الوقت: في وقت تستعد فيه موسكو لاستضافة الحوار بين المعارضين السوريين والحكومة السورية يبدو ان السعودية وامريكا لديهم مشروع في هذا الاتجاه وقد اعلنتاه على لسان مصر ، ويمكن ان يكون هذا المشروع محاولة لابعاد روسيا عن جهود انهاء الازمة السورية .
وتبذل مصر مساعيها في هذا السياق منذ فترة وجيزة وهی تستضیف الآن وفدا من المعارضة السورية سمي بوفد التنسيق الوطني کما استضافت مصر قبل ذلک ابن عم الرئیس السوري ایضا ، وقال عضو الائتلاف السوري المعارض محمد بسام الملك ان مصر لديها حلا سياسيا وعسكريا للأزمة السورية وسيتم مناقشة هذا الحل .
وأكد الملك ان ائتلاف المعارضة السورية يؤيد المقترح المصري الذی یختلف مع خطة المبعوث الدولي استفان دي ميستورا واضاف ان هناك مساعي لنقل المفاوضات الى القاهرة .
وكان الملك الاردني ايضا قد قام قبل فترة بزيارة الى امريكا ومن ثم الى مصر والسعودية وقد اصدر الملك الاردني والرئيس المصري بيانا أكدا فيه على ضرورة ايجاد رؤية سياسية للحل في سوريا تحفظ السيادة السورية وامن المنطقة وتحافظ على الركائز السياسية والاقتصادية للحكومة السورية .
ومن جهة اخرى تسعى السعودية خلال هذه الفترة الى ايجاد تقارب بين مصر وتركيا وقد يكون هذا المسعى لقطع الطريق امام محاولات تركية وقطرية محتملة لعرقلة الحل المصري .
ورغم هذا كله هناك سؤال اساسي وهو هل ان مصر التي تعاني من ازمات سياسية واقتصادية داخلية تمتلك القدرة على دخول في خط أزمات المنطقة واداء دور فيها ؟
والسؤال الأخر هو هل یمکن للقاهرة القيام بدور مستقل عن السعودية في الازمة السورية الهامة في وقت وبخ فيه مستشار الملك السعودي بندر بن سلطان وزير الخارجية المصري سامح شکري بسبب زيارته الى بغداد وفي وقت تعتمد فيه القاهرة على الدعم المالي والاقتصادي السعودي ؟
ویقول الخبیر في شؤون الشرق الاوسط طلال عتريسي ان مصر لاتمتلك القدرة على اطلاق مبادرات دون التنسيق مع السعودية وان السعوديين لم يحسموا امرهم بعد فيما يخص بالازمة السورية .
وتشهد العاصمة السورية عودة السفراء العرب اليها مثل السفير العماني كما اعادت كويت فتح سفارتها في دمشق وتستعد تونس ايضا لارسال سفيرها الى سوريا وتستعد مصر ايضا لارسال سفير الى سوريا ، وفي الجانب الاوروبي ايضا قررت كل من ايطاليا واسبانيا والمانيا ارسال وفود لتقيم الحاجات اللوجستية لسفاراتها في سوريا وهنا تبدو السعودية الدولة الوحيدة التي مازالت تصر على رحيل بشار الأسد وتؤكد ان اي حل بين الحكومة والمعارضة في سوريا يجب ان يتضمن رحيل الرئيس السوري .
وكما سرب المعارضون السوريون فان المشروع المصري لايتضمن رحيل بشار الأسد كما کانت تريد السعودية وامريكا ، وهنا يعتقد المراقبون ان امريكا والسعودية قد قالتا ما تريدانه على لسان مصر .
ویأتي المشروع المصري في وقت اعلن فيه مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان لقاءا بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضين سيعقد في نهاية الشهر القادم في موسكو وسيستمر لاربعة ايام ، كما اعلنت الامم المتحدة انها ترحب بالمشروع الروسي للحل بين الحكومة السورية والمعارضة ، وقد اعلن عضو الائتلاف السوري المعارض ان هناك مساعي لنقل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة الى مصر .
وفي وقت تسعى فيه روسيا الى جمع المعارضة السورية والحكومة السورية على طاولة واحدة يبدو ان المشروع المصري سيكون مشروعا موازيا للمشروع الروسي ولايمكن التكهن باهداف هذا المشروع وهل انه يستهدف دور روسيا المحوري بعد الهزيمة الامريكية السعودية في سوريا أم لا ؟