الوقت- يقع أمن بعض دول الخليج الفارسي من الناحية التاريخية، تحت حماية الدول الكبرى خصوصاً بريطانيا وأمريكا، فهي التي تضمن أمن واستقرار هذه الدول، الا أن الدوْر المصري مكمّل وجُزئي ويتم الاستعانة به في الأزمات الكبرى، كما حصل أثناء تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الجيش العراقي بعدغزو الكويت، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما سئل أثناء حملته الرئاسية عن موقفه إذا تعرضت دولة عربية لخطر خارجي، أجاب: "إن أي دولة عربية تتعرض للعدوان ستجدني "مسافة السكة".فعن أي "سكة" يتحدث الرئيس السيسي؟ وما هو اتجاه هذه "السكة" ؟.
من المؤكد أن اتجاه سكة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو فقط وفقط بعض دول الخليج الفارسي التي تدعم مصر عبر القروض والمعونات الاقتصادية، وإلا لو كان صادقا في ما قاله لاستجاب لغزة التي تناديه فالأقربون أولى بالمعروف. وخير دليل على أن اتجاه السكه "خليجي" هو أن أول محطة قطارللجيش المصري كانت اماراتية، فقد وافق الرئيس المصري، ووزير الدفاع المصري الفريق صدقي صبحي، على إرسال كتيبتي مشاة ومظلات من الجيش المصري إلى دولة الإمارات، للتمركز هناك بناء على طلب منها.
شهدت العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية بين الإمارات ومصر انتقالة نوعية بعد استلام الرئيس السيسي للحكم في مصر، ولعل من أبرز أوجه التعاون العسكري بين الإمارات ومصر ما يتعلّق بالمناورات العسكرية التي تتم بين جيشي البلدين، ومنها مناورات «زايد»، و«خليفة» و«سهام الحق»، وهي المناورات الهادفة لتعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي، الا أن ارسال قوات عسكرية مصرية الذي وصفهم البعض "بالمرتزقة" لتأمين حدود الإمارات يعتبر تطوراً لافتا في العلاقات بين البلدين. فما أسباب التواجد العسكري المصري على الأراضي الاماراتية؟
تؤكد جميع التقارير أن أسباب عسكرية وأخرى اقتصادية تكمن وراء هذا النوع الجديد من التعاون العسكري غير المسبوق بين البلدين.
أسباب عسكرية:
تسعى الإمارات لتعزيز قدراتها العسكرية الشاملة ربما لتعزيز تدخلها في مناطق معينة في العالم، ومن المتوقع أن تنفق الإمارات خلال السنوات الثلاث المقبلة ما يصل إلى 12.9 مليار دولار سنويا على المجال الدفاعي، ففي العام 2013 وحده، وقعّت أبو ظبي عقوداً دفاعية بقيمة 1.4 مليار دولار، كما لديها إحدى القوات الجوية الأكثر تقدماً في العالم العربي، وفي 2011، ساهمت هذه القوات بالعتاد الجوي المحدود بل الرمزي في الحملة الجوية التي شنها “حلف شمال الأطلسي” (“الناتو”) في ليبيا، كما أنها هي الدولة الوحيدة التي تملك الطائرة المقاتلة المتطورة من طراز “أف – 16 إس بلوك 60”. لذلك يعتبر البعض أن ارسال الكتيبتين جاء لتأمين حدود الإمارات، وبمثابة رسالة ضمنية من أبوظبي لعدد من دول المنطقة بالدعم العسكري المصري لها، فيما يعتبر البعض الاخر توطد العلاقات العسكرية الثنائية بين المصريين والإماراتيين جزء من استراتيجية جديدة تتبعها مصر لدعم تحالفاتها العسكرية العربية.
"لواء حفتر" الليبي سبب اخر لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والامارات، فقد كشف تقرير لمجلة “ناشيونال انترست” سبتمبر الماضي تفاصيل عن هذا الدعم العسكري المصري الإماراتي لقوات حفتر تحت عنوان:Battlefield Libya، حيث أشار إلى أن الأمر لا يقتصر على الدعم العسكري، وإنما هناك خطط مصرية إماراتية للتدخل العسكري في ليبيا رغم نفي القاهرة ذلك.
