خاص- الوقت- التمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة.. موضوع اعتدنا أن نقرأعنه في التاريخ المعاصر لأمريكا, أو عند الحديث عن تضحيات رجال نذروا حياتهم في النضال من أجل الدفاع عن حقوق أصحاب البشرة السوداء أمثال مارتن لوثر كينغ و مالكوم اكس و غيرهم.. و لكن ما يتم التعتيم عليه الان هو العنصرية المقنعة التي ما زال السود يعانون منها في كل تفاصيل حياتهم بعد كل هذه السنوات من العذاب و التمييز والتضحيات.
تسليط الضوء على قضية مقتل شاب أسود بسلاح شرطي أبيض قد يخاله القارئ موضوع مبالغ فيه و لكن واقع الحال يدل و التدقيق بالوضع الداخلي الأمريكي يشير الى ما هو أخطر و أعمق من هذه الجرائم المتفرقة. بل ان مثل هذه الأفعال تنم عن حقد دفين تراكم عبر السنين مازال ينمه مواطنو الدولة الواحدة لبعضهم البعض.
وكان القس شورت الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الزنوج الاميركيين صرح ان الادارة الاميركية تتعمد انتهاك حقوق الملونين الافارقة والاميركيين مؤكدا مقتل زنجي واحد كل 28 ساعة على يد الشرطة الاميركية.
واشار الى مقتل الشاب الزنجي الاميركي مايك براون على يد الشرطة وقال : كنت اتوقع ان تقود هذه الحادثة الى انتفاضة اجتماعية على مستوى الولايات المتحدة وقد شهدنا هذا في شهر اب اغسطس.
واكد ان التمييز العنصري ضد الزنوج المنحدرين من اصول افريقية واميركية باتت مشكلة جادة في الولايات المتحدة
وحول الاعتقاد السائد بان الولايات المتحدة هي جنة القوميات المختلفة قال القس شورت ان هذه المقولة كذب محض، فالملونين يواجهون يوميا مشاكل كثيرة في المجتمع الاميركي وان الاحداث التي افرزتها جريمة قتل فرغوسن كانت متوقعة بعد عقود من القمع.
وشدد على ان الدستور الاميركي لايمنح الملونين اي حق للمواطنة في الولايات المتحدة وقال ان الدستور الاميركي لايمنح الزنوج حقوقهم الانسانية وقد تم وضع الدستور بشكل يحرم الملونين حقوقهم.
وتابع انه يمكن اعتبار الدستور الاميركي هو بمثابة اعلان حرب غير رسمية ضد الزنوج.
و كان خبر مقتل امرأة سوداء ب 32 طلقة مع ابنها الذي كان معها على يد الشرطة عندما كانت تقود سيارتها و انعطفت بالخطأ في اتجاه معاكس للسير قد أثار ضجة و غضب لدى السود المستاؤون في مدينة فرغسون بولاية ميزوري الأمريكية .
ومما زاد من تفاقم الوضع في الولاية، التي تقطنها أغلبية من السود، وقوع حادث مشابه آخر، حيث أطلق مجهولون النار بشكل عشوائي على المارة في أحد شوارع مدينة ''نيواورلينز'' ما أدى إلى مقتل وإصابة سبعة أشخاص بجروح.
هذه الأحداث، تميط اللثام بوضوح عن الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية، والذي لم تفلح كل مساحيق التجميل في جعله مقبولاً. ومهما تكن الأسباب الكامنة وراء المظاهرات الشعبية الواسعة، والتي نتج عنها أحداث عنفٍ مؤلمة ومؤسفة على الصعيد الإنساني، فإن الثابت الوحيد في هذه المسألة، هو ترهل النظام الأمريكي، هذا النظام الغريب العجيب، القائم على سياسة التكاذب والنفاق، هذه السياسة التي أودت بجلال ''الوقار الديمقراطي'' الذي حرص النظام الأمريكي على تظهيره كهويةٍ مميزة، وبالمقابل طمس أي صورة مغايرة، والعمل على رسم صورة ''مخملية'' لا تمت للواقع بصلة.
