الوقت – يسعى الكيان الاسرائيلي الى صرف الأنظار عن الجرائم البشعة التي يرتكبها يومياً ضدّ الشعب الفلسطينيّ، من خلال إثارة قضية الوحدة 133 التابعة لحزب الله بين الحين والآخر.
فقبل مدة زعم جيش الإحتلال في بيان بأنه إعتقل خلية فلسطينية في منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية، وقال إن أفرادها على علاقة بـ"حزب الله" وتلقوا توجيهات من السيد جواد نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وقال البيان إن جواد نصرالله قام بواسطة مواقع التواصل الإجتماعي بتجنيد الأسير الفلسطيني المحرَر (محمود زغلول ) وهو من سكان طولكرم، زاعماً أن الأخير تلقى تعليمات من حزب الله لتنفيذ هجمات بأحزمة ناسفة وأسلحة رشاشة وإعداد إنتحاريين، وجمع معلومات عن معسكرات تدريب إسرائيلية، وتعليمات حول التدريب على السلاح وغير ذلك.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن الوحدة 133 التابعة لـ"حزب الله" تحاول منذ سنوات إقامة بنية تحتية لها في الضفة الغربية وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعمل على ما أسماه تأجيج الخواطر وتحريض الشباب الفلسطيني للقيام بعمليات ضد قوات الأمن الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين.
من جانبه زعم الموقع الألكتروني لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن محمود زغلول كان يتلقى التعليمات من شخص يحمل إسم فادي عن طريق البريد الألكتروني، بشأن تجنيد أعضاء إضافيين في الضفة الغربية وجمع معلومات عن مواقع إسرائيلية لإستهدافها. وزعم الموقع أن حزب الله قام بتحويل مبلغ 5 آلاف دولار عن طريق حوالات خارجية من أجل تمويل خلية طولكرم لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية وجمع معلومات عن مواقع هذه القوات.
وفي وقت سابق نشر جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف بـ"الشاباك" تقارير تتحدث عن خطط الوحدة 133 في "حزب الله" لإنشاء قاعدة تهاجم الكيان الإسرائيلي من الداخل، مع التركيز على من كانوا معتقلين داخل السجون الإسرائيلية، فيما أصدرت شرطة الإحتلال الإسرائيلي بياناً قالت فيه إن حزب الله يسعى لمساعدة الشباب الفلسطيني لزيادة عمليات الطعن والدهس بالسيارات وإطلاق النار التي يشنها هؤلاء الشباب بشكل منفرد ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ أكتوبر / تشرين الأول الماضي والتي أسفرت عن مقتل العشرات منهم حتى الآن.
وقبل بضع أسابيع أعلن الكيان الإسرائيلي وللمرة الأولى بأن حزب الله يمثل الخطر الأساسي على وجوده. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال "غادي آيزنكوت" في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب تحت عنوان "التقدير الإستراتيجي لإسرائيل لعام 2016".
ولم يخفِ آيزنكوت خشيته من تنامي قدرة حزب الله التي أكد أنها بلغت حداً يفوق قدرة تل أبيب على السيطرة على تحركاته، مشيراً إلى أن أعداد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله أصبحت اليوم أكبر بعشرات الأضعاف بعد أن كانت تتشكل من بضع آلاف من الصواريخ قبل سنوات.
ويعتقد المراقبون أن هذه التصريحات تعكس بشكل واضح مدى القلق والإرتباك الذي ينتاب القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين من تنامي قدرة حزب الله على النفوذ داخل الكيان الإسرائيلي، مشددين على أن حزب الله يسعى منذ سنوات لإعادة القضية الفلسطينية ومسألة تحرير الأماكن المقدسة لاسيّما القدس الشريف إلى الواجهة من جديد كي تكون القضية الفلسطينية الأولى في العالمين العربي والإسرائيلي بعد أن سعى الكيان الإسرائيلي وحماته الغربيين لاسيّما أمريكا وحلفائها الإقليميين إلى طمسها من خلال مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وبرعاية الإدارة الامريكية، وكذلك من خلال إشغال شعوب المنطقة بأزمات وصراعات داخلية عبر دعم الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" كما يحصل الآن في سوريا والعراق في إطار المخطط الصهيوأمريكي المسمى "الشرق الأوسط الكبير أو الجديد" والذي يهدف إلى تمزيق دول المنطقة ونهب ثروات شعوبها والتحكم بمصيرها خدمة للكيان الإسرائيلي.