الوقت – في خضم استمرار المسؤولين الصهاينة بإطلاق تصريحات تنضح بالعداء لإيران، قال المنظّر الأمريكي مرشايمر: “يدرك قادة الكيان إدراكاً لا يخالطه ريب، أنهم سيكونون هذه المرة في مرمى ضربات أشدّ وطأةً وأنكى أثراً مما ذاقوه في المواجهة الأولى”.
وحينما طُرح على الأستاذ البارز في العلاقات الدولية بجامعة شيكاغو سؤال خلال لقائه مع برنامج “جاجينغ فريدم” الإلكتروني عما إذا كان جيش الاحتلال يبيّت النية لشنّ عدوان على إيران، أجاب مرشايمر بقوله:
“لست أشك في أن لديهم خططاً احتياطيةً (لمهاجمة إيران)، ويمكن سوق حجج دامغة تؤيد فرضية أنهم سيشنون هجوماً على الجمهورية الإسلامية، بيد أنني أرى من الجانب الآخر أن ثمة حججاً لا تقلّ قوةً تشير إلى أنهم قد يعجزون عن الإقدام على مثل هذه الخطوة، وتنهض هذه الحجج على صخرة الواقع المتمثلة في أن الإيرانيين ألحقوا في المواجهة السابقة ضربات موجعة بالكيان الصهيوني، في معمعة تبادل الضربات التي دارت رحاها خلال تلك الحرب التي امتدت اثني عشر يوماً”.
وشدّد المنظّر الأمريكي قائلاً: “في تقديري، يعي الصهاينة تمام الوعي أنهم سيقعون هذه المرة تحت وطأة ضربات أشدّ فتكاً وأقسى أثراً (من المرة الأولى). وأرى أنه لا يستطيع أحد أن يدّعي أن الكيان سيحظى بموقفٍ أفضل في أي تبادل للضربات قد تشتعل ناره بين الطرفين”.
وأردف مرشايمر قائلاً: “ثمة اعتبار آخر جدير بالذكر، وهو أن ترامب سيتوجّس خيفةً من إطلاق يد الصهاينة خشية أن يقدم الإيرانيون على إغلاق الخليج (الفارسي) ومضيق هرمز، وهو إجراء سيلقي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد العالمي، ما يعني انعكاساً مباشراً على الاقتصاد الأمريكي، وهو ما سيقوّض الموقف السياسي لترامب، وبناءً على ذلك، أرى أنه يمكن القول إن الصهاينة سيحجمون عن الإقدام على مثل هذه المغامرة، لكن إذا كان عليّ أن أضع رهاني، فسأراهن على أنهم سيعاودون المحاولة”.
وكشف المحلل الأمريكي البارز في سياق اللقاء أن واشنطن كانت المحرك الرئيس وراء تفعيل آلية “سناب باك” (آلية الزناد) ضد إيران.
وحذّر من تضعضع المكانة العالمية للولايات المتحدة وتعاظم نفوذ مجموعة بريكس قائلاً: “إذا أمعنتم النظر في تكتل بريكس، ستجدون أن البرازيل والهند وروسيا وغيرها تصطفّ جميعها في نسقٍ واحد بطرق تهدف إلى مناوأة الولايات المتحدة، ما يضيق الخناق علينا في ممارسة نفوذنا الدبلوماسي في شتى أرجاء المعمورة”.
واختتم مرشايمر حديثه قائلاً: “فضلاً عن ذلك، نحن نسعى الآن إلى استمالة الأوروبيين لإعادة فرض طوق العقوبات على إيران، مما سيدفع الإيرانيين أكثر فأكثر نحو أحضان دول بريكس. وحري بالذكر أن إيران نفسها باتت عضواً في هذا التكتل. وعليه، فإن الدبلوماسية الأمريكية تجاه إيران وغزة وأوكرانيا، كلها تفضي إلى عزلنا وتلحق بنا ضرراً بالغاً من منظور دورنا القيادي في العالم”.