الوقت- أكد قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، ان الشعب الايراني لا يريد برلمانا حكوميا او مناهضا للحكومة بل يريد برلمانا شجاعا ينهض بمسؤولياته ولا يخشى اميركا.
وافاد الموقع الالكتروني لمكتب قائد الثورة الاسلامية الاسلامية بان سماحته صرح بذلك خلال استقباله الالاف من اهالي مدينة نجف آباد التابعة لمحافظة اصفهان.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان من الاعيب العدو التي تتكرر في الانتخابات افتعال قطبين كاذبين على غرار برلمان"حكومي" وآخر "غير حكومي".
واضاف، ان هيبة الثورة تعظم في عين العدو حينما يرى الضغوط والحظر قد عجزا عن منع بيعة المواطنين للنظام الإسلامي.
واستعرض سماحته بدقة مفهومي "المعتدل والمتطرف" ودعا جميع المسؤولين والسياسيين لليقظة تجاه خدع الاعداء الرامية لخلق الثنائية القطبية الكاذبة والايحائية في اجواء الانتخابات.
واعتبر الانتخابات ساحة للشموخ الوطني والتجسيد والوفاء والصمود الوطني وحماية عزة واستقلال البلاد واضاف، انه على جميع الحريصين على عزة ايران الاسلامية المشاركة في انتخابات يوم الجمعة وسيرى العالم في ذلك اليوم كيف يحضر الشعب الايراني بلهف الى صناديق الاقتراع.
واشار آية الله الخامنئي الى العمليتين الانتخابيتين المهمتين لمجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة وقال، ان اهمية مبدأ الانتخابات في البلاد لا تعود لمجرد التصويت فقط بل ان الانتخابات تعني تحدي واستعراض الشعب الايراني امام العدو بعد كل انواع الضغوط والحظر الظالم والحملات الدعائية الخبيثة.
واعتبر سماحته مشاركة الشعب الواسعة في الانتخابات بانها تؤدي الى هيبة وعظمة الثورة الاسلامية من جديد في العالم واضاف، ان الانتخابات فضلا عن انها تظهر "القوة والعزم والصمود الوطني" فانها تبرز ايضا وفاء وشجاعة واقدام شعب عظيم في ساحة مواجهة الاهداف المغرضة.
واذ بيّن قائد الثورة الاسلامية اهمية حضور الناخبين ومشاركتهم في الانتخابات، اشار الى خدع العدو على مدى الاعوام الـ 37 الماضية في مختلف المراحل الانتخابية وقال، ان "انكار ووصف الانتخابات في ايران بالكاذبة" و"العمل لخفض مشاركة الشعب في الانتخابات" و"الايحاء بعدم جدوى المشاركة في الانتخابات بحجة ان النتيجة معلومة سلفا" كانت من ضمن الدعاية الاعلامية التي قام بها المناوئون لتثبيط عزائم الشعب في المشاركة بالانتخابات، على مدى الاعوام الماضية وحتى انه في بعض المراحل اعلن مسؤولون اميركيون مواقفهم صراحة.
واكد آية الله الخامنئي بان الاميركيين وبناء على تجارب ماضية قد ادركوا بان المواقف الصريحة يعطي نتائج عكسية واضاف، انه بناء على ذلك التزم الاميركيون الصمت في هذه الانتخابات الا ان اذنابهم ومرتزقتهم منهمكون بتنفيذ خدعة جديدة باساليب مختلفة.
واستعرض هذه الخدعة الجديدة وقال، ان المناوئين للشعب الايراني لجأوا الى ايجاد "قطبية ثنائية كاذبة" للايحاء بوجود انقسام في صفوف الشعب.
واشار القائد الى ان طبيعة الانتخابات كأي مسابقة يسودها الحماس والنشاط والتفوق وعدم التفوق واضاف، ان هذا التفوق او عدم التفوق في الانتخابات لا يعني وجود القطبية الثنائية والانقسام في المجتمع والعداء والعناد مع بعضهم البعض وان الايحاء بوجود القطبية الثنائية في ايران امر كاذب لا حقيقة له.
