الوقت- أفادت مصادر لبنانية مطلعة لموقع "بيروت ريفيو" الإخباري بأنه خلال لقاءات جمعت علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعدد من القادة والشخصيات اللبنانية، أعربوا عن استيائهم الشديد من سلوك السعودية الذي يدفع لبنان نحو الأزمة ويحول دون تحقيق التفاهم الوطني.
ووفقًا للتقرير، دعا بعضهم إيران إلى التحرك لوقف هذا النهج السعودي حتى يتمكن اللبنانيون من التوصل إلى تفاهم وتوافق على أمنهم الوطني.
وسبق أن أفادت صحيفة "الأخبار" بأن يزيد بن فرحان، المبعوث السعودي الخاص في بيروت، إلى جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يلعب دورًا محوريًا في تكثيف الضغط السياسي على حزب الله لنزع سلاح المقاومة، ومنع الحكومة والمقاومة من التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد.
أصبح الأمير يزيد بن فرحان، وهو دبلوماسي رفيع المستوى من العائلة المالكة، شخصيةً بارزةً في التطورات التي شهدتها البلاد بعد حرب الـ 66 يومًا بصفته مستشارًا لوزير الخارجية السعودي للشؤون اللبنانية.
لعب يزيد بن فرحان دورًا هامًا في جمع جميع الأطياف السياسية السنية والمسيحية لدعم رئاسة جوزيف عون، قائد الجيش آنذاك، وقد كان محور التطورات السياسية اللبنانية منذ ديسمبر 2024، بينما كان وليد بخاري، السفير السعودي في بيروت، لا يزال مسؤولًا عن سفارة الرياض في بيروت. ولكن عمليًا، كان ليزيد بن فرحان أجندة أكثر أهمية، وحدد لنفسه دورًا يتجاوز دور السفير.
تأتي هذه التطورات في وقتٍ قلّ فيه اهتمام المملكة العربية السعودية بالصراعات والتنافسات الإقليمية في السنوات الست الماضية، معتبرةً أنها تحولت من سياسة خارجية جيوسياسية إلى سياسة خارجية جيواقتصادية، كان اتفاق السلام في اليمن عام ٢٠٢٢، وعدم التدخل الجاد في الشأن اللبناني، وإقامة علاقات سياسية مع بشار الأسد، واتفاق بكين، تجليات لسياسة الرياض هذه قبل التطورات الراهنة في لبنان.
في هذا السياق، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن يزيد بن فرحان لعب دورًا بارزًا في تكثيف الضغط السياسي على حزب الله لنزع سلاحه، ووفقًا لهذا التقرير، لعبت السعودية دورًا هامًا في إقناع الوزراء بالموافقة على خطة حصر السلاح، وقد تولت الرياض فعليًا الجانب السياسي من تنفيذ السياسات الأمريكية في لبنان، ويساعدها الكيان الصهيوني من الجو بقصف متواصل.
تعتبر السعودية الظروف الجديدة فرصة تاريخية لها. تستهدف الرياض مصالح حزب الله، بينما يشكل الكيان الصهيوني من الجنوب والتكفيريون السوريون من الشرق تهديدًا مباشرًا للحزب، والمقاومة هي العائق الوحيد أمامهم.
ومن وجهة نظر مناصري الحزب فإن مساعي المملكة العربية السعودية لتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله التي قدمتها الولايات المتحدة تشكل انتهاكا واضحا لاتفاق الطائف، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا لأمن المنطقة برمتها.