الوقت- في اليوم الخامس والسبعين من استئناف الكيان الصهيوني للحرب الوحشية على قطاع غزة، الموافق لليوم الـ 603 من الحرب، تستمر الهجمات الإجرامية الصهيونية في جميع أنحاء هذا القطاع، وفي الوقت نفسه، تتزايد التحذيرات الدولية من عمق الكارثة الإنسانية في غزة وفشل خطة الولايات المتحدة والصهيونية الخادعة لتوزيع المساعدات تحت ذريعة توزيعها.
استمرار العدوان الغاشم على المدنيين
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن جيش الاحتلال واصل غاراته الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة من غزة منذ ساعات الصباح الباكر من اليوم السبت، وأعلن عن استشهاد مدنيين اثنين في قصف طائرة مسيرة لجيش الاحتلال على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما استشهد وأصيب عدد من المدنيين في قصف وقصف مدفعي على جنوب شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وقيسان النجار، وقيسان أبو شعوان قرب مدينة خان يونس.
واستهدف جيش الاحتلال المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس بقصف مكثف وقصف مدفعي، واستشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر في قصف على منطقة السقا وسط خان يونس، قُتل مدني في قصفٍ على مخيم للاجئين في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كما قُتل أربعة مدنيين في قصف طائرات الاحتلال ومخيم اللاجئين في منطقة الشنطي شمال مدينة غزة.
مجزرة بحق لاجئين جائعين في مركز توزيع المساعدات
أعلنت وسائل إعلام فلسطينية: مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين في هجومٍ بطائرةٍ مسيرة شنه جيش الاحتلال على مخيم للاجئين في منطقة مواصي القرع شمال غرب مدينة خان يونس.
كما أُصيب عددٌ من المدنيين في قصفٍ على حي الكرامة شمال مدينة غزة.. وفي الوقت الذي تُواصل فيه الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها التحذير من خطورة أهداف الخطة الأمريكية والصهيونية الخادعة بذريعة توزيع المساعدات في قطاع غزة، والتأكيد على أن آلية هذه الخطة لا تتماشى مع حل أزمة غزة، أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد عددٍ آخر من المدنيين بالقرب من مركز توزيع المساعدات غرب رفح جنوب قطاع غزة.
وحسب هذه التقارير، استشهد فلسطينيان أثناء محاولتهما الوصول إلى مركز توزيع المساعدات في هجوم شنته قوات الاحتلال، وأصيب العشرات، يأتي ذلك في الوقت الذي قُتل فيه أكثر من 10 فلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية، وأصيب أكثر من 100 آخرين، إثر بدء الخطة الخادعة للولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات في جنوب غزة بالقرب من المركز التابع لمنظمة تُعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي شركة أمريكية في الظاهر، يديرها عملاء صهاينة مقربون من رئيس وزراء نظام الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
14 شهيدًا منذ الصباح
وأعلنت مصادر طبية في غزة أن العدد الرسمي للشهداء من الصباح وحتى ظهر اليوم بلغ 14 شهيدًا، مؤكدةً أن هذا العدد مرشح للارتفاع في ظل استمرار الاعتداءات الإجرامية لجيش الاحتلال ونقص الإمكانيات الكافية لعلاج الجرحى في المستشفيات.
كارثة غزة الإنسانية في أسوأ حالاتها
أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمره الصحفي الجديد بمقر الأمم المتحدة: إننا نشهد أسوأ كارثة إنسانية في غزة منذ بدء الحرب في الـ 7 من أكتوبر 2023.
وأضاف: أفاد زملاؤنا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن كارثة غزة في أسوأ حالاتها منذ بدء الحرب، أخلى الجيش الإسرائيلي مستشفى العودة شمال غزة من الموجودين فيه، ولا يزال النزوح القسري للمدنيين من غزة مستمرًا.
وأكد المسؤول الأممي أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بسبب إغلاق المعابر لأكثر من 80 يوما، وأن كميات المساعدات القليلة التي وصلت مؤخرا لا تكفي لمساعدة أكثر من 2.1 مليون شخص هم في أمس الحاجة إليها.
كارثة صحية في غزة/خمسة مستشفيات فقط تعمل
أعلن الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، اليوم عن انهيار كامل للنظام الصحي في غزة، قائلاً إن الاحتلال أخرج عشرات المستشفيات من الخدمة، ولم يتبقَّ منها سوى خمسة مستشفيات تعمل بشكل جزئي وفي ظروف بالغة الصعوبة.
وأضاف: "منطقة شمال غزة خالية تمامًا من أي خدمات طبية، وقد فقد العديد من مرضى الأمراض المزمنة حياتهم بسبب نقص الأدوية. وللأسف، يضطر الطاقم الطبي إلى ترجيح كفة الحياة على كفة الجرحى في غرف العمليات.
كما أن حياة 70 ألف طفل معرضة لخطر شديد بسبب انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة"، وبدوره، أعلن مجمع الشفاء الطبي أن هذا المستشفى يعمل بـ 20% فقط من طاقته الاستيعابية بسبب الدمار الشامل الذي ألحقه العدو الصهيوني بالقطاع الصحي، وتدميره له، وأكد: "نعيش وضعًا محزنًا للغاية، ومرضى الكلى يفقدون حياتهم يوميًا لعدم قدرتهم على تلقي العلاج".
أطفال غزة يموتون جوعًا يوميًا
أعلنت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، أن أطفال غزة يموتون جوعًا يوميًا، وأن الجوع في هذا القطاع وصل إلى مستويات كارثية بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.
وأكد المسؤول الدولي: "لقد دُمرت البنية التحتية الصحية الحيوية في قطاع غزة بالكامل، والناس في وضع صحي كارثي، ولم يعد هناك أي شيء اسمه صحة هنا".
حماس: خطة ويتكوف تفتقر إلى ضمانات واضحة لإنهاء الحرب.
وأكد مسؤولو حماس، أن الحركة لا تزال تدرس مقترح وقف إطلاق النار الجديد بمسؤولية عالية، وأشاروا إلى أن "خطة ستيف ويتكوف تفتقر إلى ضمانات واضحة لإنهاء الحرب، ولا تأخذ في الاعتبار مطالب الفلسطينيين". قال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة، والذي أعلنت واشنطن موافقة "إسرائيل" عليه، لا يستجيب لأي من مطالب الشعب الفلسطيني. وقال جهاد طه، المتحدث باسم حركة حماس: إن الخطة التي قدمها ويتاكر لم تأخذ في الاعتبار الكثير من مطالب حماس، وتفتقر إلى ضمانات شفافة. في الواقع، تم إعداد خطة ستيف ويتاكر على عكس التفاهمات التي قدمتها حركة حماس، لكننا ندرسها بجدية.
وأضاف المسؤول في حماس: سنتعامل بإيجابية مع أي مبادرة أو مقترح يؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة. يجب أن يتضمن أي اتفاق وقف إطلاق نار شامل وانسحابًا كاملاً للصهاينة من غزة، لكن النسخة النهائية من خطة ستيف ويتاكر لم تقدم أي التزام فوري أو حتى مرحلة لوقف الحرب.
وقال جهاد طه: ندعو المؤسسات الدولية إلى إعلان حالة الطوارئ لإنقاذ غزة من هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة. كما أن لدينا علامات استفهام جدية حول الغموض والافتقار إلى الضمانات الواضحة في خطة ستيف ويتاكر.