصال سینقطع مع تشکیل إقلیم تهامة، وهکذا سیفقد الحوثيون اتصالهم بخارج الیمن من الشرق والغرب.
وفي هذا المشروع، المحافظات المتاخمة للمملكة العربية السعودية (باستثناء صعدة التي یسیطر علیها الحوثيون) والتي لها نسیج قبلي وهي غنیة بالنفط ولها علاقات وثيقة بالمملكة العربية السعودية،ستستقلّ في إطار إقلیمي "سبأ" و"حضرموت". وهکذا ستصبح هذه القبائل قویة من خلال توزيع أرباح النفط بين القبائل الموالية للمملكة العربية السعودية. ونظراً للتفكير التكفيري لهذه القبائل فإن قدرتهم ستشکل تهديداً خطيراً لاستقرار وأمن الشعب اليمني في المستقبل.
ويبدو أنه قد تم السعي في هذه الخطة أن یصل الاتصال الحدودي بین أنصار الله والمملكة العربية السعودية إلی حده الأدنى. کانت اللجان الشعبية اليمنية وبعد الاحتجاجات الشعبية في العام الماضي وإسقاط حکومة علي عبدالله صالح، قد سیطرت بشکل كامل على المحافظات المتاخمة للمملكة العربية السعودية، وتقلص الاتصال الأرضي بین المملكة العربية السعودية واليمن بشكل ملحوظ جداً، وفي حال تنفیذ مشروع الأقالیم الستة وخروج الحدود من مراقبة اللجان الشعبیة فإن الطریق سیکون مفتوحاً للمملكة العربية السعودية لتفعل في الیمن ما تشاء.
ورداً على هذه الخطة أعلنت حركة أنصار الله في بيان لها: إن مشروع الأقالیم الستة من أکثر المشاريع أهمية وحساسية، ولا یجب في أي ظرف من الظروف أن یتأثر بالتحیزات والمساومات السياسية والخدع الحزبیة.
وأكد البيان علی أن أي خلل في هذا المشروع سیؤدي إلی إیجاد الثغرات في النظام السياسي وسیخلق نزاعات مستمرة تهدد الأمن والصحة الاجتماعية.
وقال زعيم أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي رداً على هذا المشروع: إن مشروع الأقالیم الستة محاولة لتجزئة اليمن إلی قطع صغيرة يمكن أن تحكم بسهولة.
وقال الناشط السياسي اليمني وعضو المكتب السياسي لحرکة أنصار الله علي البخيتي: هذه الخطة تخدم (مصالح) المملكة العربية السعودية حتی تتمکن من السیطرة علی المساحة القبلية والنفطیة الكبيرة علی امتداد حدودها مع الیمن.
کما أعلن الحزب الاشتراكي اليمني رداً على هذا المشروع أیضاً : هذا الترکیب سوف لن یحل قضیة الجنوب ، وثمة أهداف فرض المشروع من أجل تحقیقها.
من جهة أخری ذکر موقع عدن بوست الإخباري التابع للحراك الجنوبي في الیمن: لقد تم وضع هذا الاقتراح بإشراف السفير الأمريكي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جماع بن عمر.
النتيجة
بحسب ما تقدم فيبدو أن مشروع تقسیم الیمن إلی ستة أقالیم خطة مفروضة من الخارج، یهدف من خلال تقسیم الیمن إلى قطع صغيرة ، لکل منها طابع خاص ومتناقض في بعض الأحیان، إلی تسهیل السيطرة عليها في الدرجة الأولی واحتواء خطر تحوّل اليمن إلی دولة قوية ومؤثرة. وفي الدرجة الثانیة یمکن أن تصبح الأقالیم الستة في المستقبل القريب نتیجة الاختلافات الموجودة، مراکز جاهزة للانفجار متی ما أراد مصمموا الخطة ذلك. ومن جهة أخری فقد تم تنظيم هذه الأقالیم بحیث یحد من أي علاقة وتواصل للحوثيين الذین ینتهجون سياسة معارضة للمملكة العربية السعودية في الیمن.