واعتبر آية الله الخامنئي القطبية الثنائية الحقيقية في المجتمع الايراني هي بين "الاوفياء للثورة الاسلامية ومبادئ الامام الراحل (رض)" و"جبهة الاستكبار والمواكبين لافكارها" واضاف، بطبيعة الحال فانه في هذه القطبية الثنائية فان قاطبة الشعب الايراني "ثوري ومتمسك بالثورة ووفي للامام الراحل (رض) وفكره ومبادئه".
واضاف سماحته، ان المصدر الاساس للقطبيات الثنائية الكاذبة هو خارج البلاد ولكن للاسف يتم تكرار ذلك في الداخل احيانا ايضا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، القطبية الثنائية؛ "البرلمان الموالي للحكومة" و"البرلمان المناهض للحكومة" احدى القطبيات الثنائية الكاذبة في اجواء الانتخابات واضاف، ان المخططين لهذه القطبية الثنائية يسعون للايحاء بان قسما من الشعب الايراني مؤيد للبرلمان الموالي للحكومة وان قسما اخر معارض للبرلمان الموالي للحكومة في حين ان الشعب الايراني لا يريد البرلمان الموالي للحكومة ولا البرلمان المناهض للحكومة.
واضاف، ان الشعب الايراني يريد برلمانا "متدينا" و"ملتزما" و"شجاعا" و"لا ينخدع " و"مقاوما امام مطالب واطماع الاستكبار و"مدافعا عن عن العزة والاستقلال الوطني" و"حريصا حقيقيا على تقدم البلاد" و"مؤمنا بالحركة العلمية لطاقات الشباب" و"مؤمنا بالاقتصاد المنتج" و"مدركا لهموم الشعب" و"عازما على حل مشاكل الشعب" و"لا يخشى اميركا" و"عاملا بواجباته القانونية".
واكد سماحته بان الشعب الايراني كله يسعى من اجل هكذا برلمان وليس البرلمان المؤيد للشخص الفلاني او الفلاني الاخر.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى مخططات اميركا بعد الاتفاق النووي واضاف، ان الاميركيين وضعوا مخططا لايران واخر للمنطقة وهو يتابعون ذلك لانهم يعرفون جيدا اي دولة تقف بثبات امام اهدافهم الخبيثة في المنطقة.
واعتبر آية الله الخامنئي التغلغل عبر المندسين بانه سبيل الاميركيين لتنفيذ مخططهم في ايران واضاف، انه ومنذ ان طرح موضوع التغلغل وضرورة اليقظة امام المندسين، اضطرب البعض في الداخل بالقول انه لماذا يتم على الدوام طرح موضوع التغلغل، الا ان هذا الكلام مرفوض ولا ولا مكان له.
واكد سماحته بان قضية التغلغل امر حقيقي ولكن في بعض الاحيان لا يعلم الشخص هو نفسه في اي مسار يتخذ الخطى.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تصريحات الامام الخميني الراحل (رض) بان كلام العدو يُسمع احيانا على لسان افراد معتبرين ذوي مكانة من دون ان يعلموا بانهم يكررون كلام العدو وهو ما يعد في الحقيقة ممهدا الارضية للتغلغل.
واشار آية الله الخامنئي الى نماذج من التغلغل وردت على لسان افراد لم يكونوا هم انفسهم منتبهين الى ذلك وقال، انه في اعوام سبقت كرر احد النواب كلام العدو في اجتماع للبرلمان اتهم فيه الجمهورية الاسلامية بالكذب.
واشار الى نموذج اخر في هذا السياق قائلا، انه في المرحلة التي كان فيها الفريق النووي الايراني منهمكا بمفاوضات صعبة وكان في كفاح بمواجهة الطرف الاخر، جاء البعض بمشروع قرار بصفة عاجلة جدا الى البرلمان يؤيد كلام الطرف الاخر في المفاوضات وقد انتقد رئيس الجمهورية الحالي هذا المشروع في حينه وقال بانه مشروع يخدم مصلحة العدو.
