الوقت - في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي، و تزامناً مع ذکرى شهادة نبي الرحمة الرسول الأکرم محمد (ص)، قامت قوات الأمن السعودي بإرتکاب مجزرة دامیة بحق أبناء العوامیة راح ضحيتها خمس شهداء وأكثر من 20 جريحا.
لم يمر اربعون یوما على مجزرة الدالوة فی الأحساء، حتى قامت قوات الأمن السعودية في سيناريو جديد بالتعرض الى بلدة العوامية مسقط رأس آیة الله العلامة الشیخ نمر باقر النمر واقتحامها، ليضاف الى سجلها الاجرامي نقطة سوداء بعد تلك التي إرتکبتها بصورة غیر مباشرة في بلدة الدالوة.
قوات الأمن السعودیة قامت بأعمال تحریضیة مسبقة للقیام بإقتحام البلدة، فعندما رفع الحکم السعودي شعار الحرب على الإرهاب بمساعدة أمریکا، خضعت العوامیة یومها إلى إجراءات أمنیة صارمة من بینها الإقتحامات غیر المبررة وإستعمال القوة المفرطة بحقها ومهاجمة مدرسة ثانویة للبنین وتهدید التلامیذ والأساتذة فیها. بعد الهجوم وصلت تعزيزات من قوات الأمن إلى محافظة القطيف وطوقت المحافظة، حيث توزعت في مناطقها الرئيسة تحسباً لخروج تظاهرات تندد بالعدوان السعودي على المدنيين الآمنين.
وتحدثت مصادر من أهالي العوامية عن مداهمة البلدة من قبل الجهات الأمنية وسط تحليق عدد من المروحيات، وإطلاق كثيف للأعيرة النارية وأصوات تفجيرات غير مسبوقة في كل من حي الريف والديرة في البلدة، ما تسبب بحالة ذعر بين الأهالي.
من ناحية أخرى استخدمت قوات الأمن جرافات مصفحة وأقدمت على جرف عشرات الهيكتارات من البساتين وقامت بتدمير واقتلاع أشجار النخيل والمغروسات منها في بلدة العوامية بمزاعم أن هذه البساتين تضم معارضين، مصادر مطلعة كشفت عن أن الجرافات التي استخدمتها هذه القوات صناعة إسرائيلية وشبيهة بالجرافات التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم بتجريف بساتين الزيتون في المدن الفلسطينية المحتلة ما يؤكد تنامي العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي.
الداخلية السعودية استغلت في الآونة الأخيرة ملاحقة الارهابيين ومكافحة الارهاب لخلط الاوراق بطريقة قذرة لتغطي علی جرائمها في المنطقة الشرقية وتواجدها العسكري الواسع في المنطقة خاصة محافظة القطيف التي تشهد حراكًا مطلبيًا منذ ثلاث سنوات.
المخطط السعودي الجديد، يجري تحت أنظارالامم المتحدة وأمینها العام السید بان کي مون الذي لم يحرك ساكناً، کذلك تجري هذه المؤامرة تحت أنظار وأعین الولایات المتحدة وبریطانیا وبإیعاز وإغماض منهم ، بعد أن قام آل سعود بتنفیذ مخططاتهم ومؤامراتهم الإقتصادیة بتخفیض أسعار النفط للضغط على روسیا والجمهوریة الإسلامیة فی إیران.
یرى مراقبون أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاکات الفاضحة لحقوق الإنسان یعد بمثابة محفز لنظام آل سعود لقمع الاحتجاجات السلمیة المتواصلة منذ سنوات للمطالبة بالحریة والمساواة والعدالة الاجتماعیة إضافة الى إصدار قرارات بسجن عشرات النساء بتهمة تحدي حظر المملکة بحکم الأمر الواقع على قیادة النساء للسیارات.
يشار إلى أن هجوم العوامية يعد أكبر وجود بهذا الشكل من قبل القوات الامنية السعودية في البلدة ومحافظة القطيف حيث سمع دوي الانفجارات واطلاق الرصاص من البيوت التي كانت آمنة وأيضاً كل أنحاء البلدة، واستعملت السلطات السعودية مواد حارقة ضد أهالي العوامية تؤدي لإحتراق الجسد، إلى جانب استخدام قنابل الغاز السام ضد المواطنين، حسب شهود من الأهالي، ويأتي الإقتحام بعد أحداث الدالوة في الأحساء والذي كثفت الاجهزة الامنية جراءه من تواجدها الامني في المنطقة بذريعة الأمن في وقت اتهم الناشطون والحقوقيون الداخلية السعودية بالتورط في هذا الحادث في المنطقة الذي راح ضحيته العديد من المواطنين.
يذكر أن الهجوم يأتي أيضاً بعد مقتل أحد رجال الأمن في نقطة تفتيش الناصرة القريبة من منطقة العوامية الأسبوع الماضي من قبل مجهولين، وقد وقعت 30 شخصية من أبرز الوجوه المجتمعية من أهالي القطيف على بيان متعلق بمقتله، تزامناً مع تأكيد بعض الناشطين على براءة اهالي العوامية والقطيف من قتل الجندي، معتبرين الهجوم بمسرحية مرادها ايجاد مبرر للهجوم على البلدة وقتل وارهاب اهلها المسالمين.
في الختام، تعبر الأحداث الدامية في بلدة العوامية عن ضعف لاعن قوة، لأن النظام القوي لا يقتل مواطنيه السلميين والأبرياء، لذلك فان المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتدخل العاجل لإنقاذ أبناء العوامیة والمنطقة الشرقية في السعودية من المجازر التي ترتکب بحقهم، وردع المعتدین والمجرمین الذين يقتلون بدم بارد.