الوقت-ارتفع عدد العراقيين الذين عادوا الى ديارهم من اوروبا وألمانيا على وجه التحديد بعد مرورهم بإجراءات اللجوء المعقدة والطويلة الأمد، مؤكدين أن الوضع في اوروبا أسوأ بكثير مما كان عليه الحال في العراق.
وتشير الأنباء إلى أن المهاجرين العراقيين وجدوا المساعدة المناسبة من قبل الخطوط الجوية العراقية، التي وفرت لهم تذاكر سفر بأسعار مناسبة حققت لهم رغبة العودة إلى الوطن، واختار العديد من طالبي اللجوء الأكراد العودة إلى أربيل في إقليم كردستان العراق بعد انتظار أشهر، وكان بعضهم قضى مدة 12 يوما للوصول إلى ألمانيا، لكنهم قرروا العودة و "تحمل المخاطر في الوطن".
وقد بدأ عدد العائدين يرتفع خلال الأشهر الأخيرة من عام 2015، ففي شهر ديسمبر/كانون الأول وحده، عاد 200 عراقي إلى الوطن، ودفعت زيادة الطلب على العودة إلى العراق الخطوط الجوية العراقية لتسيير 3 رحلات أسبوعيا، من برلين ودوسلدورف وفرانكفورت.
وقالت "آنديشا كريم"، موظفة في شركة طيران: "لدينا ثلاث رحلات في الأسبوع، ما يقرب من 100 لاجئ في الأسبوع يطلبون العودة، والأرقام ترتفع باستمرار، بدأ هذا الأمر في سبتمبر/أيلول الماضي والأرقام مستمرة في الارتفاع حتى الآن"، ويرجع العديدون، كما يقولون، بأموال أقل مما كانت معهم لدى وصولهم إلى ألمانيا، وتقدم المنظمة الدولية للهجرة المساعدات المالية للذين لا يستطيعون السفر جوا.
وكان عراقيون قدموا إلى ألمانيا طلباً للجوء، أعربوا عن خيبه أملهم ورغبتهم بالعودة إلى أرض الوطن، عازين السبب إلى صعوبة أوضاعهم في الدول الأوروبية، وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن "عشرات العراقيين، الذين دخلوا ألمانيا في الأشهر السابقة طلبا للجوء يشعرون بخيبة الأمل، بعد أن وصلوا عن طريق التهريب"، موضحة أن "الحياة في أوروبا ليست خالية من المنغصات، وليست الجنة الموعودة لطالبي اللجوء".
وتابعت التقارير أن "أغلب المهاجرين يعيشون في غرف مشتركة تضم الواحدة منها أكثر من 5 أشخاص، ما يجعلهم لا يشعرون بالارتياح مع فقدان الخصوصية، في حين لا يجد معظمهم عملا".
من جهتها، كشفت أجهزة الهجرة في فنلندا، عن رغبة 70 بالمئة على الأقل من طالبي اللجوء العراقيين في العودة إلى بلادهم، بسبب عوامل عدة، أبرزها المناخ، بينما تشير إحصائيات الأجهزة الالمانية إلى أنه من أصل 3700 ملف لجوء عراقي درس في 2015، تم حفظ أكثر من 2600 منها، بعد أن سحب أصحابها طلب اللجوء أو أنهم اختفوا.