لقد تشكلت الولايات المتحدة الأمريكية في بدايتها من عناصر أنجلوساكسونية كان الغالب عليها هو العرق البريطاني الأبيض، شنت هذه العناصر حملة إبادة شاملة ضد سكان القارة الأصليين من الهنود الحمر، وفي الوقت الذي كان فيه المقاتلون الأنجلوساكسون يتنافسون على من يقتل أكثر من الهنود الحمر، كان أقرانهم من التجار والبحارة يجوبون شواطئ أفريقيا لاختطاف اكبر عدد من الرجال السود الأشداء، وهكذا فإن الولايات المتحدة قامت أساساً على إبادة السكان الأصليين لإفساح المجال أمام المستوطنين الجدد من ناحية، وجلب أكبر عدد من الأفارقة وتحويلهم إلى عبيد لتعمير القارة الجديدة من ناحية أخرى، أي إن الإمبراطورية الأمريكية ارتوت من منبعين دماء الهنود الحمر وعرق الأفارقة.
وقد ترسّخت خلال التاريخ الأمريكي خمسة ثوابت هي: (عقيدة الاختيار الإلهي، التفوق العرقي والثقافي، الدور الخلاصي للعالم، قَدرية التوسع اللانهائي، وحق التضحية بالآخر). ولذلك، فقد أباد البيض في مستعمراتهم الجديدة نحو 5.18 مليون هندي دون أن يرف لهم جفن أو يعانوا من أي وخز للضمير.
وفي الوقت الذي كانت الأمم المتحدة تصدر مواثيق حقوق الإنسان مركزة على مفاهيم أكثر رقياً للحرية الفردية من مجرد حق العمل والمساواة والمعتقد، كان أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة حتى عام 1955 لا يستطيعون الجلوس في الباصات العامة، وكانت القوانين تقضي بعدم جلوس الزنوج في الباصات التي تقّل البيض. وكانت قائمة المطالب التي رفعها السود عام 1955 في مدينة مونتغمري الجنوبية مجرد السماح لهم بالجلوس في الباصات العامة ولو بالجلوس في المؤخرة، وأن يعاملوا بتهذيب ولياقة كمعاملة البيض.
ومما لا شك فيه أن العنصرية قائمة حتى الساعة حتى في قلب واشنطن من الناحية السكانية والتوزيع الديموغرافي، والذي لا يصدق عليه أن يذهب إلى العاصمة الأمريكية ليجدها منقسمة بشكل غير عادي رغم أن ثلثي سكانها من الأمريكيين الأفارقة، ذلك إن حديقة ''روك كريك'' تشطر واشنطن شطرين من الشمال إلى الجنوب، ففي الشمال من العاصمة 90 في المائة من البيض، وفي الجنوب 90 في المائة من السود، وهذا أمر يستتبعه مستوى خدمات إما متميز عند البيض، أو متدنٍ عند السود، وحتى العام 1964 كانت صكوك الملكية العقارية في شمال غرب واشنطن تتضمن تعهداً يمنع بيع ذلك العقار إلى أمريكي من أصل إفريقي، كما يقول الدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن.
ومما لاشكّ فيه، أنّ حديث الأرقام يقودنا إلى القطع بوجود إشكالية حقيقية ) اليوم في امريكا، فقد اعترف تقرير صادرعن مكتب التحقيقات الاتحاد الفدرالي ( اف بي اي ) عام 2009 بتزايد وقوع جرائم الكراهية في أمريكا ، ووصل الرقم إلى 5 آلاف جريمة، و542 ضحية، وذكر التقرير أن هناك نسبة 72.6 في المائة من الجرائم التي ارتكبت بدافع الكراهية لعرق ما كانت ضد السود بالمجتمع.التقرير نفسه يثبت وجود تفاوت كبير في الدخل بين السكان البيض والسود، ففي حين كان متوسط الدخل السنوي للأسرالأمريكية البيضاء يبلغ نحو 49 ألف دولار، كان متوسط دخل الأسر الأمريكية من ذوي الأصول الإفريقية يبلغ نحو 30 ألف دولار، وفي حين يبلغ عدد سكان أمريكا السود 13 في المائة من تعداد الأمريكيين فإن 12.7 في المائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.
أخيرا, كثيرة هي محاولات اخفاء التمييز العنصري في أمريكا في عهد أوباما الذي تعود جذوره الى القارة السوداء أو أسلافه الذين لم يذكروا السود الا في حملاتهم الانتخابية لكسب أصواتهم و اخر تلك الحركات الاستعراضية كان منذ يومين حيث عين الرئيس باراك أوباما (لوريتا لينش) وزيرة للعدل و هي من العرق الأسود..ولكن تبقى العنصرية قائمة لا محالة فلا يمكن للبيض الذين يعتبرون المواطن الأسود الذي جاؤوا به لاعمار امبرطوريتهم أن ينظروا اليه بعين المساواة..بينما يرسلون جنودهم لشتى بقاع الأرض ليقاتلون باسم الحرية و العدالة...عدالة تفوح منها رائحة الدم..و البترول..و الدولار.
