الوقت: قراءة للتاريخ في صفحاته وماتمر به المنطقة الان من ازمات وحوادث حيث لم تكن قد مرت بمثل هذه الايام من عدم الاستقرار في بعض دوله وتعيش دول اخرى في رخاء وسعادة لتجتمع وتتوحد من اجل حياكة المؤامرات ضد ابناء جلدتها عرقاً وديناً ولغةً ولتدعم وتنفذ ماترسم في غرف المخابرات الدولية . وداعش البالونة التي تم خلقها في مكاتب الامبريالية العالمية هي سلاح الحرب على دول المقاومة والممانعة والتي عجزت عن ازاحتها لصمودها وتحديها وعملت بشكل غير مباشر في محاولة حذف هذه القوى من امام خطط القوى المستبدة الكبرى لانها معيقة لاستراتيجياتهم للسيطرة على المنطقة ولغصب خيراتها وفي ماتملي عليهم مصالحهم واطماعهم للهيمنة على سيادة واستقلال ومنافع هذه المنطقة الحيوية للعالم ، فكانت داعش . واشنطن ساهمت في ايصال العناصر المتطرفة من 80 بلداً الى بلدان المحنة وتدير مجريات الامور لتستهدف من خلال وسائل الاعلام اقناع الدنيا على ان محاربة داعش مهمة طويلة وتحتاج الى فترة من الزمن للقضاء على هذه العصابات الطائشة . والحقيقة ان الولايات المتحدة الامريكية وراء المماطلة لابقاء المنطقة في حالة من التوتر وازمات استنزافية مجهولة الابعاد والمدى لتحقيق المزيد من الارباح بأرتفاع الطلب على شراء الاسلحة المتراكمة في مخازنها مع ايجاد جو مشحون بالخوف والارعاب وخلق شبح مثير ومخيف لدفع دول الخليج للتهافت لشراء تلك الاسلحة ولاخلاء مخازنها والعودة لتصنيع الجديد وتشغيل مصانعها تحت ذريعة زوبعة الارهاب التي اوجدتها لهذا الهدف. الازمة الحالية التي صنعتها واشنطن واعدتها في مطابخ فكرية لتنفيذ الخطط بالتعاون مع مجموعة من دول الخليج الفارسي سوف لن تنتهي مادامت هناك مصالح لدول الجهل والعديمة الارادة وقد صرح بذلك ضابط الاستخبارات البريطاني بجهازمكافحة الارهاب ( تشارليز شويبردج )عن ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية س. اي .ايه وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية دفعتا دولاً في المنطقة الى تمويل وتسليح منظمات مسلحة ارهابية وفي مقدمتها ( داعش ) ، كما ان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن اعلن بكل وضوح خلال محاضرة له في جامعة ( هارفرد ) من ان بعض الدول في الشرق الاوسط بالذات بعض بلدان الخليج الفارسي ساهمت مساهمة مباشرة في دعم الحركات الارهابية في نص كلامه (لقد شن الحلفاء حرباً بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا الملايين من الدولارات وعشرات الاطنان من الاسلحة ) واكد على تورط الحلفاء العرب (قطر.السعودية. والامارات ) في الدعم المباشر للمجموعات الارهابية العاملة على ارض العراق وسوريا ودفعت بنموها لكي تكون قوة تستفاد منها كسلاح ضد خصومها دولاً من مجموعة مجلس التعاون للخليج الفارسي وخارج المجموعة ، حتى ان تلك الدول تبادلت الاتهامات في دعم الارهاب خلال مؤتمرات القمة الاخيرة لهذه المنظمة وهي جزء من الخلافات الرئيسية انكشفت ابعادها بكل وضوح من خلال الكلمات المتبادلة للرؤساء و المندوبين وسببت قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء مثلما حدث لقطر والتي اتهمتها الامارات بكشف مجموعات ارهابية تعمل على ارضها اعترفوا بضلوعهم بالتخطيط لاعمال ارهابية كادت تنفذها في مدن مختلفة في هذه المشيخة. كما حشدت بعض دول مجلس تعاون الخليج الفارسي وسائل الاعلام لدعم نشاطات هذه المجموعات المجرمة والتضخيم في قدراتها القتالية وبطرق متنوعة في سبيل اعطائها زخماً وتصعيد الحرب النفسية التي تمارسها هذه الدول على الاخرى ونشر الاباطيل والتظليل وبيان قوة مضاعفة تتميزبها. ومن جانب اخر نرى ان ( ريك فرانكوها )وهو عقيد متقاعد امريكي يحذر من خطر التقليل من قدرات الحركات التكفيرية وعلى رأسها( داعش ) . ان الارهاب الاسود الذي نراه اليوم هو نتاج دعم غير المحدود من مجموعات خليجية عن طريق منظمات رسمية وشبه رسمية بدأت بالتوسع والتحرك واخذت ترهب شعوب الشرق الاوسط والعالم لاتنفع معها العمليات الاستعراضية التي نشاهدها وتقوم بها مجموعة دول ( التحالف الدولي ) والمتهمة البعض منها في ضلوعها بخلق الازمة ، كما اعترفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون من ان القاعدة صناعة امريكية في زمن قيادتها للخارجية الامريكية وداعش وليدة تلك الحقبة وامتداد لها مما يؤكد تورط واشنطن بكونها على علم بكل الامور وتعرف مصادر انطلاق ودعم هذه المجموعات الارهابية ويمكن فك اللغز من خلال الحكم عن غاية اربعين دولة بكل هذه الامكانات اللوجستية والاستعدادات العسكرية عن ماهية الاستراتيجية الطويلة الامد التي تتحدث عنها كما تدعي ، اليس من اجل اطالة الحرب وبالتالي احراز ماتخفيه واهمها تقسيم المنطقة او السير بها الى مجهول.