أسباب اقتصادية:
يرجع الخبراء عدم انهيار الاقتصاد المصري إلى الدعم الخليجي غير المحدود، حيث تضخ السعودية والكويت والإمارات مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري، ما منح الإقتصاد المصري قبلة الحياة، رغم إنهيار الإنتاج وتراجع السياحة وغياب الأمن، الأمر الذي يفرض على مصر الكثير من الالتزامات تجاه هذه الدول. لذلك تؤكد بعض المصادر أن الطلب الإماراتي جاء بناء على الدعم الاقتصادي للسيسي، والذي وصل وفقاً لإحصاءات رسمية، تم توزيعها خلال لقاء بين إعلاميين إماراتيين والرئيس المصري نظّمه في القاهرة نادي دبي للصحافة، إلى 10 مليارات دولار، أي ما يوازي 75 مليار جنيه مصري، بواقع 1.5 مليار دولار لإنشاء 50 ألف وحدة سكنية و100 مدرسة، وترميم وبناء 25 صومعة للقمح بسعة إجمالية 1.5 مليون طن تؤدي إلى مضاعفة سعة التخزين، وإنشاء 78 مركز رعاية، وتوفير الكهرباء من الطاقة الشمسية لنحو 62 ألف منزل في 70 قرية.
يرجح البعض أن هذا النوع الجديد من العلاقات بين البلدين، وخاصةً أن الإمارات تتحمل جميع تكاليف الكتيبتين بما فيها رواتب الجنود والضباط المشاركين فيها، يهدف لاجبار السيسي في حصول الامارات على امتيازات وتسهيلات من الحكومة المصرية، فقد استطاعت هذه الدولة الخليجية في غضون تسع شهور فقط أن تقفز باستثماراتها في مصر إلى معدلات غير مسبوقة، كما أن رئيس المنظمة العربية للاستثمار أحمد آل سوديث، أكد أن 15 شركة إماراتية تعمل بالسوق المصري ستتوسع وتضخ استثمارات في مصر بقيمة تتراوح من 50 إلى 100 مليار دولار في قطاع العقارات بداية العام الجديد.
اذاً، التواجد العسكري المصري على الأراضي الاماراتية الذي تكمن وراءه مصالح اقتصادية أيضاً، جاء في اطار التزام السيسي أن بلاده ستكون في خدمة البلدان العربية "الصديقة"، بعبارته الشهيرة ”مسافة السكة“ التي ظلت فترة ليست قصيرة محل سخرية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خصوصاً بعد الحرب على قطاع غزة ً، والتي لم يحرك فيها النظام المصري ساكناً.
من المؤكد أن اتجاه سكة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو فقط وفقط بعض دول الخليج الفارسي التي تدعم مصر عبر القروض والمعونات الاقتصادية، وإلا لو كان صادقا في ما قاله لاستجاب لغزة التي تناديه فالأقربون أولى بالمعروف. وخير دليل على أن اتجاه السكه "خليجي" هو أن أول محطة قطارللجيش المصري كانت اماراتية، فقد وافق الرئيس المصري، ووزير الدفاع المصري الفريق صدقي صبحي، على إرسال كتيبتي مشاة ومظلات من الجيش المصري إلى دولة الإمارات، للتمركز هناك بناء على طلب منها.
شهدت العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية بين الإمارات ومصر انتقالة نوعية بعد استلام الرئيس السيسي للحكم في مصر، ولعل من أبرز أوجه التعاون العسكري بين الإمارات ومصر ما يتعلّق بالمناورات العسكرية التي تتم بين جيشي البلدين، ومنها مناورات «زايد»، و«خليفة» و«سهام الحق»، وهي المناورات الهادفة لتعزيز التعاون العسكري والاستراتيجي، الا أن ارسال قوات عسكرية مصرية الذي وصفهم البعض "بالمرتزقة" لتأمين حدود الإمارات يعتبر تطوراً لافتا في العلاقات بين البلدين. فما أسباب التواجد العسكري المصري على الأراضي الاماراتية؟
تؤكد جميع التقارير أن أسباب عسكرية وأخرى اقتصادية تكمن وراء هذا النوع الجديد من التعاون العسكري غير المسبوق بين البلدين.