تسليط الضوء على قضية مقتل شاب أسود بسلاح شرطي أبيض قد يخاله القارئ موضوع مبالغ فيه و لكن واقع الحال يدل و التدقيق بالوضع الداخلي الأمريكي يشير الى ما هو أخطر و أعمق من هذه الجرائم المتفرقة. بل ان مثل هذه الأفعال تنم عن حقد دفين تراكم عبر السنين مازال ينمه مواطنو الدولة الواحدة لبعضهم البعض.
وكان القس شورت الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الزنوج الاميركيين صرح ان الادارة الاميركية تتعمد انتهاك حقوق الملونين الافارقة والاميركيين مؤكدا مقتل زنجي واحد كل 28 ساعة على يد الشرطة الاميركية.
واشار الى مقتل الشاب الزنجي الاميركي مايك براون على يد الشرطة وقال : كنت اتوقع ان تقود هذه الحادثة الى انتفاضة اجتماعية على مستوى الولايات المتحدة وقد شهدنا هذا في شهر اب اغسطس.
واكد ان التمييز العنصري ضد الزنوج المنحدرين من اصول افريقية واميركية باتت مشكلة جادة في الولايات المتحدة
وحول الاعتقاد السائد بان الولايات المتحدة هي جنة القوميات المختلفة قال القس شورت ان هذه المقولة كذب محض، فالملونين يواجهون يوميا مشاكل كثيرة في المجتمع الاميركي وان الاحداث التي افرزتها جريمة قتل فرغوسن كانت متوقعة بعد عقود من القمع.
وشدد على ان الدستور الاميركي لايمنح الملونين اي حق للمواطنة في الولايات المتحدة وقال ان الدستور الاميركي لايمنح الزنوج حقوقهم الانسانية وقد تم وضع الدستور بشكل يحرم الملونين حقوقهم.
وتابع انه يمكن اعتبار الدستور الاميركي هو بمثابة اعلان حرب غير رسمية ضد الزنوج.
و كان خبر مقتل امرأة سوداء ب 32 طلقة مع ابنها الذي كان معها على يد الشرطة عندما كانت تقود سيارتها و انعطفت بالخطأ في اتجاه معاكس للسير قد أثار ضجة و غضب لدى السود المستاؤون في مدينة فرغسون بولاية ميزوري الأمريكية .
ومما زاد من تفاقم الوضع في الولاية، التي تقطنها أغلبية من السود، وقوع حادث مشابه آخر، حيث أطلق مجهولون النار بشكل عشوائي على المارة في أحد شوارع مدينة ''نيواورلينز'' ما أدى إلى مقتل وإصابة سبعة أشخاص بجروح.
هذه الأحداث، تميط اللثام بوضوح عن الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية، والذي لم تفلح كل مساحيق التجميل في جعله مقبولاً. ومهما تكن الأسباب الكامنة وراء المظاهرات الشعبية الواسعة، والتي نتج عنها أحداث عنفٍ مؤلمة ومؤسفة على الصعيد الإنساني، فإن الثابت الوحيد في هذه المسألة، هو ترهل النظام الأمريكي، هذا النظام الغريب العجيب، القائم على سياسة التكاذب والنفاق، هذه السياسة التي أودت بجلال ''الوقار الديمقراطي'' الذي حرص النظام الأمريكي على تظهيره كهويةٍ مميزة، وبالمقابل طمس أي صورة مغايرة، والعمل على رسم صورة ''مخملية'' لا تمت للواقع بصلة.
لقد تشكلت الولايات المتحدة الأمريكية في بدايتها من عناصر أنجلوساكسونية كان الغالب عليها هو العرق البريطاني الأبيض، شنت هذه العناصر حملة إبادة شاملة ضد سكان القارة الأصليين من الهنود الحمر، وفي الوقت الذي كان فيه المقاتلون الأنجلوساكسون يتنافسون على من يقتل أكثر من الهنود الحمر، كان أقرانهم من التجار والبحارة يجوبون شواطئ أفريقيا لاختطاف اكبر عدد من الرجال السود الأشداء، وهكذا فإن الولايات المتحدة قامت أساساً على إبادة السكان الأصليين لإفساح المجال أمام المستوطنين الجدد من ناحية، وجلب أكبر عدد من الأفارقة وتحويلهم إلى عبيد لتعمير القارة الجديدة من ناحية أخرى، أي إن الإمبراطورية الأمريكية ارتوت من منبعين دماء الهنود الحمر وعرق الأفارقة.
