ان "حالة خوف المسلمين الشيعة " من المسلمين السنة ، لا وجود لها في العالم الخارجي ، الا في العقول المريضة للجهات التي تقف وراء المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية ، التي تشن على مدار الساعة حربا طائفية بغيضة ضد الشيعة ، وهي جهات تحمل الفكر الوهابي ، وممولة من الانظمة الخليجية الرجعية.
الملفت ان الوهابية ليست بحاجة لذريعة للدعوة الى كراهية الشيعة وقتلهم ، كما تدعي الان على خلفية ما يجري في سوريا والعراق ، فالوهابية قائمة بالاساس على التحريض ضد الشيعة وزرع الفتن الطائفية ، وتشتيت شمل المسلمين ، منذ ان انتشرت بحد السيف في جزيرة العرب ، ولا علاقة للوهابية بما يجري في المنطقة الان ، حيث ترفع زورا راية الدفاع عن "السنة" ، بينما "السنة" هم اكبر ضحايا الوهابية بفكرها الدموي.
ان "ظاهرة الخوف التي يعيشها الشيعة والتي اخذت تتسع " ، لا توجد الا في الفضاء الافتراضي الوهابي ، واما على الارض فهي امنية ستُقبر مع العقول التي تحملها ، ولن تتحقق ابدا ما دام المسلمون واعون لحجم المؤامرة التي تحاك ضدهم وضد بلدانهم وضد حاضرهم وضد مستقبلهم ، من قبل الثلاثي الصهيوامريكي الوهابي . فالمسلمون ، شيعة وسنة ومذاهب اخرى، هم يد واحدة ضد "اسرائيل" عدوهم الاوحد ، الذي تحاول الوهابية ان تخرجها دون جدوى من المعادلة وتجعل الصراع اسلاميا اسلاميا ، لانقاذ "اسرائيل".
ان ماتروج له وسائل الاعلام الوهابية وتلك المرتبطة ببعض الانظمة الخليجية المتخلفة عن "حالة خوف التي يعيشها الشيعة مع تصاعد موجة الكراهية ضدهم في العالم " ، رغم انها دعوة صريحة للكراهية والعنف، الا انها محاولة يائسة لتعميم بعض المضايقات والاعتداءات التي نفذتها عناصر وهابية تكفيرية في بعض البلدان الاوروبية ضد الشيعة ، على كل المسلمين السنة ، بينما واجهت هذه الممارسات الارهابية استنكارا من قبل المسلمين السنة قبل الشيعة ، الامر الذي عزل هؤلاء التكفيريين عن المسلمين السنة ، فالتكفيريون لا يمثلون الا انفسهم والانظمة المتخلفة التي تمولهم ، والجهات الوهابية التي تحرضهم على فعل الجريمة.
ان التكفيريين الذين يقومون بالاعتداءات على المسلمين الشيعة في اوروبا ، والتي اعتبرتها وسائل الاعلام العربية الرجعية ، على انها تمثل ردة فعل المسلمين السنة على موقف ايران والعراق وسوريا وحزب الله من محور المقاومة ، لا يشكلون حتى اقلية بين المسلمين السنة في اوروبا ، ويمكن اثبات هذه الحقيقة من خلال عملية حسابية بسيطة ، فعدد التكفيريين الذين سافروا من اوروبا الى سوريا والعراق لا يمثلون حتى نسبة واحد بالمائة من عدد المسلمين السنة في اوروبا ، بل ان هؤلاء المسلمين اعلنوا ومن خلال التظاهرات والتجمعات والمؤتمرات والندوات واللقاءات ، براءتهم من افعال هؤلاء التكفيريين.
من حسن حظ المسلمين ، ان مساعي الوهابية لتحريض المسلمين السنة على المسلمين الشيعة لم تفشل فحسب ، بل انقلب السحر على الساحر، حيث تبين على الارض ان ظاهرة الكراهية للمجموعات التكفيرية الارهابية في اوروبا اخذت تتسع وتنتشر بشكل ملحوظ بين المسلمين السنة في اوروبا واستراليا وامريكا وكندا و افريقيا واسيا ، لما اقترفوه من فظاعات وجرائم يندى لها جبين الانسانية ، وليس لها من هدف الا تشويه صورة هذا الدين السماوي العظيم ، فهل يعقل ان يصدق اي انسان مسلم مهما كان بسيطا ، ان افعال "داعش" و "النصرة" والقاعدة وبوكو حرام وانصار الشريعة و انصار بيت المقدس والى اخر قائمة المجموعات التكفيرية ، تصب في صالح المسلمين ؟ ، او ان ما ترتكب من جرائم هي ممارسات اسلامية دعا اليها الله وسوله (ص) ؟.
انهم فضحوا انفسهم بممارساتهم الشاذة واساليبهم الوحشية ، وهذه الممارسات والاساليب الخاصة بالمجموعات التكفيرية والتي كان هدفها تحويل الصراع من صراع بين العرب والمسلمين من جانب وبين الصهاينة وحماتهم من جانب اخر ، الى صراع بين السنة والشيعة ، هي التي افشلت المؤامرة الصهيوامريكية الوهابية .. "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
سامح مظهر - شفقنا