الوقت - تبين من برمجة الفضائيات العربية في الشهر الكريم أن النوعية ميزت الأعمال اللبنانية السورية، فرجّحت كفتها في المنافسة التي تشتعل عاماً بعد عام، ولم تستطع الكمية الكبيرة من المسلسلات والبرامج المسرية من تحقيق الغلبة ميدانياً.
نعم هناك كم هائل من المسلسلات التي أنجزتها ماكينات الإنتاج المتعددة في مصر على عادتها مع حلول أيام شهر الصوم ومنذ مرور النصف الأول من العروض الرمضانية ، لكن حتى الآن يتأكد بوضوح أن ما صُور في بيروت ودمشق من انتاجات مستقلة أو مشتركة يحظى بمشاهدات مرتفعة جداً حتى على الساحة المصرية مع وجود اختراقات بسيطة يكون سببها الرغبة في تنويع المشاهدات، طمعاً في الفوز بعمل يذكر بما عرف من أعمال ضخمة سابقاً من وزن: رأفت الهجان، زينب والعرش، ليالي الحلمية، الأيام ، وغيرها.
الفارق بين النموذجين أن النجوم حاضرون هنا: تيم حسن، منى واصف، كاريس بشار – في: تحت سابع أرض- ماغي بوغصن، بديع أبو شقرا، باسم مغنية – بالدم – بسام كوسا ، نور علي، محمود نصر – البطل – عابد فهد، معتصم النهار، دانييلا رحمة – نفس – مع أسماء وازنة في الإخراج: من الليث حجو، أسامة البرقاوي، فيليب أسمر. كما في الكتابة وخبرة الإنتاج ما بين صادق الصباح، وجمال سنان كركنين قويين.
بينما اقتصر حضور النجوم في مصرعلى: أحمد السقا، في العتاولة 2 – وهو بالمناسبة إنتاج اللبناني صادق الصباح – ومحمد هنيدي، الذي يجرب في التلفزيون مع: شهادة تعليم أطفال، ورغم أن إسمه أول لكن عملة على شاشة 2025 لم يثر أي إهتمام جماهيري أو نقدي، وتسري القاعدة عينها على أسماء بالجملة تتردد داخلياً في مصر من دون صدى عربي فاعل على صورة الأسماء التي حكمت ذاكرتنا لعدة عقود مضت دون منافسة.
ووصلت الأمور هذا العام بأن يكون هناك موقف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي إختار من جملة الإنتاج الواسع برنامج بعنوان: قطايف، يقدمه الفنان الكوميدي: سامح حسين، للإشادة به، لا بل تم تكريم الممثل من هيئة إعلامية رسمية بينما خاطب الرئيس السيسي منتجي الأعمال الفنية قائلاً في حفل إفطار أقامه للقوات المسلحة بأحد الفنادق: "أطالب صُناع الدراما المصرية بإعادة دراسة أوراقهم من جديد سعياً وراء الاهتمام بالدور الرئيسي للدراما وهو تفعيل الوعي المجتمعي بعيداً عن العنف والهزل".
وقد تردد في القاهرة أن إعلان المخرج محمد سامي إعتزال الإخراج التلفزيوني سببه الملاحظة الرئاسية التي بدت وكأنما فيما عنت: سيد الناس، وإش إش، وهما عملان قدمهما سامي هذا العام الأول فيه عنف مع عمرو سعد والثاني كوميدي مع زوجته مي عمر. كما لوحظ أن حلقات: معاوية، مرت بسلام من دون ضجة نقدية أو جماهيرية بما يعني أن المضمون لم يكن بحجم الدعاية التي سبقت عرضه.