وقد ترسّخت خلال التاريخ الأمريكي خمسة ثوابت هي: (عقيدة الاختيار الإلهي، التفوق العرقي والثقافي، الدور الخلاصي للعالم، قَدرية التوسع اللانهائي، وحق التضحية بالآخر). ولذلك، فقد أباد البيض في مستعمراتهم الجديدة نحو 5.18 مليون هندي دون أن يرف لهم جفن أو يعانوا من أي وخز للضمير.
وفي الوقت الذي كانت الأمم المتحدة تصدر مواثيق حقوق الإنسان مركزة على مفاهيم أكثر رقياً للحرية الفردية من مجرد حق العمل والمساواة والمعتقد، كان أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة حتى عام 1955 لا يستطيعون الجلوس في الباصات العامة، وكانت القوانين تقضي بعدم جلوس الزنوج في الباصات التي تقّل البيض. وكانت قائمة المطالب التي رفعها السود عام 1955 في مدينة مونتغمري الجنوبية مجرد السماح لهم بالجلوس في الباصات العامة ولو بالجلوس في المؤخرة، وأن يعاملوا بتهذيب ولياقة كمعاملة البيض.
ومما لا شك فيه أن العنصرية قائمة حتى الساعة حتى في قلب واشنطن من الناحية السكانية والتوزيع الديموغرافي، والذي لا يصدق عليه أن يذهب إلى العاصمة الأمريكية ليجدها منقسمة بشكل غير عادي رغم أن ثلثي سكانها من الأمريكيين الأفارقة، ذلك إن حديقة ''روك كريك'' تشطر واشنطن شطرين من الشمال إلى الجنوب، ففي الشمال من العاصمة 90 في المائة من البيض، وفي الجنوب 90 في المائة من السود، وهذا أمر يستتبعه مستوى خدمات إما متميز عند البيض، أو متدنٍ عند السود، وحتى العام 1964 كانت صكوك الملكية العقارية في شمال غرب واشنطن تتضمن تعهداً يمنع بيع ذلك العقار إلى أمريكي من أصل إفريقي، كما يقول الدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن.
ومما لاشكّ فيه، أنّ حديث الأرقام يقودنا إلى القطع بوجود إشكالية حقيقية ) اليوم في امريكا، فقد اعترف تقرير صادرعن مكتب التحقيقات الاتحاد الفدرالي ( اف بي اي ) عام 2009 بتزايد وقوع جرائم الكراهية في أمريكا ، ووصل الرقم إلى 5 آلاف جريمة، و542 ضحية، وذكر التقرير أن هناك نسبة 72.6 في المائة من الجرائم التي ارتكبت بدافع الكراهية لعرق ما كانت ضد السود بالمجتمع.التقرير نفسه يثبت وجود تفاوت كبير في الدخل بين السكان البيض والسود، ففي حين كان متوسط الدخل السنوي للأسرالأمريكية البيضاء يبلغ نحو 49 ألف دولار، كان متوسط دخل الأسر الأمريكية من ذوي الأصول الإفريقية يبلغ نحو 30 ألف دولار، وفي حين يبلغ عدد سكان أمريكا السود 13 في المائة من تعداد الأمريكيين فإن 12.7 في المائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.
أخيرا, كثيرة هي محاولات اخفاء التمييز العنصري في أمريكا في عهد أوباما الذي تعود جذوره الى القارة السوداء أو أسلافه الذين لم يذكروا السود الا في حملاتهم الانتخابية لكسب أصواتهم و اخر تلك الحركات الاستعراضية كان منذ يومين حيث عين الرئيس باراك أوباما (لوريتا لينش) وزيرة للعدل و هي من العرق الأسود..ولكن تبقى العنصرية قائمة لا محالة فلا يمكن للبيض الذين يعتبرون المواطن الأسود الذي جاؤوا به لاعمار امبرطوريتهم أن ينظروا اليه بعين المساواة..بينما يرسلون جنودهم لشتى بقاع الأرض ليقاتلون باسم الحرية و العدالة...عدالة تفوح منها رائحة الدم..و البترول..و الدولار.