الوقت - ما زالت سهام النقد تنهال على سياسة حكومة نتنياهو بشأن الحرب على غزة، من قبل الإعلام العبري والمسؤولين الصهاينة والأمريكيين، في مشهد يعكس ارتباكاً عميقاً وغياباً للرؤية الواضحة في مواجهة التحديات.
فقد أفادت صحيفة “معاريف” العبرية بأن "إسرائيل"، بعد عام وسبعة أشهر من الصراع، لم تتمكن حتى الآن من وضع خطة عملية واقعية تضمن مواجهة حركة حماس في قطاع غزة، وتحقيق أهدافها المعلنة.
وأوردت الصحيفة أن "إسرائيل" لا تملك أي استراتيجية تكتيكية للوصول إلى غايات الحرب، وعلى رأسها تحرير الأسرى البالغ عددهم تسعة وخمسين شخصاً، وإلحاق الهزيمة بحركة حماس، وتفكيك بنيان حكمها.
وأضافت إن "إسرائيل" تعاني انعداماً في الأهداف المحددة، وتفتقر إلى جدول زمني واضح أو ميزانية مرصودة لتحمل أعباء الحرب وتداعياتها، فهي تسير في بحر مظلم بلا هدى ولا بوصلة، متخبطةً في دروب التيه بلا دليل أو اتجاه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أدرك أن "إسرائيل" ليست بصدد مواجهة أزماتها الحقيقية، بل إنها تختار الغرق في مستنقع غزة، مفضّلةً التهرب من اتخاذ قرارات حاسمة تُخرجها من هذا المأزق.
وفي سياق متصل، أفصح مسؤولون أمريكيون في تصريحات لشبكة “NBC” عن خيبة أمل ترامب ودهشته من قرار "إسرائيل" البدء في هجوم جديد على غزة، واصفين هذا التحرك بأنه محاولة عقيمة لا طائل من ورائها سوى تعقيد جهود إعادة إعمار المنطقة، وأكدوا أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو قد بلغت ذروتها، وأن نتنياهو بات فاقداً للقدرة على ممارسة أي ضغط سياسي تجاه ترامب.
وعلى صعيد آخر، صرح أفيغدور ليبرمان، وزير الحرب السابق وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، قائلاً إن من عجز عن هزيمة حماس خلال عام وثمانية أشهر، لن يتمكن من تحقيق ذلك حتى لو أُعطي سبعة عشر عاماً إضافية. وأردف قائلاً إن العلاقات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" قد انحدرت إلى أسوأ مستوياتها منذ بداية تاريخ التحالف بين الطرفين.
أما الجنرال الصهيوني إسرائيل زيف، القائد السابق لعمليات جيش الاحتلال، فقد حمّل نتنياهو مسؤولية إدخال "إسرائيل" في حرب بلا نهاية، نتيجةً لأزمته السياسية التي تكاد تعصف به، وأضاف إن "إسرائيل" قد تحولت في أعين الولايات المتحدة من ذخيرة استراتيجية إلى عبء ثقيل، وترامب يسعى للخلاص من هذا العبء بأسلوبه الخاص.
وفي تصريح آخر، قال ستيف ويتكاف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، لكن "إسرائيل" لا تبدو مستعدةً لإنهاء الحرب، وأكدت الشبكة العبرية أن تصريحات ويتكاف جاءت في وقت تستعد فيه "إسرائيل" لتوسيع نطاق الحرب في غزة، رغم تصاعد الانتقادات ضدها داخلياً وخارجياً، في مشهد يشي بمزيد من التعقيد والارتباك.