الوقت- في خطوة فنية جريئة تشتبك مع مأساة إنسانية يومية غير مسبوقة، اكتمل في لبنان مؤخرا تصوير المسلسل الجديد «المحامي».
المسلسل دراما تسلط الضوء على جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر العشرين على التوالي.
ووفق القائمين عليه، هو أول عمل درامي يتناول بعض جوانب إبادة غزة منذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووسط هذه الإبادة المباشرة على الهواء يوميا، تدور أحداث «المحامي»، حسب حديث القائمين عليه، داخل قاعة محكمة دولية افتراضية، حيث تُفتح ملفات جرائم إسرائيل ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة.
ويتتبع المسلسل جلسات هذه المحكمة الرمزية، ويمثل محامي الادعاء الفلسطيني ومساعدته صوت الضحايا، في مواجهة محامي الدفاع الإسرائيلي ومساعدته اللذين يحاولان التهرب من مسؤولية الجرائم.
ويُستدعى في كل حلقة شهود فلسطينيون من غزة، وأحيانا شهود إسرائيليون، لتقديم إفاداتهم عن وقائع حقيقية جرت خلال الإبادة المستمرة.
يعتمد العمل على أسلوب درامي يمزج بين التوثيق والتمثيل، ويمنح الكلمة لمن لم تُسمَع شهاداتهم في ساحات العدالة العالمية.
ولا يخفي انحيازه الأخلاقي والإنساني للقضية الفلسطينية، بل يسعى إلى إنصافها من خلال الفن، وكشف زيف روايات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، التي تعمل منذ عقود على طمس الحقيقية.منتج «المحامي» عدي عزي قال إن «موضوع المسلسل واقعي حساس، وخاصة أنه يتحدث عن القضية الفلسطينية».
وأضاف أنه يركز «خاصة (على) ما يحصل اليوم في قطاع غزة، والمجازر التي تحصل هناك، وهو رسالة للعالم وليس للعرب فقط».
وعن سبب اختيارهم اسم «المحامي» قال عزي: «لأننا لم نرَ أي أحد نوه أو تحدث أو دافع عن أهالي غزة (في مواجهة) المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والأبرياء».
واعتبر أن «مسلسل المحامي يمنح الكلمة لمن لم تُسمَع شهاداتهم في ساحات العدالة العالمية، وهو أقل واجب ممكن أن نقدمه لأهلنا في غزة».
وعن طاقم العمل، قال عزي إنه «شارك في العمل ممثلون من أنحاء الوطن العربي، من الأردن ومصر ولبنان وسوريا، وبعض النجوم لم يرضوا بأخذ مقابل مادي كون المسلسل يتحدث عن معاناة غزة».
وأردف أن «فريق العمل واجه كثيرا من الضغوط بسبب موضوع المسلسل، وهذا الشيء اعتبرناه حافزا للاستمرار في العمل حتى النهاية».
وعن أشكال الضغوط، أوضح أن «هناك ضغوطا خارجية إذ كانت تأتي الاتصالات على شكل نصائح لتثني عن هذا العمل، لأنه (حسب اعتقادهم) مشروع خاسر ولن يجد طريقه للعرض ولن يدعمه أحد، وخاصة في هذه الأجواء».
أما المخرج إيلي رموز فقال إن «المسلسل يُجسّد محكمة دولية تُحاكم جرائم الحرب الإسرائيلية».
وتابع: «تقدم كل حلقة شهادة حقيقية من غزة، مدعومة بأدلة توثّق التدمير الممنهج للمساجد والكنائس والمستشفيات».
كما «نوثّق جرائم التطهير العرقي كي تبقى سجلا للأجيال القادمة والرسالة واحدة: العدالة للإنسان الفلسطيني.
وأكد أن «جميع قصص المسلسل مستوحاة من وقائع حقيقية، بما في ذلك قصف المسجد العمري (ذوي الـ700 عام) وكنيسة القديس برفيريوس، و(هما استهدافان) يعتبران جزءا من الهجوم على تاريخ المنطقة».
وحسب الممثل السوري سامي نوفل، فإن ما يحدث في قطاع غزة هو «أزمة إنسانية أصبحت قضية عالمية».
وقال إن «المسلسل يقدم محاكمة للجرائم المرتكبة في غزة أمام محكمة دولية فيها محامون يدافعون عن الجانب الفلسطيني وإسرائيل».