الوقت - تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ310 على تواليا، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ297، في ظل مواصلة عمليات الهدم والتجريف داخل المخيمين، فيما شهدت اقتحامات وعمليات دهم واعتقال واعتداءات استيطانية متصاعدة.
وشهدت محافظة طولكرم ومخيماتها خلال الشهر الماضي تصعيدًا خطيرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وميليشيات المستوطنين، تخلله اقتحامات واعتقالات واعتداءات واسعة على الممتلكات الفلسطينية.
ودفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الماضي بتعزيزات عسكرية كبيرة، فيما شرعت بعمليات تجريف وتعبيد الشوارع والطرق التي فتحها داخل مخيمي طولكرم ونورشمس، ضمن سياسة فرض الأمر الواقع في إنهاء المخيمات وجعلها احياء تابعة للمدينة، ومنع أي عمليات إعادة بناء للمنازل المهدمة داخل المخيم، والتي أسفرت العملية العسكرية حتى الآن عن هدم نحو 1440 منزلاً.
وفي مخيم نور شمس شرق طولكرم، استمر العدوان للأسبوع الثالث عشر على التوالي، حيث شهد المخيم انفجارات وعمليات إطلاق نار كثيف بالتزامن مع اقتحامٍ جديد نفذته قوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية، وأُجبرت عائلات على إخلاء منازلها في حارة المسلخ، بينما يواصل الأطفال النازحون التعبير عن شوقهم للعودة إلى بيوتهم ومدارسهم التي حُرموا منها منذ نحو عشرة شهور.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين، حيث هاجمت ميليشياتهم ممتلكات الفلسطينيين في بلدتي بيت ليد ودير شرف شرقي طولكرم مرات عديدة، وأضرموا النيران في منشآت وشاحنات تابعة لشركة “الجنيدي”، كما لحقت أضرار بعدد من المركبات والمحال التجارية في أعقاب الهجوم.
وتم تويثق اكثر من 15 اعتداءا للمستوطنين، في تصدى المواطنين لـ4 اعتداءات منها، فيما نفذت قوات الاحتلال 450 عملية دهم لمنازل ضمن 143 عملية اقتحام لمناطق متفرقة بالمحافظة، و3مصادرات لممتلكات و26 تدمير ممتلكات، وقمع عدة مظاهرات أخرى، وننفذت 94 عملية إطلاق نار، وضيّقت على المواطنين بالحواجز العسكرية 88 حالة، وأسفر عن هذا العدوان المتصاعد إصابة 26 مواطنا، واعتقال 56 آخرين.
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه طولكرم ومخيماتها حالة من الغضب الشعبي، وسط استمرار الاقتحامات اليومية، وفرض قيود على حركة المواطنين، وإغلاق مداخل البلدات، في مشهد يعكس سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق المحافظة.
واندلعت مواجهات عديدة بتصدي المواطنين للاحتلال ومستوطنيه، وخروج عدد من المسيرات الرافضة لعدوان الاحتلال المتصاعد على المدينة ومخيماتها وبلداتها.
وأدى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 1440 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وأسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 14 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.
