الوقت- صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن هناك دولا عربية مستعدة لصنع السلام مع إسرائيل بهدف التحالف معها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيم الدولة الإسلامية. واعتبر كيري -في كلمة أمام منتدى سابان التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن- أن “العنف الحالي” في الشرق الأوسط أظهر وجود فرصة لتشكيل تحالف إقليمي جديد يضم إسرائيل ودولا عربية.
وأشار إلى أن هذه الدول -التي لم يسمها- أكدت له أنها جاهزة لصنع سلام مع إسرائيل، ولديها القدرة على إيجاد تحالف إقليمي ضد حماس وتنظيم الدولة وحركة أحرار الشام (أحد الجماعات الارهابية في سوريا) وجماعة بوكو حرام الإسلامية (النيجيرية).
يبدو أن المؤامرة التي تديرها الولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء ضرب داعش والارهاب، أخذت تأتي أكلها، ففي الوقت الذي لم تكن الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على داعش ذات جدوى حقيقي، بدأت أمريكا تستغل هذا الملف لربط حركات المقاومة بالارهاب، وحشد بعض الدول العربية خلف اسرائيل لضرب هذه الحركات. فبعد أن جلبت الولايات المتحدة التطرف والارهاب إلى المنطقة وبعد الدعم الذي قدمته للارهابيين في كل من العراق وسوريا سواء بصورة مباشرة أو عن طريق حلفائها، هاهي اليوم تقود بعض الدول العربية نحو محاربة حركات المقاومة بدعوى أنها جزء من هذا الارهاب، ومن ثم تضع حركات المقاومة في مصاف داعش والجماعات الارهابية في كل من سوريا والعراق ونيجيريا.
وترجّح مصادرأن تكون السعودية من بين هذه الدول العربية التي تحدث عنها كيري، حيث تشير مصادر مطلعة أن الفترة الماضية شهدت سلسلة من اللقاءات الدورية بين مسؤولين أمنيين اسرائيليين ونظراء لهم من السعودية. الأمر الذي يسلط الضوء على سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها السعودية، ففي الوقت الذي تدعم فيه الارهاب في سوريا بدعوى حماية أهل السنة، نجدها تتحالف مع الكيان الاسرائيلي المغتصب للقدس والمسجد الأقصى في حربه ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني السني.
من ناحية آخرى ردت حركة حماس على تصريحات كيري بتصريح مقتضب حيث قال الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري، إن تصريحات كيري حول رغبته في وقف المقاومة في الضفة المحتلة هي مجرد أوهام وأحلام لن تتحقق. وأضاف أبو زهري أنه طالما أن الاحتلال قائم والعدوان مستمر فإن المقاومة مستمرة.
ولم تتمكن اسرائيل في حروبها المتعددة على الشعب الفلسطيني من كسر إرادة المقاومة فيها، وكان آخرها عملية "الجرف الصامد" في تموز 2014، والتي أطلقت عليها حركات المقاومة تسمية "العصف المأكول"، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية من الصمود رغم غياب الدعم العربي، وقد وصلت صواريخ المقاومة حتى مدينة تل أبيب.
هذا وتعتمد حركة المقاومة الاسلامية حماس في مقاومتها على مخزونها من الصواريخ المصنعة محلياً وكذلك الصواريخ متوسطة المدى التي وصلتها من سوريا وايران.