ودعا قائد الثورة الاسلامية الشعب جميعا خاصة المسؤولين والسياسيين لالتزام اليقظة الواعية امام تغلغل العدو واضاف، ان الضرورة لليقظة هي انه لو قام العدو بالاشادة بالجماعة او الفرد الفلاني بهدف خلق الشقاق في صفوف الشعب، فانه ينبغي على الفور الاعلان عن الاستياء والاستنكار واتخاذ موقف بشانه.
ولفت آية الله الخامنئي الى كلام الامام الراحل (رض) بانه "لو اشاد العدو بكم فشككوا انتم في سلوكياتكم واعمالكم" واضاف، ان هذا الكلام هو "جدول اعمال الثورة" لذا ينبغي امام اشادة الاجنبي اتخاذ موقف سريع وعدم الغفلة.
واكد سماحته ان الضرورة لادارة بلاد بهذه السعة والتقدم بشؤون شعب بهذه العظمة والبسالة هي "اليقظة والعين الثاقبة والعزم الراسخ" امام العدو.
ونصح قائد الثورة الاسلامية المسؤولين والسياسيين كذلك بتجنب تكرار الادبيات السياسية للعدو خاصة استخدام مصطلح "المتطرف" و"المعتدل" واضاف، انه ومنذ انتصار الثورة الاسلامية استخدم المناوئون هذا المصطلح وان قصدهم من المتطرفين هم الذين اكثر عزما والتزاما بالثورة الاسلامية وفكر ومبادئ الامام (الراحل) وان قصدهم من المعتدلين هم الذين اكثر استسلاما ومساومة امام الاجانب.
وقال آية الله الخامنئي، انه على الذين يستخدمون هذه المصطلحات في الداخل دراسة المعارف الاسلامية بدقة لانه ليس في الاسلام مثل هذا التصنيف وان الوسطية والاعتدال يعنيان "الطريق المستقيم" لذا فانه ليس هنالك تطرف امام الطريق الوسطي بل هنالك منحرفون عن الصراط المستقيم.
واضاف سماحته، انه من الممكن ان يسير البعض في الطريق المستقيم بصورة اسرع ويسير البعض الاخر بصورة أبطأ، وهو ما لا اشكالية فيه.
واوضح قائد الثورة الاسلامية بانه في الادبيات السياسية للاجانب، يصفون داعش كذلك بالتشدد في حين ان داعش منحرف عن الاسلام والقرآن والصراط المستقيم.
واشار الى اعتراف الاميركيين بانه ليس في ايران اي معتدل حسب تفسيرهم للاعتدال واضاف، ان قاطبة الشعب الايراني هم مؤيدون للثورة ويصرون على التمسك بالثورة ومن الممكن طبعا ان يكون هنالك خطأ او تعثر في بعض الاحيان الا ان ايا من افراد الشعب الايراني ليس مؤيدا للتبعية لهم.
ولفت قائد الثورة الى اهمية كيفية "الانتخاب" وخاطب الشعب قائلا، ان نتيجة اي انتخاب من قبلكم في هذه الانتخابات، سواء كان جيدا او سيئا، ستعود عليكم، لذا ينبغي السعي ليكون الانتخاب صائبا وان يجري بدقة ووعي ومعرفة صحيحة.
وقال، انه وبغية انتخاب نواب مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة اطمئنوا من مسالة التدين والالتزام والوفاء للثورة والثبات في طريق الثورة وعدم الخشية امام العدو وعزم وشجاعة المرشحين ومن ثم ادلوا باصواتكم لهم.
واضاف، انني اعتقد جازما انه ورغم جميع محاولات المناوئين، فان الباري تعالى سيمنح الشعب الايراني النصر النهائي وبفضل الله تعالى لن يتمكن العدو من ضرب هذه الثورة والجمهورية الاسلامية.