الوقت ـ عرف الشعب البحرینی ومنذ الیوم الاول الذی سمح فیه النظام البحرینی للقوات المحتلة السعودیة بدخول اراضی هذا البلد، أن النظام لیس بصدد الاصغاء لمطالبه ولمطالب الشعب، ویبحث عن آلیة تمکنه من قمع الشعب عسکریا من أجل اخماد نیران ثورته التی انطلقت ضد الدکتاتوریة البغیضة.
وبعد ما فشل النظام البحرینی عسکریا فی مواجهة الثورة الشعبیة عبر قواته والقوات السعودیة حاول النظام یائسا أن یخدع الشعب هذه المرة من خلال طرحه قضیة «الحوار الوطنی» لانهاء الازمة بعد ما حس بالخطر القادم الذی هز عروش حکم عائلة « آل خلیفة» وثبت عدم جدوی الحلول الامنیة التی ادت الی استشهاد العشرات من الشعب دون أن تتوقف ثورته الباسلة.
لکن معظم الشعب البحرینی وبمعرفته الکاملة لطبیعة النظام الخلیفی لم یوافق علی هذا الحوار وعرف أن النظام یهدف من خلال طرحه لهذه القضیة کسب الوقت لرسم خطة یفشل من خلالها الثورة ولا یهدف علی الاطلاق أن یعوض اخطائه السابقة، لکن القلیل من الشعب وقیاداته السیاسیة من ضمنهم الشیخ «علی سلمان»، الامین العالم لجمعیة الوفاق الاسلامیة وافق علی المشارکة فی عملیة الحوار مع النظام واستمر هذا الحوار لفترة من الزمن دون أن تکون له نتائج ملموسة.
حتی عرفت الفئة التی آمنت بالحوار فی یوم من الایام، ان النظام قد خیّب آمالها ولا یهدف الی اعطائها ای من الحقوق الشعبیة المسلوبة حتی اصبحت هذه القیادات الیوم تصرح علنا ان النظام یحاول فقط خداع الشعب من خلال طرح الحوار الوطنی وهو لیس بصدد الاصغاء الی ما یطالب به الشعب. حیث اکد الشیخ علی سلمان باعتباره احد الشخصیات التی اصبح خداع النظام البحرینی اکثر وضوحا امامها، أن زمن الحوار قد انتهی واصبح من الماضی لان ذلک لم ینجز شیئاً من مطالب الثورة البحرینیة.
وبالرغم من أن الشعب البحرینی بقی یعانی من دکتاتوریة آل خلیفة لاکثر من 250 عاما وهو محروما من ابسط حقوقه المتمثلة فی فرص العمل والسکن والتعلیم وصولا الی الحقوق الاساسیة الاخری علی رأسها اجراء الانتخابات فی البلاد و تعیین الحکومة التی یرغب الشعب بتشکیلها خلال هذه الفترة، لکن هذا الشعب اصبح الیوم اکثر اصرارا علی الوصول الی جمیع هذه الحقوق حتی لو استمر العالم بعدم انصافه تجاه هذا الشعب کما کانت الحال علیه من قبل الاتحاد الاوربی و امیرکا.کما عرف الشعب البحرینی کما هی الحال بالنسبة للشعب السعودی ایضا أن نظامی آل سعود وآل خلیفة لا یمکن أن یتماشیان فی یوم من الایام مع الدیمقراطیة علی الاطلاق لان توفر الدیمقراطیة فی البحرین والسعودیة یعنی عزل الاسرتین المالکتین فی هذاین البلدین ومحاسبة العدید من رموزها علی الجرائم التی اقترفوها بحق شعوبهم خلال عقود متمادیة. فلذا ان الدیمقراطیة والحوار فی قاموس هاتین العائلتین یعنی الاستسلام التام من قبل الشعب والتصفیق لقرارات الملک والموافقة علی نهب خیرات البلاد لصالح حفنة من الامراء.
ولهذا السبب فان الشعب البحرینی اخذ قراره بالاستمرار فی ثورته حتی ارغام النظام علی تلبیة جمیع مطالبه وفی مقدمة هذه المطالب ان یصبح الشعب مصدراً اساسیاً لرسم خارطة البلاد بدء من اجراء الانتخابات حتی وصولا الی تشکیل الحکومة المنبثقة من الشعب نفسه. إذا الشعب اخذه قراره ان لا حوار مع من واجهه بالرصاص واستعان علیه بالغزاة المحتلین.