الوقت ـ بعدما جرت معارک مؤخرا بین حزب الله و تنظیم داعش الإرهابی فی الاراضی السوریة بالقرب من الحدود اللبنانیة تتسلط الاضواء فی لبنان علی کیفیة ادارة حزب الله للحرب المقبلة مع هذا التنظیم الإرهابی والتی یعتقد الخبراء بأنه لایمکن تحاشیه بسبب امتداده فی سوریا نحو الحدود اللبنانیة ووجود حواضن لداعش فی لبنان حیث وصف الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله داعش بأنه "وحش ینمو" وقد یهدد الأردن والسعودیة والکویت وغیرها من دول الخلیج الفارسی , فما الذی جعل السید حسن نصرالله یتخذ موقفا هجومیا ولیس دفاعیا تجاه داعش الإرهابی؟
کان حزب الله کما جری فی الماضی یکتفی بالدفاع امام اعدائه من جمیع الاطراف والجهات الا فی مواجهة العدو الصهیونی الذی کان الحزب یبادر بالهجوم علیه دوما، والسبب فی اتخاذ الموقف الدفاعی من قبل حزب الله حیال اعدائه غیر الصهاینة کان نیة الحزب التفرغ لقتال هؤلاء الصهاینة المحتلین للقدس وفلسطین، لکن تجرؤ الجماعات التکفیریة الارهابیة فی سوریا علی المقدسات وجرائهم المروعة ضد الشعب السوری وتهدیدهم للأمن اللبنانی والعملیات والتفجیرات التی نفذوها فی لبنان جعل الحزب یتخذ القرار الشجاع بمهاجمة هؤلاء ودحرهم اینما تصل اقدام مجاهدیه وقاتلهم ایضا فی داخل سوریا,لأنهم یشکلون خطرا علی جمیع المسلمین ویساعدون علی تنفیذ الاجندات الصهیونیة والامریکیة ضد محور المقاومة والممانعة فی منطقتنا.
ویؤکد الأمین العام لحزب الله السید حسن نصرالله ان داعش یمثل خطرا وجودیا علی لبنان الذی تعرض مؤخرا لهجوم من جانب مسلحین من هذا التنظیم قدموا من سوریا وقال ان حزب الله مستعد للقتال فی مواجة هذا الخطر فی لبنان، کما شدد الحزب فی احد بیاناته الصادرة "ان دعم هذه الجماعات الإرهابیة بالمال والسلاح وتقدیم الحمایة السیاسیة والإعلامیة لها، والصمت المریب عن جرائمها الفظیعة فی سوریا والعراق وسواهما، کان السبب الرئیسی وراء هذه الأعمال المروعة التی تطال الجمیع دون استثناء أو تمییز".
ویعتقد حزب الله إن داعش یستطیع بسهولة تجنید مقاتلین فی المناطق التی ینتشر بها الفکر المتشدد حیث یشیر السید نصرالله أن الإمکانات والأعداد والمقدرات المتحدة لداعش ضخمة وکبیرة وهذا ما یثیر قلق الجمیع وعلی الجمیع أن یقلق وان هذا الخطر لا یعرف شیعیا أو سنیا ولا مسلما أو مسیحیا أو عربیا أو کردیا.
ویشدد مسؤولون آخرون فی حزب الله علی ان عناصر الحزب وکذلک أبناء المناطق القریبة من مسرح الاشتباکاتمع داعش الإرهابی هم علی استعداد لمواجهة "خفافیش اللیل المظلم الذین یعبثون بالأمن" ویشددون علی أن " لبنانومنطقة بقاعه لیسا الموصل" وقال أحد قیادیی الحزب "لن نسمح بهدم مسجد أو حسینیة أو مقام أو کنیسة وسندافع بکل ما أوتینا من قوة ولن نتردد" وقد هدد حزب الله من یدعم داعش بالاموال قائلا ان هؤلاء سیدفعون ثمن مواقفهم هذه.
ویؤمن حزب الله بان التصدی لتنظیم داعش الإرهابی وقتاله هو ضمن مهامه لأن هؤلاء التکفیریون ینفذون المخططات الصهیونیة والامریکیة، وینطلق حزب الله نحو قتال هؤلاء برؤیة واقعیة وصادقة بعیدة کل البعد عن المصالح الحزبیة والفئویة فی لبنان، بل یعتبر الحزب ان واجب قتال داعش الإرهابی هو من أجل حمایة المنطقة بأکملها، کما ان هناک تطورات حصلت مؤخرا جعلت حتی الذین کانوا یؤیدونه فی الماضی ان یغیروا آراءهم ومنها هجمات نفذها داعش الإرهابی علی مناطق ومصالح سعودیة، وبغض النظر عن تأیید الآخرین أو عدم تأییدهم لحزب الله فی حربه ضد هذا التنظیم الإرهابی فان الحزب یعتقد بان داعش الإرهابی الذی یتبع سیاسة القاء الرعب فی نفوس الآخرین یمکن هزیمته بسهولة اذا تمتع اعداءه بالشجاعة .
ویعتبر قرار محاربة داعش الإرهابی من قبل قیادة حزب الله قرارا حاسما وصائبا فی نفس الوقت لأن قادة حزب الله قد درسوا بدقة تحرک هذا التنظیم الإرهابی فی سوریا والعراق ولایریدون منحه فرصة الاستفادة من عنصر المباغتة ولذلک قررت قیادة حزب الله الذهاب نحو هذا التنظیم الإرهابی ومقارعته قبل اقتراب الخطر اکثر مما هو قریب الآن، وتدرک قیادة حزب الله جیدا ان السماح لداعش الإرهابی بالتوغل والاستقرار فی لبنان وارباک الساحة اللبنانیة میدانیا سوف یمنح العدو الصهیونی فرصة ذهبیة لضرب هذا البلد، ولایرید الحزب أن یکون ممن تم غزوهم فی عقر دارهم.