أسباب عسكرية:
تسعى الإمارات لتعزيز قدراتها العسكرية الشاملة ربما لتعزيز تدخلها في مناطق معينة في العالم، ومن المتوقع أن تنفق الإمارات خلال السنوات الثلاث المقبلة ما يصل إلى 12.9 مليار دولار سنويا على المجال الدفاعي، ففي العام 2013 وحده، وقعّت أبو ظبي عقوداً دفاعية بقيمة 1.4 مليار دولار، كما لديها إحدى القوات الجوية الأكثر تقدماً في العالم العربي، وفي 2011، ساهمت هذه القوات بالعتاد الجوي المحدود بل الرمزي في الحملة الجوية التي شنها “حلف شمال الأطلسي” (“الناتو”) في ليبيا، كما أنها هي الدولة الوحيدة التي تملك الطائرة المقاتلة المتطورة من طراز “أف – 16 إس بلوك 60”. لذلك يعتبر البعض أن ارسال الكتيبتين جاء لتأمين حدود الإمارات، وبمثابة رسالة ضمنية من أبوظبي لعدد من دول المنطقة بالدعم العسكري المصري لها، فيما يعتبر البعض الاخر توطد العلاقات العسكرية الثنائية بين المصريين والإماراتيين جزء من استراتيجية جديدة تتبعها مصر لدعم تحالفاتها العسكرية العربية.
"لواء حفتر" الليبي سبب اخر لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والامارات، فقد كشف تقرير لمجلة “ناشيونال انترست” سبتمبر الماضي تفاصيل عن هذا الدعم العسكري المصري الإماراتي لقوات حفتر تحت عنوان:Battlefield Libya، حيث أشار إلى أن الأمر لا يقتصر على الدعم العسكري، وإنما هناك خطط مصرية إماراتية للتدخل العسكري في ليبيا رغم نفي القاهرة ذلك.
أسباب اقتصادية:
يرجع الخبراء عدم انهيار الاقتصاد المصري إلى الدعم الخليجي غير المحدود، حيث تضخ السعودية والكويت والإمارات مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري، ما منح الإقتصاد المصري قبلة الحياة، رغم إنهيار الإنتاج وتراجع السياحة وغياب الأمن، الأمر الذي يفرض على مصر الكثير من الالتزامات تجاه هذه الدول. لذلك تؤكد بعض المصادر أن الطلب الإماراتي جاء بناء على الدعم الاقتصادي للسيسي، والذي وصل وفقاً لإحصاءات رسمية، تم توزيعها خلال لقاء بين إعلاميين إماراتيين والرئيس المصري نظّمه في القاهرة نادي دبي للصحافة، إلى 10 مليارات دولار، أي ما يوازي 75 مليار جنيه مصري، بواقع 1.5 مليار دولار لإنشاء 50 ألف وحدة سكنية و100 مدرسة، وترميم وبناء 25 صومعة للقمح بسعة إجمالية 1.5 مليون طن تؤدي إلى مضاعفة سعة التخزين، وإنشاء 78 مركز رعاية، وتوفير الكهرباء من الطاقة الشمسية لنحو 62 ألف منزل في 70 قرية.
يرجح البعض أن هذا النوع الجديد من العلاقات بين البلدين، وخاصةً أن الإمارات تتحمل جميع تكاليف الكتيبتين بما فيها رواتب الجنود والضباط المشاركين فيها، يهدف لاجبار السيسي في حصول الامارات على امتيازات وتسهيلات من الحكومة المصرية، فقد استطاعت هذه الدولة الخليجية في غضون تسع شهور فقط أن تقفز باستثماراتها في مصر إلى معدلات غير مسبوقة، كما أن رئيس المنظمة العربية للاستثمار أحمد آل سوديث، أكد أن 15 شركة إماراتية تعمل بالسوق المصري ستتوسع وتضخ استثمارات في مصر بقيمة تتراوح من 50 إلى 100 مليار دولار في قطاع العقارات بداية العام الجديد.
اذاً، التواجد العسكري المصري على الأراضي الاماراتية الذي تكمن وراءه مصالح اقتصادية أيضاً، جاء في اطار التزام السيسي أن بلاده ستكون في خدمة البلدان العربية "الصديقة"، بعبارته الشهيرة ”مسافة السكة“ التي ظلت فترة ليست قصيرة محل سخرية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خصوصاً بعد الحرب على قطاع غزة ً، والتي لم يحرك فيها النظام المصري ساكناً.
