الوقت- انطلقت قبل عدة أيام، فعاليات المؤتمر الثالث لنصرة فلسطين تحت عنوان "فلسطين القضية المركزية للأمة الإسلامية"، بمشاركة شخصيات يمنية ووفود عديدة من دول عربية وإسلامية أخرى، إلى جانب وفود دولية، وحضر المؤتمر عدد كبير من المسؤولين اليمنيين البارزين وممثلي الدولة، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى الدول العربية والإسلامية شارك في هذا المؤتمر العديد من ممثلي الدول الأفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية.
ورحب الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس المؤتمر وعضو المجلس السياسي الأعلى اليمني في بداية المؤتمر بالمشاركين ونقل لهم تحيات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي زعيم حركة أنصار الله ومهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني.
اليمن يصمد أمام أشد الاعتداءات والحصار من قبل التحالف العربي الأمريكي لمدة عشر سنوات
وأكد الدكتور بن حبتور أن قضية فلسطين هي قضية كل أحرار العالم الذين حضر ممثلوهم إلى صنعاء لحضور هذا الحدث الواسع، يرحب كل أبناء الشعب اليمني من قيادة ومسؤولين في مختلف المستويات وكل أحرار هذا الوطن في كل المحافظات بضيوفهم الأعزاء في صنعاء عاصمة المقاومة.
وأشار إلى أننا الآن في الذكرى العاشرة لعدوان وحصار التحالف العربي الأمريكي على اليمن، وقال: "إن عدوان التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي الذي فرض حرباً ظالمة على الشعب اليمني منذ مارس 2015م، لا يزال مستمراً حتى اليوم بكل وحشية وحصار وقمع".
وأضاف المسؤول اليمني: "رغم كل الاعتداءات والحصار، استطاع الشعب اليمني أن يرفع راية الحرية ليس في هذا البلد العربي فحسب، بل في العالم أجمع، ويحقق النصر"، كما يقوم الشعب اليمني بواجبه الواضح تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته من خلال المشاركة في دعم غزة وسكان هذا القطاع الذين يفقد المئات منهم حياتهم يومياً لمجرد جريمة التمسك بالأرض والدفاع عن حقهم في الحياة.
وأكد هذا العضو البارز في المجلس السياسي الأعلى اليمني، معرباً عن تقديره للمقاومين الذين يقفون في وجه العدو الغاشم والمستكبر في كل شبر من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، قائلاً: "إن محور المقاومة والجهاد تشكل لدحر المشروع الأمريكي الصهيوني وإحباط مؤامرتهم لتدمير القضية الفلسطينية".
طوفان الأقصى يثبت قوة ومعادلة محور المقاومة
كما ثمن رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي، الذي كان من بين الحاضرين في المؤتمر، في كلمته دور اليمن في نصرة فلسطين، وخاصة دور قائد المجاهدين اليمنيين السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إدارة العمليات، وأعلن: منذ بداية عاصفة الأقصى في أكتوبر 2023 والحصار والحرب القاسية على غزة، خلقت اليمن معادلة جديدة في مواجهة الصهاينة لا سابقة لها في تاريخ النضال ضد المحتلين الصهاينة.
وانتقد عادل عبد المهدي المواقف الضعيفة للأنظمة العربية أمام عدوان كيان الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وقال إن "إسرائيل" كيان استعماري ومتغطرس تدعمه قوى الاستكبار في العالم، لكن معادلة المقاومة كانت شيئاً رأينا تأثيره في عاصفة الأقصى ومعارك تحرير غزة ونصرة القدس ومعارك الجبهات الداعمة، حتى أصبح واضحاً أن جبهات محور المقاومة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، في الواقع، قال محور المقاومة، وفق هذه المعادلة، للعدو الصهيوني: إن اعتديتَ على الشعب الفلسطيني، فقد اعتديتَ علينا جميعًا، قضيتنا واحدة لا يمكن فصلها، إذا هوجمت إحدى هذه الجبهات، ستهب الجبهات الأخرى لدعمها.
وأكد هذا المسؤول العراقي السابق البارز: "كما يحشد المحور الاستعماري العالمي لدعم "إسرائيل" ويرسل حاملات طائراته إلى بحارنا ويستخدم كل الأدوات العسكرية والسياسية والإعلامية لدعم الصهاينة، فإن الأمة الإسلامية تحشد أيضاً قواها الديناميكية نيابة عن محور المقاومة لمواجهة الاستكبار، واليمن في مقدمة هذا المحور".
وأشار عبد المهدي إلى أن اليمن اليوم نيابة عن الأمة الإسلامية تتحمل مسؤولية إنهاء فترة عزلة فلسطين، وكما رأينا فإن المعارك في البحر الأحمر وبحر العرب ووصول الأسطول الأمريكي والبريطاني وحلفائهما والاعتداءات المستمرة على اليمن لم تسبب الخوف لدى اليمنيين ولم تمنع العمليات البحرية اليمنية ضد العدو الصهيوني، بل شهدنا تقدم وتعزيز العمليات اليمنية، وما دام الحصار والحرب على غزة مستمرين فإن اليمن ستستمر في دعم غزة.
