الوقت- لا شك أن مسرحية: "بالسابع"، نص وتمثيل جو الخوري، إخراج ميراي بانوسيان، تحمل جديداً في الفكرة والتنفيذ، الجنين في بطن أمه هو البطل، تتاح له فرصة التحدث عن مشاعره والمناخ الذي يستظله قبل أن يحين موعد خروجه إلى النور.
نحن إزاء كائن بشري في مرحلة الهيولى، جنين في بطن أمه قبل شهرين من ولادته بما يعني أنه متكامل كشريحة بشرية وله كل مقومات التفاعل مع محيطه والإحساس به، مع طرح الهواجس التي تراوده وهو مقبل على دنيا جديدة تنتظره كما يتوقع لقاءه الجميع بدءاً من والديه إلى أجداده وأقاربه والمنافسةعلى تسميته بما يرجح كفة إحدى عائلتي والديه.
النص والتمثيل لـ جو الخوري، وهي ميزة تضفي الدفء على طريقة التوصيل بأكبر قدر من العفوية فالكاتب أجدر من سواه على تأمين الصورة الواضحة والمؤثرة والحقيقية للمتلقي، وهذا ما تأكد مع جو الذي نواكبه في ثاني تجربة له بعد: testosterone، كان يومها لقاء تعارف، بينما مع "بالسابع"، اختلفت المعادلة فنحن أما عمل كشف عن موهبتين لافتتين: جو الكاتب والممثل فنان يليق به أن يفخر بأن ثاني تجاربه أعلنت ولادته الحقيقية كمبدع شاب يؤكد بالصورة الحية الولادة الطبيعية لموهبة مزدوجة، صاحبها متواضع بأخلاقه نخبوي بطاقتيه الفنيتين كمؤلف وممثل.
لقد كان العرض الأول محط تقديرنا لجمعه العديد من العوامل التي شكلت أركان نجاحه، وكم ساورتنا أسئلة عن الممثلة ذات الطابع الخاص بشخصية"أم طعان"، وما هي أدواتها كمخرجة لنجد أنها شكلت إضافة للمسرحية أولاً كإمرأة نسبة إلى الموضوع المطروح.
وثانياً كمخرجة تصرفت بالمؤثرات التقنية من إضاءة وصوت، مدعومة بسينوغرافيا بسيطة في هندستها عميقة في تجسيدها مكان الجنين في بطن الأم، من إبداع الفنان حسن صادق، ولـ جو أن يسعد بتوافر كل هذه الأدوات الإيجابية لعمله الذي يعلن ولادته في الشهر السابع وليس في التاسع إنسجاماً مع عنوان المسرحية التي حظيت برعاية والديْ جو وحضور إبن مغدوشة النائب الدكتور ميشال موسى، وجمع فني إعلامي وجماهيري متنوع.
يكفي أن النص تعامل مع الجنين على أنه كيان حي، يفكر بوالديه والعالم الذي ينتظره محللاً ما إذا كان جيداً أم غامضاً، فكانت لحظات حميمة لا إدعاء فيها ولا تصنّع بل عالم يتشكّل من أسئلة مشروعة وإجابات غير حاسمة تمهيداً لاكتشافات المولود لاحقاً لتحديد خياراته.