"الولايات المتحدة، بلد الحريات و الديمقراطية"، شعار ترفعه و تتغنى به كل ادارة أمريكية تصل الى سدة الحكم في الولايات المتحدة. و قد نجحت هذه الادارات في نشر هذا الشعار في أرجاء العالم و المعمورة، حيث تعتبر الكثير من شعوب العالم أن ديمقراطية أمريكا هي المثال الأعلى في الأنظمة العالمية التي يجب الاحتذاء و العمل بها. و في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على نشر حريتها في العالم، و تسليطها الضوء على المعانات التي تعيشها الشعوب، و خصوصاً اضطهاد المرأة المسلمة و غيرها، سجل عدد النساء السجينات في السجون الأمريكية تزايداً كبيراً وصلت نسبته إلى ضعف الزيادة بين السجناء الرجال.
في العالم أجمع، أغلبية الأشخاص الموجودين في السجون هم من الرجال، حيث تضيع نسبة النساء الموجودين في السجون أمام العدد الكبير للرجال. أماّ في أمريكا بلد "الديمقراطية و الحريات" تخطى عدد النساء السجينات في السجون الأمريكية الخمسون بالمئة من عدد الرجال، و لا يعني هذا الكلام أن عدد السجينات الأمريكيات أكثر من عدد السجناء الرجال ولكن الزيادة في نسبة السجينات أصبحت أكبر من أي وقت سابق. في هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على عدد السجينات في السجون الأمريكية و مقايستها مع دول العالم، و مقايسة كل ولاية أمريكية مع دول العالم، و لماذا يزج بالنساء في السجن؟ و ما عي الأساليب المعتمدة في السجون؟
من المثير للاهتمام، هو أنه 5 في المئة من النساء في العالم تعيش في الولايات المتحدة، بينما يزيد عدد السجينات في السجون الأمريكية الثلاثون في المئة، و هي نسبة أكبر بضعفين للنساء السجينات في الصين و بأربع أضعاف للسجينات في روسيا. و اذا قمنا بتصنيف نسبة السجينات في كل ولاية أمريكية و قمنا بمقايستها مع خمسين دولة مستقلة نرى أن 25 ولاية أمريكية تتصدّر اللائحة بلا منازع، حيث تأتي فيرجينيا الغربية في المرتبة الأولى، حيث بين 100 ألف امرأة يوجد حوالي 273 امرأة في السجن، و تأتي كلاً من ولاية اوكلاهاما و كنتاكي في المرتبة الثانية و الثالثة على التوالي بمعدل 226 و 220 في كل 100 ألف امرأة قاطنة في الولاية. و حتى المرتبة 26 تظهر أول دولة مستقلة و هي تايلند و من بعدها تستمر الولايات الأمريكية باحتلال المراكز تباعاً حتى تصل الى السلفادور و تركمنستان و الصين اللواتي تأتين تدريجيا في المراتب 45 و 46 و 47.
و ان قمنا بمقايسة عدد السجينات في أمريكا مع دول حلفاء الناتو نرى أن المقايسة صعبة جداً، حيث يبلغ أكثر عدد سجينات في أوروبا و خصوصا في تايلند 130 امرأة في 100 ألف، أيضا كمثال أخر، تعتبر ولاية "رود أيلند" الولاية الأقل نسبة للمعتقلات في السجون الأمريكية، في حين أنها تساوي الضعف للسجينات المعتقلات في البرتغال.
لماذا هذا العدد الكبير للنساء في السجون الأمريكية؟
لم يكن عدد السجينات ثابتاً في أمريكا مطلقاً، حيث زادة النسبة كثيراً خصوصاً بين عام 1980 و 1990 حيث بلغ عدد السجينات ثلاثة أضعاف النساء السجينات في ذلك الوقت، اماّ في هذه الأيام ازداد عدد السجينات أكثر فأكثر حيث بلغ العدد الكلي للسجينات 206 ألف سجينة في العقد الأخير كمعدل 237 سجينة في المئة ألف من القاطنين في الولايات المتحدة. هذه السرعة في ازدياد عدد السجينات يعود الى عدة أسباب أهمها سياسة الولايات المتحة في منع انتشار المخدرات بين المواطنين، حيث تشير التقارير الى أنّه في أكثر من 40 ولاية أمريكية ازداد عدد السجينات النساء أكثر من الرجال في السجون و يعود السبب الى تعاطي المخدرات و الترويج لها، حيث بلغت نسبة النساء المتعاطين للمخدرات في السجون الفدرالية 57 في المئة من النساء بينما كانت نسبة الرجال المتعاطين 47 في المئة من الرجال.
الاغتصاب احدى أساليب التعذيب المعتمدة في السجون الأمريكية
عشرات التقرير الاخبارية تفيد أنّ رجال الشرطة الموكلين بحماية السجن يقومون بترهيب السجناء و استغلالهم من أجل رغباتهم الجنسية، حيث يقوم السجان بتهديدهم بكتابة تقارير بسوء التعامل في السجن من أجل اخافتهم بالزنزانات الانفرادية و بمنعهم من رؤية أولادهم و أقاربهم و في بعض الأحيان بالقتل و ذلك كلّه من أجل بيعهم أجسادهم و اغتصابهم. ففي أوائل عام 2014 فضحت "جوليا تتويلر" السجانين في سجن ولاية ألاباما، حيث أجبر السجانون "جوليا" و صديقاتها الى استعمال الحمام أمام أعينهم، أيضا جعلوهم يشاركون في مسابقات جمال و هم عاريات. و في 22 فبراير 2016 اي الأسبوع الماضي، حكم القضاء الأمريكي بالسجن على شرطي في أوكلاهوما سيتي 263 عاما بعد إدانته بتهمة اغتصاب أربع نساء في السجن، والاعتداء على أخريات خلال فترة خدمته، وحسب الادعاء، فإن "هولتز كلو" أرتكب جرائمه خلال الفترة بين ديسمبر/كانون الأول 2013 ويونيو/حزيران 2014، مستهدفا ضحاياه من مناطق فقيرة في أوكلاهوما سيتي.
اذاً، هذه بعض من الصور الجميلة للدمقراطية الأمريكية و خصوصاً بحق المرأة التي لابدّ أن تأخذ بعين الاعتبار، و في النهاية يمكن القول أن ديمقراطية أمريكا لا تفرق شيئاً عن سياسة القمع المعتمدة في السعودية بحق المرأة و لا بشيء عن التنطيمات الارهابية ك"داعش و أخواتها".