الوقت- دخل قطع الماء والكهرباء عن مدينة إدلب، يومه الحادي عشر على التوالي، واستقبل سكان هذه المدينة عامهم الجديد تحت ظلام دامس، بسبب الأسلوب الذي تتبعه الجماعات التكفيرية في الضغط على السلطة السورية لتحقيق بعض المطالب هنا أو هناك.
اذاً، تواجه مدينة ادلب السورية والتي يعيش فيها حوالي نصف مليون نسمة معظمهم من النازحين، معاناة دائمة مع "جبهة النصرة" في ملفي الماء والكهرباء، فعند كل مطلب يحرم سكانها من المياه والكهرباء إضافة الى فقدان مواد غذائية رئيسية من الأسواق نتيجة قطع الطرقات، ما يؤدي الى ارتفاع ألاسعار.
وقد أصدرت «الهيئة الاسلامية لإدارة المناطق المحررة» بياناً أعلنت فيه اتخاذ إجراءات بالتعاون مع «جبهة النصرة» للضغط على السلطات السورية لإجبارها على إطلاق سراح بعض الطالبات اللواتي جرى اعتقالهن قبل أيام في جامعة حلب.وكانت "جبهة النصرة" وفصائل معارضة مسلحة أعلنت، عبر فيديو مصور، نشر على موقع يوتيوب يوم الجمعة، عن قطعها لطرق بنش وعرب سعيد المؤدية لمدينة إدلب، وبحسب الفيديو يعود قطع الطرقات والمياه والكهرباء لأسباب وهي "أن النظام يقوم باعتقال طالبات جامعيات على هذه الطرقات وقيامه منذ عدة أيام باعتقال 40 طالبة من حلب وبعض المناطق لذلك قمنا بقطع الطرقات والمياه والكهربا للضغط على النظام".
في السياق نفسه هدد محمد علوان القائد في جبهة النصرة، بفرض حصار خانق على مدينة إدلب، إذا لم يتم الإفراج عن 43 طالبة من ريف إدلب.
وأوضح علوان أن “الجبهة قطعت الماء و الكهرباء عن مدينة إدلب”، متوعداً “ بمنع دخول وخروج البضائع منها وإليها، في حال رفض النظام الإفراج عن الفتيات المعتقلات.
بدورها اعترفت مؤسسة مياه إدلب عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، بقطع المياه، وكتبت "نعم المياه مقطوعة من محطة سيجير حيث مُنع عمال المحطة من التشغيل و تعمل الجهات المختصة مع الوسطاء الأكارم على حل المشكلة"، بدون أي تلميح من المسؤول عن القطع أو ذكر جهة معينة.
أما شركة كهرباء إدلب فقالت أيضا عبر حسابها على فيسبوك، أن المفاوضات لاتزال مستمرة لعودة الكهرباء، وكان آخر رد لها بعد كم هائل من التعليقات على الصفحة مطالبين بمعرفة أخر تطورات المفاوضات، بأنه لا جديد يذكر.
هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ إليها مسلحون ارهابيون بالضغط على النظام عن طريق التهديد بقطع المياه والكهرباء، فقد تعرضت مدينة ادلب ذاتها إلى قطع متكرر لخطوط ماء أو كهرباء من قبل المسلحين لأسباب عدة، وذلك بهدف الضغط على النظام.
فيوضح البعض أنه "في كل مرة يُعتقل شخص له صلة بجبهة النصرة أو بجماعات أخرى تقطع الكهرباء والماء عن مدينة إدلب، لأن المصادر الرئيسية للكهرباء إضافة الى محطة ضخ المياه تقع في مناطق سيطرة المسلحين الارهابيين. ونبقى تحت رحمة شروط المسلحين الى أن تحقق الدولة لهم مطالبهم".
ويضيف آخر"في إحدى المرات قُطعت المياه والكهرباء والطرق عن مدينتنا بعد اعتقال زوجة أحد قياديي جبهة النصرة وفي حوزتها آلاف الدولارات، وتم إطلاق سراحها بعد أيام عادة تشغيل الكهرباء ومحطة المياه الى المدينة".
ويؤكد أحد سكان المدينة أنه "لولا المياه لما كنا سمحنا للدولة بأن تفرج عن أقرباء المسلحين، ونستطيع العيش بلا كهرباء شهوراً، ولكن المياه هي أساس الاستمرار في الحياة. ويحاول المسلحون الضغط على الدولة من خلال حرماننا من المياه والكهرباء ومنع دخول الخضروات والاغذية والحليب بعد قطع الطرق. أي ثورة في العالم تمنع الكهرباء والمياه عن عشرات آلاف العائلات بهدف تحقيق مكاسب؟".
ورجحت بعض المصادر أن تفرج سلطات النظام عن الطالبات اللواتي اعتقلن في حلب بهدف «التخفيف من معاناة السكان في مدينة إدلب"، موضحةً أن الطالبات هنّ أقرباء لمقاتلين في جبهة النصرة، وهناك شكوك حول وجود دور لهن في إعطاء معلومات عن مواقع عسكرية، وتم اعتقالهن للتحقيق معهن.
اذاً، في ظل قطع المياه والكهرباء عن مدينة إدلب، تعيش أسواق المدينة تراجعا ملحوظاً، وارتفاعا كبيرا بأسعار المحروقات المشغلة لمولدات الكهرباء، وشبه انعدام في حركة السيارات بالمدينة، وتزايد الطلب على مياه الشرب، بسبب تحكم جبهة النصرة المدعومة من بعض الأطراف الاقليمية والدولية وعلى رأسهم أمريكا الدولة المتشدقة بحقوق الانسان، بمصادر الحياة.
المضحك المبكي في هذه الأثناء هو اعلان بعض الأوساط الأوروبية الأسبوع الفائت استعدادها للتدخل في محاولة “رفع جبهة النصرة عن لائحة الإرهاب، ولكن يبقى السؤال مطروحا إلى متى ستعود أبسط وسائل العيش ولو "تقنينا" لأكثر من نصف مليون شخص، وهل سيرضخ النظام السوري هذه المرة أيضاً الى جبهة النصرة للتخفيف من معانات شعبه؟