الوقت:التقی رئیس الوزراء العراقي حیدر العبادي أثناء زیارته إلی الأردن بالعشائر العراقیة السنیة الموجودة في الأردن واستعرض معهم القضایا المتعلقة بالساحة العراقیة. وجری خلال هذه اللقاءات التوافق بین الطرفین بتقدیم حکومة العبادي الأسلحة الجدیدة والثقیلة إلی العشائر.
وقد کشف رئیس عشائر الدیلم الشیخ ماجد سلیمان عن موافقة حیدرالعبادي بتشکیل قوة عشائریة قوامها 30 ألف مقاتل، ووافقت وزارة الداخلیة العراقیة علی تشکیل جیش الرمادي المکوّن من خمسة آلاف مقاتل.
وفي اللقاء الذي جمع العبادي بالعاهل الأردني أکد الأخیر "حرص بلاده الكامل على وحدة العراق واستقراره، ووقوفه إلى جانب شعبه الشقيق في سبيل بناء بلده وتمكينه من تعزيز وحدته الوطنية وترسيخ أمنه باعتباره ركيزة لأمن واستقرار المنطقة برمتها".
تعدُ زيارة حیدر العبادي إلى الأردن هي الثانية له إلى خارج العراق منذ أن انتخب رئیساً للوزراء، حیث زار إيران في الـ20 من تشرين الأول 2014، والتقى المسؤولين فيها.
وتأتي الزیارة بعد عدة انتصارات مهمة للقوات العراقية على الأرض منها تحرير مدينة جرف الصخر (60 كلم جنوبي بغداد) ذات الأهمية الإستراتيجية، وتمکن قوات البيشمركة الكردية العراقية من تحرير ناحية زمار شمالي العراق من عصابات داعش الإرهابیة، وفك الحصار على مدينة آمرلي وطرد الدواعش منها.
تطویر العلاقات وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات، وخاصة التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة خطر تنظيم داعش الذي يهدد أمن البلدين الجارين وعموم المنطقة کان في صلب المباحثات بین الطرفین.
ویساهم الأردن في إقامة أول حوار مباشر بين قادة ورموز ومشايخ القبائل السنية في العراق والحكومة العراقیة برئاسة حيدر العبادي .
العبادي يريد من الأردن تعاوناً لوجستياً واستخبارياً، والتعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين لمواجهة تنظیم داعش سیصب في مصلحة الأردن أیضاً لأن ما یزید عن ألف سلفي تكفيري أردني يقاتلون في صفوف تنظيم داعش ، وهؤلاء یشکلون مصدر قلق للأردن ویمکن أن یستهدفوا أمنه واستقراره .
والمصالح الاقتصادیة المتبادلة بین البلدین تملي عليهما إدامة التعاون والتواصل والعمل المشترك، إذ لدی الأردن مطالب من العراق الجار یتمثل في مشروع مصفاة البترول التي تفكر عمان بإنشائها بالتعاون مع بغداد، والتعاون النفطي وتحديداً فيما يتعلق بالأنبوب الناقل للنفط من البصرة إلى العقبة، إضافة إلی إستئناف التعاون في مجال النقل البري وتجارة الترانزيت والصادرات، مع إيجاد حل جذري لملف الديون الأردنية على الجانب العراقي.
في المقابل تحث هذه الزيارة الحكومة الأردنية على التعامل بالشكل المطلوب مع شخصيات داعمة للإرهاب متواجدة على أراضيها.
وتشکل الزيارة انفتاح الحكومة العراقية على دول الجوار لتشكيل تحالف دبلوماسي وعسكري وسياسي وإقليمي قوي قادر على صد ودحر داعش وإيقاف تقدمه. کما تناقش الزيارة مسؤوليات دول الجوار في محاربة الإرهاب، من خلال اتخاذ إجراءات للتعامل مع الشخصيات الداعمة له سواء أكانت في الأردن أم تركيا.
ومن الأهداف الأخری للزيارة هي وضع حد لأنشطة الشخصيات الداعمة لتنظيمات داعش والمتواجدة في الأراضي الأردنية، والتعاون مع شيوخ القبائل العراقية لطرد عصابات داعش من مناطقهم.
العراق بحاجة إلى بناء علاقات متينة مع دول الجوار لأن أية قطيعة مع هذه الدول سیؤثر علیه، وقد حرصت هذه الزیارة علی التحاور وتبادل الآراء والخبرات والبحث في الحلول التي تجنب المنطقة مزيداً من الأزمات.
تقسيم العراق سيلحق ضرراً استراتيجياً بالأردن، وإن التعاون الثنائي في المجال الاستخباري واللوجستي وغیرهما، سيساعد الطرفين على مواجهة التهديد المشترك المتمثل بتنظیم داعش الإرهابي والجماعات التکفیریة الأخری .