وأضاف: "إن معادلة المقاومة الجديدة التي أسستها اليمن اليوم في مواجهة العدو ونقلت المعركة إلى قلب فلسطين المحتلة هي معادلة تكسر حصار غزة وتثبت أن البعد الجغرافي ليس مبرراً للصمت أمام العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني"، إن هذه المعادلة الشجاعة لدعم القضية الفلسطينية ليست للعرب والمسلمين فقط بل كل أحرار العالم يؤمنون بهذه المعادلة، والمقاومة دخلت مرحلة جديدة من التقدم، والنظام المحتل يعيش اليوم أزمة وجودية قاتلة.
أعمال المؤتمر الدولي الثالث متواصلة
واصلت أعمال المؤتمر الدولي الثالث " فلسطين قضية الأمة المركزية " المنعقد حالياً بالعاصمة صنعاء تحت شعار لستم وحدكم" بمشاركة محلية وعربية ودولية، وناقش المؤتمر في يومه الثالث، بحضور وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد المولد ونائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي والوفود العربية والدولية المشاركة في المؤتمر، 87 بحثاً وورقة علمية في عشر جلسات متوازية، استعرضت الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور محمد القطابري، 11 بحثاً وورقة علمية تضمنت الورقة الأولى عرضاً للجنة الوطنية لنصرة الأقصى.
وفي إطار الجلسة الأولى، عرض الدكتور علي شرف الدين الورقة الثانية بعنوان "تصور مقترح لتفعيل دور الجامعات اليمنية في قضايا الأمة المركزية" القضية الفلسطينية أنموذجاً"، وتناولت ورقة العمل الثالثة، البدائل الهندسية وأثرها في تفعيل تكاليف إعادة الإعمار في قطاع غزة"، قدمها الدكتور أحمد الجنيد، وسلطت الورقة الرابعة المقدمة من الدكتور عبدالله راشد، والدكتور فؤاد حسن عبدالرزاق، الضوء على الحرب السيبرية واستخدامها كسلاح الظل بمعركة "طوفان الأقصى"، فيما أبرزت الورقة الخامسة المقدمة من الدكتور حميد الجبر، الدور اليمني في حصار الكيان الصهيوني اقتصادياً ضمن معركة "طوفان الأقصى".
وتم خلال الجلسة الأولى، استعراض الورقة السادسة حول دور الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية في تعزيز وعي الشباب الغربي حول مظلومية الشعب الفلسطيني، قدمها الدكتورفيصل النهمي، وتطرقت الورقة السابعة المقدمة من الدكتور مطهر عقيدة والباحث الحسن الذاري، إلى اتجاهات الرأي العام العربي نحو الموقف اليمني من العدوان الإسرائيلي على غزة وانعكاساته على تكوين الصورة الذهنية لحركة أنصار الله لديهم"، وتمحورت الورقة الثامنة المقدمة من الدكتور محمد القيلي، حول "فاضل الربيعي من أخطر أدوات الترويج لأطماع الصهيونية في اليمن، في حين قدم االدكتور أيوب المهاب الورقة التاسعة، بعنوان" التأثير البيئي والزراعي لمخلفات الحرب في قطاع غزة-فلسطين: تقييم التأثيرات طويلة المدى للقذائف والصواريخ والتلوث على التربة والمياه وتغير المناخ".
وتوقف الدكتور حمود القديمي في الورقة العاشرة عند، دور اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني بغزة ضد العدوان الإسرائيلي خلال الفترة من "7 أكتوبر 2023م وحتى انتهاء العدوان الإسرائيلي"، فيما ركز الدكتور أحمد صلاح في الورقة ال11 على المرتكزات الدينية الصهيونية لإنشاء الكيان الإسرائيلي"، وتناولت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور عبدالحكيم الهجري، سبعة أبحاث وورقة علمية، تطرقت الورقة الأولى المقدمة من الدكتور نايف الأبرط، إلى دور التعليم الإلكتروني كوسيلة لتعزيز حق التعليم في فلسطين-دراسة تحليلية نقدية للفرص والتحديات في ظل العدوان الصهيوني على المؤسسات التعليمية.
واستعرضت الورقة الثانية التي قدامها زايد المنزوع، دور المقاطعة الاقتصادية في التاثير على الدعم الدولي للكيان الصهيوني"، فيما قدم صالح السنباني ورقة بعنوان "إعادة الإعمار في قطاع غزة" التحديات .. والحلول"، وأبرزت الورقة الرابعة المقدمة من الدكتور جابر البواب والباحث علي هضبان، قوة اليمن ودوره في الانتصار لقضايا الأمة، القضية الفلسطينية أنموذجاً"، بينما استعرض الدكتور صلاح القوسي والدكتور بشير زندال، في الورقة الخامسة، محطات من تاريخ تغلغل العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر خلال" النصف الثاني من القرن العشرين".
وعرّج الدكتور أيمن المضواحي في الورقة السادسة على" التدخل العسكري اليمني في معركة "طوفان الأقصى" وانعكاس التبدلات السياسية للقضية الفلسطنية دولياً، فيما سلط الدكتور عبدالعالم الفقية في الورقة السابعة الضوء، على حق النقض "الفيتو" وآثاره على الأمن والسلم في فلسطين.
