الوقت- بدأ الکیان الإسرائيلي عام 2014 متوقعاً نهایة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في هذا العام، وتغیّر معادلات التوازن لصالح تل أبيب نتیجة الوساطات الأمريكية المنحازة . ولكن کلما اقترب العام من نهایته ، تضاءلت آمال الإسرائیلیین لتحقيق هذه المطالب.
كابوس الإسرائیلیین الرهيب في العام الماضي کان الهجوم على غزة ، والذي أدت نتائجه الأمنية والاقتصادية إلی فجوات واسعة في مجلس وزراء الکیان الإسرائيلي ، حیث انهار هذا المجلس الوزاري مع إقالة وزيرة العدل في الکیان الإسرائيلي تسيبي ليفني ووزير المالية یائیر لابید واستقالة وزراء آخرين من التيارات التي تسیر في فلکهما .
مواصلة تهويد القدس الشریف واعتداءات المستوطنين الإسرائیلیین المتکررة علی المواطنين الفلسطينيين ، أشعلت انتفاضة في الأراضي الفلسطینیة المحتلة ، ومع أنها هدأت في الوقت الحالي لکنها نار تحت الرماد ستحرق هذا الکیان قريباً .
الإسرائیلیون الذین کانوا یعتبرون أي انتقاد لجرائمهم خطوطهم الحمراء في التعامل مع الدول الأوروبية والغربية ، رأوا في الأشهر الأخيرة لعام 2014 أن برلمانات الدول الأوروبية قد اعترفت بفلسطين ، والبعض منها حذفت حتی اسم حماس من لائحتها للجماعات الإرهابية .
کان عام 2014 عام الأزمات الشاملة والعميقة للکیان الإسرائيلي ، حیث فقدت تل أبيب قدرتها علی توجیه التهديدات العسكرية ضد جمهورية إيران الإسلامية ، ووجدت أن دعایاتها الفارغة حول أسلحتها العسكرية بما في ذلك النظم الدفاعية باتت عدیمة الجدوی .
وفي ظل القوة المتزايدة لحرکات المقاومة في لبنان وفلسطين والقدرة العسكرية الإيرانیة العالية والدفاع القوي الذي سجّله الجيش العربي السوري عن مبادئه وقيمه ، تحولت فلسطين المحتلة إلی جزيرة محاطة بأعداء المشروع الاستعماري الإسرائيلي ، وأيّ مغامرة في أي من الجبهات الشمالیة والجنوبیة والشرقیة يمكن أن تكون مكلفة جداً للإسرائیلیین .
وتعلم أجهزة مخابرات هذا الکیان أن حزب الله قد أعدّ منذ عام 2006 أسطولاً عسكرياً واسع النطاق یستطیع أن یستهدف أي مکان في الکیان الإسرائیلي بالصواريخ الاعتراضية.
والتهدید الآخر الذي حذرت منه المخابرات العسكرية الإسرائيلية هو الحرب الإلكترونية . حیث يخشی الإسرائیلیون أن تتعرض البنية التحتية الإلكترونية العسكرية والمدنية للکیان الإسرائیلي إلی هجمات من مختلف الأطراف .
وفي هذه الأوضاع المتوترة التي تعیشها المنطقة ، شهدت التطورات الداخلية في الکیان الإسرائیلي تغييرات دراماتيكية أیضاً ، بحیث یمکن أن یدخل انهيار الحکومة وتشكيل حكومة جديدة محتملة والذي ترافق مع تعيين وزير جدید للإعلام ، الأوضاع الأمنیة والاستراتيجية والجيوسياسية في الأراضي المحتلة إلی مرحلة الركود .
اليوم بات الکیان الإسرائيلي عرضة للتهديد في عمقه الاستراتيجي من أبعاد متعددة . فالصراع على السلطة بين اليمين واليسار ، سیطرة المتطرفين على الأوساط السياسية، الأزمة الاقتصادية ، اتخاذ القرارات السياسية بناءً على المصالح الشخصية والحزبية، التهديدات المتزايدیة لحرکات المقاومة وأزمة الصراع مع فلسطينيي 48 ، هي أمثلة من التهديدات التي جعلت الساسة الإسرائیلیین یضعون سیاساتهم في عام 2015 حسب قاعدة الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة .