الوقت- في أعقاب احتجاجات الأوساط والخبراء الصهيونيين على استمرار الحرب على غزة ونتائجها، أكدت صحيفة هآرتس العبرية في افتتاحيتها الجديدة على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وأعلنت أن الطريق الوحيد لضمان استمرار وجود "إسرائيل" في المنظومة الدولية هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلى جانب المفاوضات الدبلوماسية التي تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكدت صحيفة هآرتس: "إن السياسة الوحشية التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي تجاه المدنيين العزل والمحاصرين في غزة شوهت صورة إسرائيل إلى الأبد"، ستدفع "إسرائيل" ثمناً باهظاً لجرائم جيشها في غزة، والتي نشهد علاماتها في العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، وتآكل الشرعية الدولية، وانهيار الأسس الأخلاقية والإنسانية في المجتمع الإسرائيلي.
وأضافت وسائل إعلام صهيونية: "إن عمليات القتل المتكررة لعشرات المدنيين في غزة على يد الجيش الإسرائيلي بحجة استهداف قيادات حماس، هي عمل غير مبرر وجريمة حرب محتملة، وانتهاك لقوانين الحرب، وتجاهل واضح لكل القوانين الدولية".
منذ استئناف الحرب على غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها أكثر من 1500 مدني فلسطيني في المنطقة، بينهم 500 طفل على الأقل، ويضاف إلى هذه الجرائم الإسرائيلية قتل 15 عامل إغاثة ودفنهم في مقابر جماعية، وقصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة.
وتتابع المقالة: لقد اتبعت "إسرائيل" سياسة واضحة لتجويع شعب غزة، وظلت الأغذية والإمدادات عالقة خلف معابر غزة لمدة ستة أسابيع، وتستمر التقارير عن سوء التغذية والمجاعة والأمراض في غزة في الارتفاع؛ وخاصة مع استمرار القوات الإسرائيلية في تهجير المدنيين الجرحى والجوعى في غزة بشكل دائم.
وذكرت صحيفة هآرتس أنه يجب إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب، مؤكدة أن الأسرى الإسرائيليين في غزة يدفعون ثمن الهجمات الإسرائيلية أيضا، وهذا الوضع سيستمر، ما لم تغير "إسرائيل" نهجها.
وفي نهاية المقال، وبالإشارة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبني حل سياسي، جاء: تصريحات ماكرون هي مثال على الانتقادات العالمية لإسرائيل، ما يضعها في وضع مخجل، والاستمرار في رفض التوصل إلى وقف إطلاق النار سيجعل "إسرائيل" أكثر كراهية في العالم.